فلسطين المحتلة
اقتحم مُتظاهرون السفارة البحرينيّة في العاصمة العراقيّة بغداد، الخميس 27 حزيران/يونيو، ورفعوا علم فلسطين على مقر السفارة، احتجاجاً على "ورشة البحرين" الاقتصادية التي عُقدت يومي الثلاثاء والأربعاء في العاصمة البحرينيّة المنامة، بمشاركة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
على ضوء ذلك، استدعت البحرين سفيرها في بغداد للتشاور بعد ما وصفته بـ "الاعتداء" على سفارتها، داعيةً حكومة العراق لحماية موظفيها.
وقالت الخارجية البحرينية في بيانٍ صدر عنها، إنها تستنكر "الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق الشقيقة من قِبل مُتظاهرين، وأدى إلى أعمال تخريبيّة في مبنى السفارة."
وقرّرت الخارجيّة استدعاء السفير صلاح علي المالكي للتشاور، مُحملةً الحكومة العراقيّة المسؤوليّة التامة لحماية سفارة وقنصليّة البحرين في العراق وجميع العاملين فيهما.
حسب وكالة "فرانس برس"، أوضح ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب، أنّ "مُتظاهرين أحرقوا الأعلام الإسرائيلية ورفعوا أعلام العراق وفلسطين" أمام مبنى السفارة وسط العاصمة.
وأشار المصدر إلى أنّ المُتظاهرين لم يتمكّنوا من الدخول إلى باحة السفارة، وأنّ القوات الأمنيّة تمكّنت من تفريقهم في وقتٍ لاحق، غير أنّ الخارجيّة البحرينيّة أكّدت في بيانها وقوع أعمال تخريبيّة في المبنى.
وخلال التظاهرة، ندّد المُتظاهرون بالورشة الاقتصاديّة التطبيعيّة لإطلاق خطة التسوية الأمريكية للشرق الأوسط، والتي تضخ نحو (50) مليار دولار أمريكي في استثمارات للاقتصاد الفلسطيني والعربي قبل الإعلان عن الشق السياسي من هذه الخطة، وهو ما رفضه الفلسطينيّون ودول أخرى.
فيما أكّد وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري يوم الجمعة، أنّ القوات الأمنية اعتقلت (54) شخصاً ممّن اقتحموا السفارة في منطقة المنصور ببغداد، قائلاً "إنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هؤلاء"، مُشيراً إلى أنّ "أمن السفارات والبعثات خط أحمر، ولن نسمح بالتجاوز عليها تحت أي ظرف."
وفي تصريحٍ صحفي صدر عن المؤتمر الوطني الفلسطيني لمواجهة "صفقة القرن" ورفض "مؤتمر البحرين"، استهجن تصريحات وزير الخارجيّة البحريني التي وصفها بـالمُخزية لقناة تابعة للاحتلال، والتي اعتبر فيها الكيان الصهيوني وُجد ليبقى.
وتابع البيان "وهو بذلك لم يكتفِ بهرولته نحو التطبيع مع العدو أملاً في تثبيت نظامه، بل تجرأ لحد إهانة آلاف الشهداء من فلسطين والأمة العربيّة الذين ارتقوا دفاعاً عن الوطن والمُقدسات.
وأكّد المؤتمر الوطني لمواجهة الصفقة على مُطالبته لهذا الوزير بتقديم اعتذار واضح وصريح عن هذه التفوّهات "كما نُطالب شعب البحرين الشقيق والمُحب لفلسطين بمحاسبة وزيره الذي تمادى في غيّه وجهله، ونحن نثق بأنّ الشعب البحريني أجدر بوزراء وقادة يعتزون بعروبتهم ووطنيّتهم لا مثل هذا الوزير المُطبّع دون خجل مع عدو الأمة الكيان الصهيوني الغاصب."
وتشهد مُدن في الوطن العربي وحول العالم احتجاجات منذ أيام، رفضاً لـ "مؤتمر البحرين" و"صفقة القرن" التي يعتبرها المُحتجّون خطة تسعى لتصفية القضيّة الفلسطينية مُستهدفةً القضايا الأساسيّة فيها كالقدس واللاجئين وحق العودة والحدود.