استشهد فلسطينيان اثنان وأصيب آخرون، بنيران قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق متفرقة من قطاع غزة، في ظل تصعيد ميداني جديد شمل غارات جوية وقصفًا مدفعيًا وتوغلاً بالدبابات، وعمليات نسف لمبانٍ سكنية شرقي مدينتي خان يونس وغزة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الثالث والعشرين.
وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، اليوم السبت 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، بأنه استقبل خلال الساعات الـ24 الماضية جثمان شهيد انتشله فلسطينيون من مدينة الزهراء وسط القطاع، إضافة إلى مصاب جراء إطلاق الاحتلال النار شرق مخيم البريج.
كما استشهد شاب فلسطيني متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال أمس الجمعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية: إن المدفعية والدبابات "الإسرائيلية" قصفت مناطق شرقي وشمالي خان يونس جنوبي القطاع، فيما نفذ طيران الاحتلال غارات متتالية على أحياء شرقي المدينة.
وأفادت مصادر فلسطينية بنسف قوات الاحتلال عمارات سكنية شرقي مدينة غزة، كما أطلقت طائرات مسيرة من نوع "كواد كابتر" قنابل على شرق مخيم البريج وسط القطاع، تزامنًا مع استمرار عمليات تفجير ونسف مبانٍ في المنطقة ذاتها.
وكان الاحتلال "الإسرائيلي" قد تسلم جثامين ثلاثة أسرى "إسرائيليين" من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما ذكرت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" أن الرفات التي استلمها الجيش من الصليب الأحمر أمس "لا تعود لأي محتجز إسرائيلي".
وأضافت الإذاعة أن الجهات الإسرائيلية "لا تعتبر عملية تسليم الجثامين خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، "نظرًا لمعرفتها المسبقة بإمكانية ألا تعود الجثث لأسرى إسرائيليين".
يأتي ذلك فيما لا تزال سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تماطل في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية بما يكفي حاجة سكان القطاع حيث تؤكد تقارير أممية أن عدد الشاحنات الذي يدخل غزة لا يقارن بذلك الذي أقرّ في الاتفاق ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب".
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر سياسة "التصعيد المتدرج" التي تعتمد على خرق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل يومي، من خلال قصف محدود يتطور كل بضعة أيام إلى حملات واسعة تستهدف المدنيين في مراكز النزوح والمنازل والخيام.
وأوضح المرصد في بيان له أن الجيش "الإسرائيلي" نفذ منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار هجمات متكررة أوقعت 219 شهيدًا بينهم 85 طفلًا، إضافة إلى نحو 600 مصاب، بمعدل يزيد على عشرة شهداء يوميًا، في انتهاك واضح للاتفاق الإنساني.
وبيّن الأورومتوسطي أنه إلى جانب إطلاق النار والقصف اليومي، نفذ الجيش "الإسرائيلي" موجتي عدوان كبيرتين، أولاهما يوم 19 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، أسفرت عن ارتقاء 47 فلسطينيًا، بينهم 20 طفلًا و6 نساء، وثانيهما يوما 28 و29 أكتوبر/تشرين أول، حيث استشهد خلالهما 110 فلسطينيين، بينهم 46 طفلًا و20 امرأة.
رجل فلسطيني يتحدث عن قصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لمنزل عائلة "أبو دلال" في #مخيم_النصيرات وسط قطاع #غزة والذي أسفر عن ارتقاء 9 فلسطينيين من عائلة واحدة وإصابة آخرين، والقصف نفذ رغم سريان #اتفاق_وقف_إطلاق_النار pic.twitter.com/cXvGa8vR1e
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 29, 2025
وفي ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" استمرارها في تقديم الخدمات الصحية رغم الظروف القاسية، مشيرة إلى أنها قدمت منذ بداية الحرب أكثر من 15 مليون استشارة صحية، بينها 10 ملايين استشارة طبية و5 ملايين استشارة تمريضية، إلى جانب 330 ألف جلسة دعم نفسي للأطفال والأسر المتضررة من الصدمات النفسية الناتجة عن القصف والنزوح.
