لبنان
يلقي الإضراب الذي يشل المخيمات الفلسطينية في لبنان بآثار وتداعيات كبيرة على الحركة التجارية والسياحية في مدينتي صيدا وصور والجنوب اللبناني.
فمع إعلان لجنة سائقي الباصات في مخيم عين الحلوة المشاركة في الإضراب الذي عم المخيمات الفلسطينية رفضاً لقرار وزارة العمل اللبنانية معاملة اللاجئين الفلسطينيين كأجانب، مشاركتها في الإضراب تضامناً مع الحراك المستمر في المخيمات، تكبدت عشرات المنتزهات السياحية على الجبل والأنهار والبحر خسائر كبيرة وصلت إلى ملايين الليرات.
و أكد رئيس لجنة سائقي الباصات في مخيم عين الحلوة محمود عبد المجيد في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" التوقف التام عن أخذ طلبات إلى المنتزهات السياحية في المدن والقرى اللبنانية.
واعتبر عبد المجيد أن هذه الخطوة بمثابة ورقة ضغط على الحكومة اللبنانية لتعيد نظرها في قوانينها المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، كما أنها جزء من المشاركة في الحراك الاحتجاجي على عدم إلغاء القانون الذي يحرم الفلسطيني من العمل دون أخذ إجازة.
ولفت عبد المجيد أن هذا الحراك، الذي بدأ الإثنين الماضي ويستمر حتى اليوم، كبد المنتزهات والمنتجعات السياحية في الجنوب والجبل خسائر تصل نسبتها إلى الـ 60%، إذ إنه، وبشكل يومي، يخرج من مخيم عين الحلوة نحو 100 باص يحملون مجموعات من المخيم وصيدا وضواحيها وصور للتنزه في هذه الأماكن.
فعلى سبيل المثال، وكما ذكر عبدالمجيد، إن خسائر المنتزهات ستصل إلى عشرات آلاف الدولارات يوم الأحد فقط، حيث إن المنتزهات تستفيد من كل مجموعة فقط بـ 100 أو 150 دولار دون الحديث عن مشتريات وطلبات من هذه الأماكن، بل فقط رسوم دخول.
وشدد عبدالمجيد أن الخطوة لا تهدف إلى إلحاق الضرر بأصحاب المنتزهات والأماكن السياحية في لبنان، لكنها من باب إثبات حجم الدور الفلسطيني في تحريك قطاع السياحة الداخلية وأيضاً تحريك عجلة الاقتصاد اللبناني.
أما العضو في لجنة سائقي الباصات أحمد كنعان فأشار إلى أن اللجنة توفر خدمات النقل للمنتزهات السياحية في مناطق الجنوب كافة، والقاسمية وقعقاعية الجسر والشوف والجاهلية وملتقى النهرين، والمنتزهات البحرية والمسابح الخاصة، موضحاً أنه وبشكل أسبوعي، تتعاقد المؤسسات في صيدا والمخيمات معها على نقل مجموعات للتنزه بما لا يقل عن عشرين باص أسبوعياً إلى جميع المناطق اللبنانية، مؤكداً أن اللجنة تسير 90% من الرحلات إلى المناطق السياحية في صيدا والجنوب.
في السياق، أكد صاحب منتزه "حلو الرواق" في قعقعية الجسر إبراهيم حيدر لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن وقف تحرك باصات الرحلات من مخيم عين الحلوة كبده حتى اليوم خسائر تصل إلى 70%، إذ إن "أغلب زبائننا وخاصة يوم الأحد من العائلات الفلسطينية، بالإضافة إلى مجموعات لبنانية كثيرة تأتي إلينا على متن هذه الباصات".
وطالب حيدر الحكومة اللبنانية بمنح الفلسطينيين حقوقهم كافة، لأن "عدم حصول ذلك هو عنصرية بعيدة عن طباع الشعب اللبناني الذي تآخى منذ 70 سنة مع الفلسطينيين ولا يعتبرهم سوى جزء من مكونات بلده".
وتبقى خسائر المنتزهات جزءاً من الخسائر التي لحقت بالحركة التجارية في الجنوب تحديداً جراء الالتزام التام بالإضرابات التي أتت رفضاً لمحاربة الفلسطيني في لقمة عيشه، كما يقول اللاجئون الفلسطينيون