فلسطين المحتلة
تُشارك حكومة الاحتلال في "ورشة البحرين" المُقرر عقدها في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري في المنامة، التي دعت لها الولايات المتحدة والبحرين لمُناقشة المجال الاقتصادي وسُبل جذب الاستثمارات إلى الضفة الغربيّة وقطاع غزة ودول المنطقة في حال تم التوصل إلى ما يُسمونه بـ "اتفاق سلام" بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، وهو ما يُعرف بـ "صفقة القرن" التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان وزير الخارجيّة في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، قد أكّد في مقابلة مع "القناة 13" التابعة للاحتلال بعد مشاركته في المؤتمر السنوي لصحيفة "جيروزاليم بوست" في نيويورك، مساء الأحد 16 حزيران/يونيو، مُشاركة حكومته في الورشة الاقتصادية، قائلاً "إسرائيل ستكون موجودة في ورشة المنامة، سننتهي من كل الأمور التنسيقيّة."
وغادر الوزير الصهيوني مساء الخميس الماضي مُتجهاً إلى نيويورك، حيث اجتمع يوم الجمعة بالمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، لبحث مشاركة الاحتلال في ورشة المنامة الاقتصاديّة، في منزل الأخير بنيوجيرسي.
وأشار كاتس إلى أنه بحث مع غرينبلات "التهديد الإيراني، الوضع في غزة، مؤتمر البحرين، والتحركات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة والتعاون بين البلدين"، مُشدداً على أنّ "العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أقوى من أي وقت مضى."
وحسب تقرير لـ "القناة 13" لدى الاحتلال نُشر الأسبوع الماضي، إنّ الإدارة الأمريكيّة أجلت دعوة الاحتلال رسمياً لورشة المنامة لحين الحصول على تأكيدات حول حضور بعض الدول وعلى وجه الخصوص الدول العربيّة الحليفة لواشنطن.
المشاركة بوفد تجاري
حسب مصادر الاحتلال لـ "رويترز"، ستُرسل حكومة الاحتلال وفداً تجارياً وليس مسؤولين بالحكومة للمشاركة في مؤتمر البحرين، وتشاورت الولايات المتحدة والبحرين بشأن ما إذا كان من الأفضل أن يُشارك الاحتلال بوفد غير رسمي بالنظر إلى وجود حكومة انتقاليّة حالياً، انتظاراً لانتخابات أيلول/سبتمبر. وقال مصدر آخر إنّ الاحتلال سيُرسل وفداً تجارياً خاصاً.
وكتب كاتس في وقتٍ لاحق على "تويتر" إنّ التمثيل "الإسرائيلي" في المؤتمر لم يتقرّر بعد.
فيما لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق بشأن مستوى تمثيل الاحتلال المتوقع في المؤتمر، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم وجهوا الدعوة لوزيري الاقتصاد والمالية وكذلك إلى رجال أعمال للتوجه إلى البحرين لمناقشة الاستثمار في الأراضي الفلسطينية.
المبعوث الأمريكي حول موعد "صفقة القرن"
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي في مقاله كتبه لشبكة "سي ان ان" الأمريكيّة، نُشر الأحد، إنّ "الإعلان عن الشق السياسي لخطة الإملاءات الأمريكيّة المُعدّة بحسب التفاصيل المُسرّبة لوسائل الإعلام، والتصريحات التي صدرت عن الطاقم الذي عمل على صياغة الخطة، والذي يترأسه كبير مُستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، سيتأجل بسبب إعادة الانتخابات في إسرائيل."
وتابع المبعوث الأمريكي "نُريد أن نُطلق القسم السياسي من الخطة عندما تكون لها الفرصة الأفضل لمساعدة المُنخرطين لتحقيق مُستقبل أفضل، عندما يكون لديها أقوى فرصة للنجاح"، مُضيفاً "نعلن أنّ لا وقت مثالياً، ولن نتظاهر بأنّ الانتخابات الإسرائيلية لن يكون لها تأثير على ذلك التوقيت، لن نتظاهر بأنّ تحقيق الاتفاق لا يتطلّب تنازلات من كلا الطرفين."
وخلال مشاركة غرينبلات في مؤتمر "جيروزاليم بوست"، أشار إلى أنّ الإدارة الأمريكية تدرس تأجيل الإعلان عن الشق السياسي لـ "صفقة القرن"، حتى السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، الموعد المُحدد للإعلان عن حكومة الاحتلال المُقبلة، وتابع، إنّ "إدارة ترامب كانت ستُصدر الخطة خلال الصيف، لو لم تدع إسرائيل إلى إجراء انتخابات في أيلول/سبتمبر"، لافتاً إلى أنه بعد ورشة البحرين ستُقرر الولايات المتحدة موعد إعلان "صفقة القرن"، نظراً لضرورة صب تركيز الإدارة الأمريكية حالياً على الورشة الاقتصادية.
وفي تعقيبه على تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، ديفيد فريدمان، الذي صرّح بأنّ "إسرائيل تملك الحق في ضم جزء من أراضي الضفة الغربيّة، في ظل ظروف مُعيّنة، أعتقد أنّ إسرائيل تملك الحق في المحافظة على جزء من، لكن على الأغلب ليس كل الضفة"، قال غرينبلات "أعتقد أنّ الأمور قيلت بأناقة وتهذيب وأنا أؤيّدها."
مُشاركة الدول
وكان البيت الأبيض قد أعلن عبر تسريب لأحد مسؤوليه نشرته وسائل الإعلام الأمريكية، الثلاثاء الماضي، أنّ مصر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشاركتها في الورشة، وقالت الأردن إنها لم تُعلن موقفها بعد، فيما لم تُعلن القاهرة موقفاً رسمياً من المشاركة وأكدت المغرب أنّ موقفها تُعبر عنه مؤسساتها وهيئاتها ويصدر عن وزارة الخارجية في التوقيت والسياق الذي تُحدده.
فيما أعلنت إلى جانب الولايات المتحدة والبحرين، كل من السعودية والإمارات والأمم المتحدة اعتزامها المشاركة في الورشة، وانضم كل من العراق ولبنان إلى فلسطين في رفض المشاركة التي تُعقد على مستوى وزراء المالية ورجال الأعمال.
وتوافقت السلطة والفصائل الفلسطينية على مقاطعة المؤتمر، لكونه أحد أدوات "صفقة القرن"، التي يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمشاركة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح الاحتلال.
طالبت عدد من القوى والتيارات السياسية الكويتية، حكومة بلادها بمقاطعة "ورشة الازدهار من أجل السلام"، المرتقبة بالعاصمة البحرينية. وقالت في بيانٍ مشترك، السبت، إنّ الورشة المنتظر عقدها بالمنامة، هي في حقيقتها "منبر تسويق للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل"، والترويج لما بات يعرف بـ "صفقة القرن."
وأعربت عن قلقها البالغ من محاولات ابتزاز الدول العربية وجرها إلى المشاركة في الورشة، بدعوى تنمية وازدهار الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتنطلق ورشة المنامة، المسماة الازدهار من أجل السلام" في 25 و26 حزيران/ يونيو الجاري، دعت له واشنطن، ويتردد أنه ينظم لبحث الجوانب الاقتصادية لـ "صفقة القرن."
أوضح "مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" في تقديره الاستراتيجي الذي أعده اودي ديكل، أنّ خطة الرئيس الأمريكي الخاصة بـ "التسوية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل تتضمّن شقّين، الأول اقتصادي سيُطلق في البحرين، ويتضمن موقفاً من المسائل الحساسة للنزاع والذي يتم تأجيل إطلاقه لما بعد الانتخابات وتشكيل حكومة في إسرائيل أواخر 2019."
وفي نشرته شبه الدورية بعنوان: "نظرة عليا"، نوّه المركز، إلى أنّ "المعطيات التي تسربت عن تفاصيل الخطة، تشير إلى أنها تراعي مواقف إسرائيل واحتياجات أمنها، وتعترف بالواقع الذي نشأ في ساحة النزاع خلال العقود الخمسة الأخيرة"، مشيراً إلى تصريح السفير الأمريكي لدى "تل أبيب" ديفيد فريدمان الذي ذكره فيه أنه "يحق لإسرائيل في ظروف معينة أن تحتفظ بجزء، من الضفة الغربية."