دمشق – بوابة اللاجئين الفلسطينيين

ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية وأحدثها، أقيم عام 1982 على مساحة تقدر ما بين 3 و5 كلم مربع، وتعد أراضي مخيم الحسينية جزءاً من الغوطة الغربية وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة دمشق، حيث تبعد عنها مسافة  (13 كم). يقع المخيم والذي كان سابقا يعرف بحوش صهيا أو حوش قويل على الحدود الجنوبية لغوطة دمشق، ويقع إلى الجنوب من بلدة السيدة زينب على بعد 2 كم.

قدر عدد السكان في منتصف العام ( 2012م ) بـ( 50000) لاجئ فلسطيني وفق إحصائيات غير رسمية، وتجد الإشارة إلى التوسع والزيادة السكانية التي شهدها المخيم، كانت نتيجة نزوح عدد من سكان مخيم جرمانا في ثمانينات القرن الماضي، نتيجة تعرض منازلهم للهدم من أجل عملية توسيع الطرق وتحسين مدخل مدينة دمشق وشق الطرق السريعة، وتجدر الإشارة إلى أن بقية سكان المخيم هم من النازحين السوريين من الجولان عام (1967) والجزء الآخر هم من محافظات أخرى مثل (الحسكة - ادلب - دير الزور – حلب ).

شهد المخيم حالات نزوح جماعية لسكانه في تشرين الأول من العام 2013، فقد أدت المعارك العنيفة التي اندلعت بين قوات النظام وقوات المعارضة المسلحة في ذات الشهر إلى نزوح السكان عن المخيم، حيث تعرض المخيم للقصف، منها في تاريخ 2012/10/14 حيث استشهد (4) من عائلة واحدة (آل سوالمة) جراء القصف على البلدة، وفي 17/ كانون الثاني عام 2013 استشهد (11) بينهم سبعة أطفال في قضف لطيران الميغ. 

انتهت المعارك بسيطرة قوات النظام على المنطقة، مع رفض الأخيرة السماح للأهالي بالعودة إلى بيوتهم التي شهدت دماراً واسعاً، وتراوحت الأضرار بين دمار واحتراق كلي للبيوت وبين دمار جزئي.

في تاريخ 15/8/2015 تم السماح للأهالي والسكان بالعودة جزئيا إلى المخيم، حيث عاد الأهالي بالتدريج ابتداء بلجنة المصالحة وعوائلها، ومن ثم ذوي الضحايا المحسوبين على قوات النظام، بالإضافة للعسكريين ومن ثم الموظفين. بلغ عدد العائلات التي دخلت تقريبا (9000– 9300) بحسب لجنة المصالحة، ولا يمكن إحصاء عدد المفقودين أو الشهداء إلا تقديريا لأن الغالبية من العوائل لم تعد لمنازلها، ويمكن اعتماد أرقام تقريبية وضعتها لجان المصالحة، حيث يبلغ عدد الشهداء ما يقارب الـ (500) شهيد، والمفقودين يقاربون الـ(800) مفقود ، والمهاجرون ما يقارب الـ(700) شاب وشابة وهذه الأرقام من الفلسطينيين والسوريين من أبناء المخيم.

وبسبب هذه الظروف بلغت الأوضاع الاقتصادية والخدمية حدًا سيئًا، والتي أدت إلى تعطيل الكثير من المهن وإغلاق العديد من الشركات، وخاصة أن أبناء المخيم من أصحاب المهن والأعمال الموسمية الحرة، وتراجع مستوى دخل الأسرة.

أما صحيًا فالخدمات المقدمة قليلة للسكان، حيث كان يوجد مستوصف المشروع وهو تابع لمديرية صحة مدينة دمشق، وهناك قبو تابع للمستوصف يتم العمل حاليا على تجهيزه لعيادات شاملة واستقبال الحالات الإسعافية، ومستوصف القنيطرة، ومركز الأونروا التابع لوكالة الغوث ويقدم مجموعة من الخدمات الطبية، ويشار إلى أن المركز يعاني أيضًا نقص في كادر الممرضين لديه، وكان يوجد قبل أحداث المخيم (10) صيدليات ضمن المخيم أما حالياً فعدد الصيدليات الفاعلة اثنتان، وفي حالات الاسعاف يضطر الأهالي للخروج لخارج المخيم، وتجد الإشارة هنا أنه تم تسجيل  (500) حالة مؤخرًا من المصابين بـ(التلاسيميا والمنجلي).

أما ما يخص الوضع التعليمي، فإنه وبعد الأزمات التي مرَّ بها المخيم، كانت الأضرار في هذه القطاع مرتفعة، وتشمل المشاكل التي يعاني منها القطاع التعليمي بـ(غياب بعض المدارس كليا عن الناحية التعليمية وذلك للأضرار المادية التي لحقت بها نتيجة الصراع، النقص في الخدمات الأساسية ضمن المدارس، النقص في أعداد المدرسين)، إضافة إلى أن بعض الطلاب عائلاتهم تعيش ضمن المخيم بينما مدارسهم خارج المخيم في أماكن تهجيرهم السابقة، واكتظاظ بعض المدارس بالطلاب والنقص الكبير في مدارس أخرى.

ومن المشاكل الملاحظة أيضًا، ارتفاع نسبة المتسربين من المدارس في المرحلة الابتدائية و الاعدادية، وتبلغ نسبة التسرب المدرسي حوالي 10% من إجمالي عدد الطلاب، ويعود سبب هذه الحالة الى النزوح المفاجئ عن المنازل وما رافقه من نفقات مالية كبيرة و أزمات اجتماعية، حيث اضطرت العديد من الأهالي إلى إجبار الطلاب لترك الدراسة والتوجه إلى العمل لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الأساسية. أيضًا يشهد المخيم تراجع في نسبة الطلاب الجامعيين، فيبلغ عددهم حاليًا ( 50 طالب\ة) فقط، وذلك بسبب هجرة العديد من الطلبة و الخريجين الجامعيين.

بشكل عام ما يزال المخيم حتى الآن يعاني مشاكل وصعوبة في التأقلم مع الوضع الحالي، فيمكن تحديد المشاكل في المخيم بالنقاط التالية: انقطاع السير من وإلى المخيم بعد الساعة الثامنة مساءاً. وتراكم القمامة لنقص خدمات النظافة مما قد يولد أمراض وأوبئة. إضافة إلى تمديد شبكة الكهرباء بشكل عشوائي بعد الأضرار التي طالتها جراء الاشتباكات والقصف مما يولد أعطال دائمة في شبكة الكهرباء.

ومن المشاكل أيضا التي عانها سكان المخيم سرقة العديد من المنازل خلال غيابهم عن منازلهم في أوقات المعارك، وعدم قدرة أصحابها على تعويض المسروقات بسبب غلاء الأسعار وقلة المدخول المالي، مع وجود أبنية مدمرة، وتعد سيطرة المظاهر العسكرية على المخيم منتشرة بشكل كبير داخل المخيم.

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد