أخبار سياسية
عبّرت الحكومة الفلسطينية في رام الله عن "أسفها الشديد لإعلان كل من القاهرة وعمّان المشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي" داعية "الدول الشقيقة والصديقة إلى التراجع عن المشاركة فيها"، في وقت تجري فيه التحضيرات لعقد مؤتمر موازي في بيروت للتأكيد على الحقوق الفلسطينية.
وقالت رويترز عن متحدث باسم الحكومة قوله: إن الولايات المتحدة تحاول عبر هذه المشاركة تخليق حلول خارج رحم الشرعية الدولية، تنتقص من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها "حقه في تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"
وأضاف أن تلك المشاركة ستحمل رسائل خاطئة للولايات المتحدة حول وحدة الموقف العربي من رفض صفقة القرن مثلما تشكل ثغرة تنفذ منها إدارة "دونالد ترامب" لتنحية المقاربة السياسية لحل القضية الفلسطينية لصالح المقاربة الاقتصادية التي تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية إضافة لما تشكله تلك الصفقة من انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية واستهتار بمبادرة السلام العربية.
بعد تحفظهما، مصر والأردن إلى المنامة
وكانت رويترز نقلت عن مسؤولين أمريكيين، رفضت ذكر أسمائهم، قولهم: إن مصر والأردن والمغرب أبلغوا إدارة "ترامب" عزمها حضور مؤتمر البحرين المزمع عقده في 25 و26 حزيران/ يونيو الجاري.
هذه المشاركة تأتي لتبدد مخاوف الإدارة الأمريكية- التي تحدثت عنها تقارير عبرية سابقة - من عدم مشاركة الأردن ومصر، اللتين أكدتا خلال الفترة الماضية على أنهما لن تقبلا حلولًا للقضية الفلسطينية، تتعارض مع إرادة الشعب والقيادة الفلسطينية فيما، يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها شرقي القدس، وبعد أن مارست هذه الإدارة ضغوطاً سياسية مكثفة على كل من الأردن وعُمان ومصر والكويت والمغرب للمشاركة بمؤتمر البحرين بشكل علني.
وسبق أن أكدت السعودية وقطر والإمارات حضورها وفقا لما أعلنه مسؤول بالبيت الأبيض.
وحتى اللحظة لا يوجد معلومات عن مستوى تمثيل الدول المشاركة فيما قال مسؤولون أمريكيون إنهم وجهوا الدعوة لوزراء الاقتصاد والمالية وكذلك لكبار قطاع الأعمال بالمنطقة والعالم للمشاركة وبحث الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني، الذي وصفوه بالمتعثر بقطاع غزة والضفة الغربية.
ويعتبر مؤتمر البحرين خطوة أولى واقتصادية لتطبيق ما يسمى بـ "صفقة القرن" وهي الخطة التي أعدها فريق ترامب للتسوية مع الاحتلال في فلسطين والعالم العربي، فيما لم يتم الكشف عن توقيت المرحلة الثانية السياسية من الخطة، رغم اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارات عدة تعتبر من ضمن أهداف صفقة القرن كالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وبالجولان السوري كجزء من الكيان الصهيوني، ووقف دفع الالتزامات المالية المفروضة على الولايات المتحدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والدعوة إلى إنهاء صفة لاجئ عن ملايين اللاجئين الفلسطينيين، والضغط على دول خليجية للتطبيع مع الاحتلال.
مؤتمر موازٍ في بيروت بدعوة من م ت ف
وفيما أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن لبنان لن يشارك في مؤتمر البحرين "لأن الفلسطينيين لن يشاركوا فيها"، يتم التحضير فلسطينياً، في العاصمة اللبنانية بيروت، لعقد مؤتمر مواز للمؤتمر الاقتصادي في المنامة.
ونقلت الإذاعة الرسمية للسلطة في رام الله عن القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، تأكيده حضور فصائل منظمة التحرير وكافة القوى السياسية وشخصيات عربية، هذا المؤتمر الموازي للتأكيد على الموقف الفلسطيني والعربي الرافض لأي رشوة اقتصادية مقابل بيع الحقوق الفلسطينية.
وفي هذا السياق، وصل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد اليوم الأربعاء، إلى بيروت للبدء بالتحضيرات لعقد المؤتمر.