تتفاقم الأوضاع الإنسانية في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية، مع تصعيد "إسرائيلي" متواصل يشمل اقتحامات واعتقالات وهدمًا للمنازل، في وقت يعيش فيه من تبقّى من السكان تحت حصار خانق، بينما يواصل الاحتلال تفريغ المخيمات من أهلها ويدفع بالمزيد نحو النزوح القسري.

وفي مدينة طولكرم ومخيمها، حيث يدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه الـ108 على التوالي، وفي مخيم نور شمس يومه الـ95، كثف جيش الاحتلال من انتشاره العسكري، ونشر فرق المشاة في الشوارع والأحياء داخل المخيمات.

وقالت اللجنة الإعلامية، في بيان صدر اليوم الجمعة 16 أيار/مايو، إن آليات الاحتلال العسكرية تجوب الشوارع الرئيسية في طولكرم، فيما تنتشر فرق المشاة بكثافة في شارع نابلس، على طول الطريق الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، ذهابًا وإيابًا، باتجاه دوّار شويكة وشارع العلمي، ما يتسبب في عرقلة حركة تنقل الفلسطينيين ومركباتهم.

وأكدت اللجنة أن قوات الاحتلال تفرض حصارًا مطبقًا على المخيمين، وتمنع دخول وخروج الأهالي لتفقد منازلهم أو أخذ احتياجاتهم الأساسية، تزامنًا مع سماع دوي انفجارات وإطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية.

وأشارت اللجنة إلى أن الاحتلال ينفذ عمليات هدم ونسف واسعة للمباني السكنية في أحياء المنشية، والمسلخ، والجامع، والعيادة، والشهداء، في إطار خطة تهدف لهدم 106 منازل وبنايات سكنية في المخيمين.

وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال هدم، خلال الأسبوع الماضي فقط، نحو 20 مبنًى سكنيًا، إضافة إلى نسف منازل أخرى. وفي موازاة عمليات الهدم، يواصل جيش الاحتلال إحراق منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس.

وقد أسفر العدوان على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والمحال التجارية.

كما تسبب العدوان في تهجير قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، ما يزيد عن 25 ألف فلسطيني، فيما تجاوز عدد المنازل المدمرة كليًا 400 منزل، وبلغ عدد المنازل المتضررة جزئيًا 2573 منزلًا.

العدوان يتواصل في جنين ومخيمها

وفي مدينة جنين ومخيمها، يستمر العدوان "الإسرائيلي" لليوم الـ116 على التوالي، حيث صعّدت قوات الاحتلال من عمليات المداهمة واعتقال الفلسطينيين في القرى والبلدات المحيطة.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مساء اليوم بلدتي دير غزالة ودير أبو ضعيف شرق جنين، وأغلقت شارع المدارس، وأطلقت الرصاص الحي، واحتجزت شابًا واستجوبته ميدانيًا، ومنعت مرور المركبات.

كما داهمت قوات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين في منطقة الجابريات، وسط توتر واستنفار، وأجبرت عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها قرب عمارة "سما جنين" في محيط مخيم جنين.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة جنوب غرب جنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، أطلقت خلالها قنابل الغاز، في حين شهدت بلدة الزبابدة اقتحامًا آخر أسفر عن مواجهات مماثلة.

وأشارت اللجنة الإعلامية إلى أن قوات الاحتلال شرعت مساء أمس بتركيب كاميرات مراقبة في مناطق متفرقة من مخيم جنين، في خطوة تهدف إلى تشديد الرقابة على تحركات الأهالي.

وفي سياق متصل، ذكرت اللجنة أن أجهزة أمن السلطة اعتقلت الشاب بدر العمري من بلدة السيلة الحارثية قضاء جنين، كما فجّرت عبوة ناسفة مزروعة بين بلدتي قباطية ومسلية كانت معدة لمواجهة اقتحامات الاحتلال.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد