قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن إعلان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منطقة مواصي خان يونس "منطقة إنسانية" ليس سوى كذبة دعائية جديدة، تكذبها وقائع الهجمات العسكرية المستمرة والوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه مئات آلاف النازحين هناك.
وأوضح عبده في بيان اليوم السبت 6 أيلول/ سبتمبر، أن ادعاء الاحتلال توفير "خدمات إنسانية أفضل" داخل المواصي يتناقض مع الواقع، إذ تفتقر المنطقة لأي بنية تحتية أو مرافق أساسية قادرة على استيعاب أكثر من مليون نازح جديد، إضافة إلى نحو 800 ألف نازح يقيمون بالفعل في خيام مهترئة منذ تدمير مدينتي رفح وخان يونس.
وأضاف: أن المواصي لا تتجاوز 3% من مساحة قطاع غزة، وكانت منطقة زراعية غير مهيأة لاحتضان هذه الأعداد الهائلة من المدنيين، ما جعلها تتحول إلى بيئة غير صالحة للعيش.
وأشار عبده إلى أن الاحتلال لم يتوقف يوماً عن استباحة المنطقة، حيث شنت قواته 109 هجمات جوية أوقعت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، فضلاً عن الاستهداف المباشر بالرصاص والمدفعية والبحرية.
كما نفى ادعاءات الجيش بوجود مستشفيات عاملة داخل المواصي، مؤكداً أن المراكز الطبية تعرضت لهجمات متكررة، أبرزها مجمع ناصر الطبي، مستشفى الأمل، ومستشفى غزة الأوروبي، ما جعلها عاجزة عن تلبية الاحتياجات الصحية للنازحين.
وأضاف المرصد أن مئات آلاف المدنيين يعانون التجويع الممنهج، حيث حوّلت قوات الاحتلال نقاط توزيع المساعدات الإنسانية إلى ساحات قتل وموت يومي عبر استهداف المتجمعين للحصول على الغذاء، مشدداً على أن إعلان الاحتلال "المواصي منطقة إنسانية" ليس إلا غطاء دعائياً لسياسات التهجير القسري والاستهداف الممنهج للمدنيين.
وفي السياق ذاته، حذّر المرصد الأورومتوسطي من انقطاع وشيك لشبكات الاتصالات والإنترنت في غزة جراء القصف "الإسرائيلي" للأبراج السكنية. وأوضح أن استهداف المباني المرتفعة يشكّل تهديداً مباشراً لقطاع الاتصالات، إذ تثبّت الشركات المحلية على أسطح هذه المباني معداتها الفنية الحيوية.
وأكد أن جيش الاحتلال دمّر خلال الساعات الماضية برجين سكنيين، ويتوعّد بتدمير المزيد في الأيام المقبلة، ضمن سياسة تهدف إلى تعميق المحو العمراني، دفع السكان للنزوح القسري، وتدمير ما تبقى من البنية التحتية لشبكات الاتصالات.
ولفت البيان إلى أن شبكة الاتصالات تواجه أيضاً خطر الانهيار الكامل بفعل تعطّل محطات التشغيل نتيجة شح إمدادات الوقود، وهو ما يهدف لتعطيل جهود الاستجابة الإنسانية وفرض عزلة تامة على المدنيين لبث حالة من التشويش وانعدام اليقين.
وأكد أن انقطاع الاتصالات يعرقل عمل الطواقم الطبية والإغاثية، ويمنع وصولها إلى الضحايا، ويفقدها القدرة على الاستجابة الفورية للنداءات الإنسانية.
وختم المرصد بالدعوة إلى تحرك عاجل من جميع الأطراف ذات العلاقة للضغط على "إسرائيل" لوقف تدمير ما تبقى من البنية التحتية للاتصالات والإنترنت في قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال أصدر بيانًا أعلن فيه عن بدء "عملية لحسم حماس داخل مدينة غزة"في جريمة جديدة تندرج ضمن سياسة التهجير القسري، ودعا السكان إلى الانتقال نحو منطقة المواصي التي وصفها بأنها "منطقة إنسانية"، محددًا شارع الرشيد كطريق للمرور دون تفتيش.
كما تحدّث البيان عن "ترميم المستشفى الأوروبي" لتقديم خدمات طبية، في وقت حثّ فيه السكان على مغادرة المدينة سريعًا، في سياق تصعيد حرب الإبادة ضد المدنيين المحاصرين.
نزوح جماعي للفلسطينيين جنوبًا عبر الطريق الساحلي قرب #مخيم_النصيرات وسط #غزة، مع تصعيد الاحتلال للقصف وإصداره أوامر إخلاء جديدة. pic.twitter.com/MsVpHQfcnw
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 6, 2025