تقرير : دعاء عبد الحليم
تتزايد في الفترة الأخيرة تصريحاتٌ من قبل مسؤولين لبنانيين توصف بالعنصرية والتمييز ضد الآخرين.
يتعجّب من يسمع هذه التصريحات كيف لبلد أن تحرم من ولد وعاش فيها من حقوقه الإنسانية بمجرد أنه لا يحمل جنسيتها.
هذه التصريحات"العنصرية" تطال اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان منذ واحد وسبعين عامًا، وقد لاقت تنديدًا واستنكارًا من قبل الشارع اللبناني، الذي اعتبر أنها تأتي ضمن حملة سياسية يشنّها بعض المسؤولين اللبنانيين بين وقت وآخر خصوصًا في فترة الانتخابات لإثارة النعرات الطائفية ولكسب أصوات الناخبين.
وقال الناشط الشبابي اللبناني طارق أبو صالح: "للأسف الوزير جبران باسيل بيطرح موضوع اللاجئين الفلسطينيين بوقت الانتخابات لشد الشارع له وللأسف، عممت صورة للبنان في الخارج على أنه بلد عنصري بلا إنسانية".
لا علاقة للاجئين الفلسطينيين بما يمر به لبنان من أزمات اقتصادية
كذلك رأى محللون سياسيون أنّ هذه التصريحات تأتي ضمن حملات مفتعلة لاستثمار سياسي، وقد أكّد رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان أنّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان ليس لللاجئ الفلسطيني أي علاقة بها، فهو يعمل كغيره من اللبنانيين لكسب رزقه وقوت يومه.، مضيفاً في تصريح لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين إن الفلسطينيين في المخيمات يعملون بجهودهم، ومن الواضح أن هناك نقصاً باليد العاملة اللبنانية، لذلك فإن من يعمل في لبنان من فلسطينيين وسوريين لا يزاحموا أحداً.
ووفقاً لمعطيات وأرقام لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني فإن الحجم الأقصى للقوى العاملة الفلسطينينة، التي يمكن أن تدخل في منافسة مباشرة مع قوى عاملة لبنانية، لا تكاد تصل الى (2) بالمائة من إجمالي قوة العمل في لبنان.
وكانت عدة دراسات أجريت حول تأثير وجود اللاجئين الفلسطينيين في تحريك العجلة الاقتصادية في لبنان، كشفت أن الفلسطينيين يساهمون بنسبة كبيرة في دخل الدولة اللبنانية، عبر رسوم الكهرباء والماء التي تجبى من المخيمات، والحركية الشرائية في الأسواق اللبنانية لا سيما في صيدا التي أكدت دراسة أخيرة لطالب ماجستير فلسطيني في قبرص أن 80% من اقتصادها سينهار إذا ما غادرها الفلسطينيون، وهو ما يشير إليه تجار المدينة اللبنانيين الذين يؤكدون ارتفاع حركة الشراء في الأسواق شهرياً خلال الأيام التي يتسلم فيها الفلسطينيون رواتبهم من منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية.
و حول هذا علّق الناشط الشبابي الفلسطيني محمد أبو علي:" إحنا مش عمنعمل أزمة علبنان كحكومة أو عجز بميزانيتها احنا بالعكس منساهم بجزء كبير من العجلة الاقتصادية في لبنان".
الموقف الرسمي الفلسطيني يميل إلى تحسين العلاقات
أمّا الفلسطينيون فقد دعوا إلى عدم التعاطي مع هذه التصريحات والتصرّف بحكمة ونضج.
وقال ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال إنّه من واقع التجربة على الشعب الفلسطيني أن لا يتعاطى مع الفوبيا بفوبيا مضادة، وأنّ التوجه الفلسطيني اللبناني يسير نحو فتح العلاقات وليس إغلاقها.
في وقت سابق طالب القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن اللاجئين الفلسطينيين يمدون أيديهم إلى اللبنانيين بجميع تياراتهم من أجل حوار شامل يؤسس لمرحلة جديدة تستند إلى تنظيم العلاقات الفلسطينية اللبنانية المشتركة ووضع الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بالحفاظ على مصالح الطرفين بروح الاخوة والعلاقات القومية والانسانية.
التصريحات الأخيرة تخالف روح القانون الدولي
من الناحية القانونية، طالب مدير مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان في لبنان الدكتور محمود حنفي الدولة اللبنانية باحترام حقوق اللاجئ الفلسطيني وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وقال لموقعنا إن "ما نسمعه مؤخرًا من مسؤولين وإعلاميين ينضوون تحت حزب هنا وهناك لا يعتبر حرية تعبير ولا يعتبر حرصاً على اقتصاد البلد بل هذه تصريحات شعبوية لا تستند الى أي أرضية قانونية، هذه تصريحات مخالفة لروح القانون".
وكان وزير الخارجيّة اللبناني جبران باسيل، قد أثار في خطاب في المؤتمر الختامي للطاقة الإغترابية، زوبعة من الانتقادات بقوله " من الطبيعي أن ندافع عن العمالة اللبنانية في وجه أي يد عاملة أخرى، سواء كانت سوريّة أو فلسطينية أو سعودية أو فرنسيّة أو أمريكية أو إيرانيّة"، بالإضافة لعدّة تصريحات مثيرة للجدل وصفت بالعنصريّة.
شاهد الفيديو