الخط الأصفر احتل أحياءهم

أهالي مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة محرومون من العودة إلى منازلهم

السبت 01 نوفمبر 2025

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في شمالي قطاع غزة مع استمرار قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في فرض قيود تحول دون عودة آلاف النازحين إلى منازلهم في مخيم جباليا للاجئين ومنطقة بيت لاهيا، عبر ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهو نطاق محظور حددته آليات الاحتلال بكتل إسمنتية صفراء تفصل المناطق السكنية عن محيطها الشرقي عقب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وحكومة الاحتلال.

ووثقت تقارير ميدانية تجاوز قوات الاحتلال خرائط الانسحاب التي تنص على تراجعها شرق المخيم، إذ وضعت تلك القوات "الإسرائيلية" "الخط الأصفر" في وسطه، الأمر الذي يمنع عودة النازحين رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار.

أكثر من نصف سكان شمالي القطاع محرومون من العودة

ويُحرم هذا الخط الأصفر أكثر من نصف سكان محافظة شمال غزة التي تضم بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا من العودة إلى منازلهم، وسط تزايد الخروقات اليومية من جانب قوات الاحتلال.

وحسب البيانات الصادرة عن الهيئات المحلية في شمال القطاع، تسيطر قوات الاحتلال من خلال "الخط الأصفر" على أكثر من نصف مساحة بلدة ومخيم جباليا البالغة 18 كيلومترًا مربعًا، والتي يقطنها نحو 220 ألف نسمة.

كما تبتلع منطقة "الخط الأصفر" منطقة بيت حانون كاملة تقريبًا بمساحتها البالغة 16.5 كيلومترًا مربعًا وسكانها البالغ عددهم 60 ألفًا، إضافة إلى 40% من مساحة بيت لاهيا والتي تبلغ 25 كيلومترًا مربعًا ويقطنها 110 آلاف نسمة.

وكان المرصد الأورمتوسطي قد رصد تحرّكاتٍ لآليات الجيش "الإسرائيلي" في مخيم جباليا شماليّ قطاع غزة، حيث قامت بوضع كتلٍ إسمنتيةٍ صفراء في مناطق محددة كإشاراتٍ لتحذير السكان من الاقتراب منها.

وبحسب المرصد الحقوقي أدّى ذلك إلى موجة نزوحٍ جديدةٍ شملت مئات السكان والنازحين الذين كانوا عادوا إلى المخيم وشرعوا بمحاولاتٍ لترتيب شؤون حياتهم وسط واقعٍ مدمرٍ بالكامل تقريبًا.

12 % عادوا لشمالي قطاع غزة وسط بيئة طاردة للحياة

في حين يعيش سكان شمال غزة الذين تمكنوا من العودة على أنقاض منازلهم المدمرة حالة من الخوف الشديد، في ظل إطلاق النار المتكرر من آليات الاحتلال وتحليق الطائرات المسيرة فوق خيامهم، بينما يأمل السكان أن يتراجع الجيش "الإسرائيلي" إلى الحدود الشرقية والشمالية مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار مرحلته الثانية.

رئيس بلدية جباليا، مازن النجار كشف في عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة عقب وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن جباليا باتت شبه غير قابلة للحياة نتيجة التدمير الممنهج للبنية التحتية والمرافق الحيوية.

وقال النجار في تصريح للتلفزيون العربي: إن البلدية تعاني عجزًا بنسبة 90% في معداتها وآلياتها الثقيلة نتيجة قصف الاحتلال المباشر لمقراتها وفروعها خلال حرب الإبادة، ما يعرقل أعمال إزالة الركام وفتح الشوارع ويُبقي المدينة في حالة شلل شبه كامل.

وأضاف أن "معظم مباني جباليا مدمرة، والشوارع الرئيسية سُويت بالأرض، كما تم اقتلاع شبكات المياه والصرف الصحي بالكامل، ودُمرت جميع آبار المياه بنسبة 100%".

وأشار إلى أن غالبية أراضي جباليا تقع ضمن نطاق "الخط الأصفر" الذي يُحظر العمل أو العودة إليه، مما أعاق تدخل الطواقم المحلية والدولية وحتى فرق الإغاثة الإنسانية.

وأوضح النجار أن عدد السكان ضمن نطاق البلدية كان يبلغ نحو 300 ألف نسمة، وقد تضرر حوالي 90% منهم، لافتًا إلى أن الأحياء السكنية أصبحت شبه معدومة ولا يمكن الوصول إليها بسبب دمار الطرق والبنية التحتية.

كما بيّن أن نسبة العائدين إلى مناطق نفوذ البلدية لا تتجاوز 12% فقط نظرًا لتصنيفها كمناطق خطرة.

وحذّر النجار من أن شمال غزة أصبح بيئة طاردة للحياة، وأن استمرار القيود "الإسرائيلية" وغياب المعدات اللازمة لإزالة الركام سيُبقي عشرات الآلاف من السكان في حالة نزوح مفتوح.

وأكد أن تكلفة تشغيل الجرافة الواحدة تتجاوز 300 دولار في الساعة، وهو مبلغ لا تستطيع البلدية تحمّله في ظل غياب الدعم والتمويل الدولي.

وتطالب بلدية جباليا والمجالس المحلية في شمال القطاع بالإسراع في إدخال الآليات والمعدات الثقيلة، ودعم مشاريع إعادة الإعمار وفتح الشوارع، تمهيدًا لإعادة تأهيل المدينة التي تُعدّ من أكثر مناطق غزة تضررًا منذ بداية الحرب.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الثاني والعشرين إلا أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل خرق الاتفاق منذ بدء سريانه في 10 أكتوبر /تشرين أول الجاري، حيث ارتقى منذ ذلك الحين نحو 219 فلسطينياً بينهم 85 طفلا، بحسب بيانات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

اقرأ/ي أيضاً: شهيدان في قصف على غزة والأورومتوسطي: "إسرائيل" تقتل 10 فلسطينيين يومياً

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد