شهد مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت تدهوراً في الوضع البيئي خلال اليومين الماضيين، نتيجة تراكم النفايات بشكل كثيف في أزقته الضيقة، عقب تعليق وكالة "أونروا" خدماتها على خلفية التوتر الأمني الذي اندلع يوم الأحد 18 أيار/مايو، وتمثل باشتباكات دامية بين مجموعات من تجار المخدرات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.

وأفاد سكان المخيم أن النفايات غطّت ممرات وشوارع رئيسية في أحياء المخيم، حيث أدى توقف عمال النظافة عن العمل إلى تراكم القمامة في مناطق تعاني أساساً من بنية تحتية متهالكة وضيّقة جداً، مما تسبب في انسداد بعض الأزقة وتحولها إلى بؤر تلوث خطيرة.

ويعاني مخيم شاتيلا من ضعف مزمن في شبكات الصرف الصحي وتضييق المساحات العامة، ما يجعل تأثير توقف خدمات النظافة مضاعفاً على السكان وظروفهم المعيشية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وخطر تفشي الأمراض.

موضوع ذو صلة: فصائل (م.ت.ف) في بيروت تحذّر من العبث بأمن مخيم شاتيلا

وأصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بياناً يوم أمس الثلاثاء، أعلنت فيه استئنافاً جزئياً لخدمات النظافة في مناطق المخيم "الآمنة والبعيدة عن التوتر"، ابتداءً من اليوم الأربعاء 21 أيار.

وجاء في البيان: نظراً لاستمرار التوتر في مخيم شاتيلا، ستكون ترتيبات خدمات "أونروا" ليوم غد على الشكل التالي: ستبقى مدرسة رام الله مغلقة وسيتم التعليم عن بُعد، ستُستأنف خدمات النظافة في المناطق الآمنة، سيبقى المركز الصحي مغلقاً، وسيواصل طاقم الصحة عمله من عيادة بيروت المركزية. فيما سيبقى مكتب مدير خدمات المخيم ومكتب الإغاثة والخدمات الاجتماعية مغلقين، فيما يواصل الموظفون العمل من مكتب "أونروا" في المصيطبة.

ورغم هذه الخطوة، ما زالت قطاعات حيوية في المخيم مغلقة، مثل المركز الصحي ومدارس الوكالة، ما يثير قلق السكان من تدهور الأوضاع الصحية والتعليمية، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من استمرار الاشتباكات أو تجددها.

وبرزت مطالب في المخيم نقلها مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بضرورة تحييد الخدمات الأساسية عن التوترات الأمنية، محذرين من أن تكرار هذه السيناريوهات يهدد الصحة العامة ويزيد من معاناة سكان المخيم، في ظل غياب أي بدائل لخدمات "أونروا" التي تُعد الشريان الرئيسي في الحياة اليومية للاجئين في شاتيلا.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد