عبد معروف
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، أوضاعاً أقل ما يمكن وصفها بأنها مأساوية، وذلك بسبب حالة الفوضى الأمنية، والفقر المدقع والتردي الاجتماعي، هذا إلى جانب الحصار وحرمان اللاجئ من حقوقه الإنسانية والمدنية، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية بين الفصائل السياسية، وعدم قدرة هذه الفصائل على توحيد صفوفها ومعالجة الأزمات التي يتعرض لها الفلسطينيون في لبنان .
وقد أدى كل ذلك، إلى ضعف الوضع الفلسطيني العام، وانتشار آفة المخدرات، وتزايد موجات الهجرة الشرعية وغير الشرعية إلى دول أوروبية وأمريكية وغيرها.
والمراقب للوضع الفلسطيني في لبنان، يستطيع ملاحظة تراجع الوضع الاجتماعي وتردي الوضع الصحي وتراجع مستوى الوضع التربوي، إلى جانب حالة الضياع التي تعم قطاع الشباب وانتشار الأمراض والفقر، وهذا كله، جعل حياة اللاجئين الفلسطينيين لا تحتمل، ولا يمكن أن تستمر إلى الأبد، ولا يمكن لكائن بشري أن يتحمل مثل هذه المعاناة، وهذا ما يقود حتما إلى انفجار لا يمكن تحديد ملامحه، ولا نريده ولا يطلبه عاقل وطني، ولكنّه سيكون نتيجة طبيعية لهذا الضغط الذي يتعرض له الفلسطينيون خاصة داخل المخيمات.
وحتى يتم تدارك ذلك الانفجار، بصورة لا نتمناها، وإن كان التغيير أمراً حتميّاً، فعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته ويسارع لبحث جدي وفاعل عن سبل لمعالجة كل هذه الإشكالات، التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني، وهي مسؤولية الجهات التي تمثل الشعب الفلسطيني، وتدير شؤونه ومسؤولة عن أمنه وإغاثتته.
وهناك أيضا مسؤولية بارزة ومباشرة لوسائل الإعلام والنخب الإعلامية الفلسطينية، التي من أبرز مهامها المساهمة في رفع مستوى وعي الشعب، و تشريح أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والبحث في أزماتهم وتسليط الضوء على معاناتهم والظروف اللّاإنسانية التي يتعرضون لها .
وعليها أيضا، أن تنقل هذه المعاناة بصورة واضحة وعلمية إلى الرأي العام والجهات المعنية بقضيتهم، والدعوة للحشد والدفع باتجاه إيجاد حلول عاجلة وفاعلة لهذه الأزمات الإنسانية، بصورة هادئة وسلسة في إطار الحوارات والنقاشات الجادة والفاعلة، تضع حدّاً للمعاناة التي لا يمكن لها أن تستمر طويلاً، ولا يمكن أن يتحملها البشر، وهي حتما قابلة للانفجار، ليس رغبة وليست دعوة من طرف، بل لإن انفجارها نتيجة حتمية لا يتمناها عاقل وستكون نتيجة هذا الانفجار أوسع وأخطر مما لو عولجت بصورة سلمية هادءة .
لا شك بأن المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في لبنان، يتطلب إعلاما فاعلاً ومؤثراً، ويلعب دوراً في معالجة هذه القضايا استناداً للقوانين الإعلامية:
أولاً: لما للإعلام من دور في معالجة قضايا الشعوب، وتحشيد الرأي العام وتسليط الأضواء على حقائق الأمور .
ثانياً : لأنّ وسائل الإعلام خاصة الفلسطينية، لم تستطع حتى الآن أن تلعب هذا الدور، وعملت على أن تكون إعلاماً سطحياًّ وهامشيّاً، دون البحث في عمق الواقع وأساسه، ولم تبحث في عمق الأحداث والمعاناة ومن ورائها وما هي أسبابها. ولم تستطع التعمّق في توصيف الحالة إما رغبة بالجزرة، وإما خوفا من العصا .
من هنا، وبما أنّ للإعلام كل هذه المسؤولية ، على وسائل الإعلام الفلسطينية أن تكون إعلام الشعب وتسلط الضوء على معاناته، ولا تسبح في المعالجات السطحية للأوضاع، ولا تظهر المشهد الإعلامي باعتبار أن دنيا المخيمات وعالم اللاجئ الفلسطيني بخير .
وعلى الإعلام الفلسطيني، أن يلعب دورا مؤثرا في تحليل الواقع، وتحديد الأسباب والخلفيات والدوافع والأطراف المسببة لما يعيشه اللاجئ من أزمات، والأطراف العاجزة وغير القادرة على المعالجات، و التحذير من استمرار هذا الواقع وطرح المعالجات لواقع من الطبيعي أن يعمل المعنيون على تغييره والحد من تداعياته.
ذلك لأنّ حركة الإعلام العفوية والسطحية، لا يمكن لها تشريح هذه الازمات وليس في مقدورها معالجتها، لأن الإعلام ناظم ومنظم لوعي الشعب وتنظيمه، ومصدر وعي القيادات ومصدراً لأصحاب القرار .
فأي إعلام يحتاجه الواقع الفلسطيني في لبنان ؟
لقد تميز الإعلام الفلسطيني في لبنان خلال العقود القليلة الماضية، بالفوضى، والعفوية والتنافس غير المنتج بل والمدمر أحياناً، وهذا ما أثر كثيراً في دور الإعلام ومكانته وتأثيره على الحياة الفلسطينية.
وبالتالي، فإن هذا الإعلام طوال السنوات الماضية التي تلت الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، لم يكن إعلاما منتجا ومؤثراً، وهذا ما برز من خلال عدم قدرته على رفع مستوى وعي الشعب لمصالحه، وعدم قدرته على أن يشكل المرجعية والمصدر الموثوق للرأي العام وللمرجعيات الصحفية اللبنانية أو الأجنبية ولم يكن إعلاما مؤثراً في الأوساط القيادية الفلسطينية.
وهذا طبعاً، ليس له علاقة بالإمكانيات المادية، فقد صرفت أموال ومبالغ مالية على قطاع الإعلام الفلسطيني في لبنان أضعاف مما كان يصرف في سنوات ما قبل الاجتياح .
وأمام هذا الواقع اليوم، فالحالة الفلسطينية في لبنان تحتاج إلى إعلام حر ومؤثر، إعلام الشعب ويسلط الضوء على قضاياه ومعاناته، إعلام يشرح الحالة العامة ويحدد الأسباب والخلفيات والدوافع، إعلام يحدّد المسؤوليات، ويطرح الحلول ويساهم في دفع الدوائر المعنية للمعالجات. إعلام لا يخاف العصاة ولا تضلله الجزرة .
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، أوضاعاً أقل ما يمكن وصفها بأنها مأساوية، وذلك بسبب حالة الفوضى الأمنية، والفقر المدقع والتردي الاجتماعي، هذا إلى جانب الحصار وحرمان اللاجئ من حقوقه الإنسانية والمدنية، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية بين الفصائل السياسية، وعدم قدرة هذه الفصائل على توحيد صفوفها ومعالجة الأزمات التي يتعرض لها الفلسطينيون في لبنان .
وقد أدى كل ذلك، إلى ضعف الوضع الفلسطيني العام، وانتشار آفة المخدرات، وتزايد موجات الهجرة الشرعية وغير الشرعية إلى دول أوروبية وأمريكية وغيرها.
والمراقب للوضع الفلسطيني في لبنان، يستطيع ملاحظة تراجع الوضع الاجتماعي وتردي الوضع الصحي وتراجع مستوى الوضع التربوي، إلى جانب حالة الضياع التي تعم قطاع الشباب وانتشار الأمراض والفقر، وهذا كله، جعل حياة اللاجئين الفلسطينيين لا تحتمل، ولا يمكن أن تستمر إلى الأبد، ولا يمكن لكائن بشري أن يتحمل مثل هذه المعاناة، وهذا ما يقود حتما إلى انفجار لا يمكن تحديد ملامحه، ولا نريده ولا يطلبه عاقل وطني، ولكنّه سيكون نتيجة طبيعية لهذا الضغط الذي يتعرض له الفلسطينيون خاصة داخل المخيمات.
وحتى يتم تدارك ذلك الانفجار، بصورة لا نتمناها، وإن كان التغيير أمراً حتميّاً، فعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته ويسارع لبحث جدي وفاعل عن سبل لمعالجة كل هذه الإشكالات، التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني، وهي مسؤولية الجهات التي تمثل الشعب الفلسطيني، وتدير شؤونه ومسؤولة عن أمنه وإغاثتته.
وهناك أيضا مسؤولية بارزة ومباشرة لوسائل الإعلام والنخب الإعلامية الفلسطينية، التي من أبرز مهامها المساهمة في رفع مستوى وعي الشعب، و تشريح أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والبحث في أزماتهم وتسليط الضوء على معاناتهم والظروف اللّاإنسانية التي يتعرضون لها .
وعليها أيضا، أن تنقل هذه المعاناة بصورة واضحة وعلمية إلى الرأي العام والجهات المعنية بقضيتهم، والدعوة للحشد والدفع باتجاه إيجاد حلول عاجلة وفاعلة لهذه الأزمات الإنسانية، بصورة هادئة وسلسة في إطار الحوارات والنقاشات الجادة والفاعلة، تضع حدّاً للمعاناة التي لا يمكن لها أن تستمر طويلاً، ولا يمكن أن يتحملها البشر، وهي حتما قابلة للانفجار، ليس رغبة وليست دعوة من طرف، بل لإن انفجارها نتيجة حتمية لا يتمناها عاقل وستكون نتيجة هذا الانفجار أوسع وأخطر مما لو عولجت بصورة سلمية هادءة .
لا شك بأن المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في لبنان، يتطلب إعلاما فاعلاً ومؤثراً، ويلعب دوراً في معالجة هذه القضايا استناداً للقوانين الإعلامية:
أولاً: لما للإعلام من دور في معالجة قضايا الشعوب، وتحشيد الرأي العام وتسليط الأضواء على حقائق الأمور .
ثانياً : لأنّ وسائل الإعلام خاصة الفلسطينية، لم تستطع حتى الآن أن تلعب هذا الدور، وعملت على أن تكون إعلاماً سطحياًّ وهامشيّاً، دون البحث في عمق الواقع وأساسه، ولم تبحث في عمق الأحداث والمعاناة ومن ورائها وما هي أسبابها. ولم تستطع التعمّق في توصيف الحالة إما رغبة بالجزرة، وإما خوفا من العصا .
من هنا، وبما أنّ للإعلام كل هذه المسؤولية ، على وسائل الإعلام الفلسطينية أن تكون إعلام الشعب وتسلط الضوء على معاناته، ولا تسبح في المعالجات السطحية للأوضاع، ولا تظهر المشهد الإعلامي باعتبار أن دنيا المخيمات وعالم اللاجئ الفلسطيني بخير .
وعلى الإعلام الفلسطيني، أن يلعب دورا مؤثرا في تحليل الواقع، وتحديد الأسباب والخلفيات والدوافع والأطراف المسببة لما يعيشه اللاجئ من أزمات، والأطراف العاجزة وغير القادرة على المعالجات، و التحذير من استمرار هذا الواقع وطرح المعالجات لواقع من الطبيعي أن يعمل المعنيون على تغييره والحد من تداعياته.
ذلك لأنّ حركة الإعلام العفوية والسطحية، لا يمكن لها تشريح هذه الازمات وليس في مقدورها معالجتها، لأن الإعلام ناظم ومنظم لوعي الشعب وتنظيمه، ومصدر وعي القيادات ومصدراً لأصحاب القرار .
فأي إعلام يحتاجه الواقع الفلسطيني في لبنان ؟
لقد تميز الإعلام الفلسطيني في لبنان خلال العقود القليلة الماضية، بالفوضى، والعفوية والتنافس غير المنتج بل والمدمر أحياناً، وهذا ما أثر كثيراً في دور الإعلام ومكانته وتأثيره على الحياة الفلسطينية.
وبالتالي، فإن هذا الإعلام طوال السنوات الماضية التي تلت الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، لم يكن إعلاما منتجا ومؤثراً، وهذا ما برز من خلال عدم قدرته على رفع مستوى وعي الشعب لمصالحه، وعدم قدرته على أن يشكل المرجعية والمصدر الموثوق للرأي العام وللمرجعيات الصحفية اللبنانية أو الأجنبية ولم يكن إعلاما مؤثراً في الأوساط القيادية الفلسطينية.
وهذا طبعاً، ليس له علاقة بالإمكانيات المادية، فقد صرفت أموال ومبالغ مالية على قطاع الإعلام الفلسطيني في لبنان أضعاف مما كان يصرف في سنوات ما قبل الاجتياح .
وأمام هذا الواقع اليوم، فالحالة الفلسطينية في لبنان تحتاج إلى إعلام حر ومؤثر، إعلام الشعب ويسلط الضوء على قضاياه ومعاناته، إعلام يشرح الحالة العامة ويحدد الأسباب والخلفيات والدوافع، إعلام يحدّد المسؤوليات، ويطرح الحلول ويساهم في دفع الدوائر المعنية للمعالجات. إعلام لا يخاف العصاة ولا تضلله الجزرة .
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين