أدرجت الأمم المتحدة، للعام الثاني على التوالي، "إسرائيل" على قائمتها السوداء للدول والجماعات المنتهِكة لحقوق الأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية إلى جانب مناطق النزاعات المسلحة، وذلك ضمن تقريرها السنوي لعام 2025.
ويغطي التقرير الأممي الانتهاكات المرتكبة خلال عام 2024، كما يكشف عن تصاعد غير مسبوق في حجم الانتهاكات ضد الأطفال في العالم، حيث سجلت 41,370 حالة انتهاك جسيم، بزيادة قدرها 25% مقارنة بعام 2023، وكانت الأراضي الفلسطينية من بين المناطق الأشد تضررًا.
ووفق التقرير، فإن "إسرائيل" والمستوطنين ارتكبوا ما مجموعه 7,188 انتهاكًا ضد الأطفال الفلسطينيين، من أصل 8,554 انتهاكًا موثقًا في الأراضي الفلسطينية و"إسرائيل"، استهدفت 2,959 طفلًا، بينهم 2,944 طفلًا فلسطينيًا و15 طفلًا "إسرائيليًا".
وشهد قطاع غزة وحده 4,856 حالة، فيما وقعت 3,688 حالة أخرى في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقد خلّف القصف "الإسرائيلي" المكثف على غزة مقتل 1,259 طفلًا فلسطينيًا وإصابة 941 آخرين، في حصيلة وُصفت بأنها مرعبة وغير مسبوقة في الصراعات المعاصرة.
ويُظهر التقرير أن 951 طفلًا فلسطينيًا ما زالوا قيد الاعتقال، بينهم 861 في الضفة الغربية، من ضمنهم 259 في القدس، و90 آخرين في غزة.
كما وثقت الأمم المتحدة استخدام الجيش "الإسرائيلي" 27 طفلًا كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية، إضافة إلى حرمان آلاف الأطفال من المساعدات الإنسانية؛ إذ سُجّلت 2,263 حالة حرمان في غزة، و5,091 في الضفة الغربية، و2,828 في القدس. كما أشار التقرير إلى وقوع حالتي تعذيب واعتداء جنسي بحق أطفال في سياق الاعتقال.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبّر عن قلقه العميق حيال ما وصفه بـ"الكارثة الإنسانية" بحق الأطفال في غزة والضفة الغربية، مشدّدًا على ضرورة امتثال "إسرائيل" للقانون الدولي الإنساني، ووقف الاستهداف المنهجي للمدارس والمستشفيات، واستخدام الأطفال كأدوات في الصراع.
وأضاف أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لحماية الأطفال الذين يدفعون ثمنًا باهظًا لا صلة لهم به.
ويأتي هذا الإدراج لـ"إسرائيل" ضمن سياق عالمي مقلق، حيث شهدت مناطق أخرى مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي ولبنان والصومال أيضًا معدلات مرتفعة من الانتهاكات.
لكن الحالة الفلسطينية تبرز باعتبارها الأكثر دموية في التقرير، سواء من حيث أعداد الضحايا أو طبيعة الانتهاكات، وسط تحذيرات من أن عدم التوثيق الكامل قد يجعل الواقع على الأرض أسوأ مما يُعرض في التقارير الرسمية.