دمشق - بوابة اللاجئين

تعد بلدة قدسيا الواقعة إلى الشمال الغربي من العاصمة دمشق واحدة من البلدات التي شهدت نزوح عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن ضاقت بهم الحياة في مناطق إقامتهم إبان اندلاع الأحداث في سورية عام 2011، ونتيجة لحصار بعض المخيمات وتعرض بعضها للقصف جعل نحو (20) ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في البلدة إلى جوار سكانها، حيث يقيم البعض في مراكز إيواء وبعضهم يعيش في منازل مستأجرة.

بيد أن اللاجئين ما لبثوا أن استقروا في قدسيا، حتى عادت الأوضاع المعيشية الصعبة تتبعهم، وبدأت معاناة جديدة من خلال فرض قوات النظام لحصار على البلدة في أوقات مختلفة منذ العام 2011، وذلك بعد أن خرجت البلدة عن سيطرتها، وخضوعها لسيطرة قوات المعارضة السورية المسلحة، وكان آخر حصار فُرض على قدسيا منذ نحو عام حتى الآن، حيث يوجد ثلاثة حواجز لقوات النظام على مداخل البلدة، تقوم بإغلاق الطريق من وإلى قدسيا، ويمنع الدخول والخروج إلا للطلبة والموظفين فقط بموجب بطاقة طالب أو بطاقة موظف، وفي معظم الأحيان لا يسمح بإدخال المواد الغذائية، إلا بمقدار ضئل جدا مثل (كيلو من أحد أنواع الخضار لكل شخص أو ربطة خبز واحدة) ما جعل الأوضاع داخل البلدة سيئة للغاية، وتفتقر لمتطلبات العيش الأساسية، خاصة في ظل عدم وجود فرن فعال ضمن المنطقة وعدم السماح بإدخال الطحين  في ظل الحصار.

كل ذلك أرخى بظلاله على ظروف اللاجئين في قدسيا، حيث أدى الحصار وإغلاق الطرق إلى حدوث أزمة اقتصادية تمثلت في ارتفاع معدل البطالة، فمن يمتهن منهم أعمال خاصة أو عمل يقع خارج البلدة أصبح عاطلًا عن العمل ولا يدري ماذا يعمل في منطقة محاصرة، ويعتمد على ما تقدمه بعض المؤسسات والجمعيات الإغاثية في المنطقة.

خدميًا، يعاني السكان من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة تتجاوز العشر ساعات يوميًا، ولا يمكن الاعتماد على أي بديل في توليد الكهرباء لعدم توافر المحروقات، بالتالي حتى شبكة الاتصالات ضعيفة وغير مُخدمة بشكل جيد.

أما المياه فلا تصل إلى البلدة إلا مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ولا يمكن للسيارات الجوالة من الدخول وبيع المياه للسكان إلا في الأوقات التي تسمح بها قوات النظام.

وفي ظل هذه الحالة الاقتصادية والمعيشية المعقدة بسبب الحصار، إضافة إلى الأوضاع الأمنية الموتورة في قدسيا، يستمر اللاجئون ممن نزح للبلدة في العيش ضمن حالة من الهلع والترقب، خاصة وأن الاشتباكات المتواصلة بين قوات النظام وقوات المعارضة المسلحة تؤثر بشكل كبير جدا على السكان، فبعد كل معركة تحصل بين الطرفين، تقوم قوات النظام بفرض عقاب جماعي على البلدة بكاملها، وهذ ما حصل مؤخرا في 17/8 من العام الحالي، حيث هاجمت مجموعة من قوات المعارضة المسلحة أحد حواجز البلدة وقتلها لعنصر من قوات النظام، واستهدفت الأخيرة البلدة بـ(22) قذيفة هاون، ونتيجة لذلك، شددت حواجز النظام الحصار المفروض أصلا على البلدة ومنعت الدخول والخروج نهائيا حتى لو كنت طالبا أو تعمل في مؤسسات الدولة.

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد