لبنان 

نفى ناشطون فلسطينيون من الحراك الاحتجاجي على مدخل الحسبة في مخيم عين الحلوة، جملة وتفصيلاً،  الاتهامات التي ساقها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لحركة حماس وحزب الله بأنهما "يؤججان المخيمات الفلسطينية لأهداف سياسية".  
 وأكدوا في اتصالات عدة مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن يكون حراكهم قائم على توجيهات سياسية من هذا الفصيل أو ذاك.

وأضافوا أنهم مستمرون باحتجاجاتهم الشعبية العفوية السلمية البعيدة عن أي من مظاهر الشغب، والتي يهدفون من خلالها إلى تحصيل حقوق معيشية تضمن كرامتهم إلى حين عودتهم إلى فلسطين.


حماس: الأصل التراجع عن القرار وليس اتهام الفصائل

سياسياً، رفض عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس علي بركة التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وأكد بركة في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن تصريحات جعجع محاولة للتغطية على طريقة تعاطي وزير العمل الذي ينتمي إلى حزبه مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأشار بركة إلى أن "الأصل أن يتراجع وزير العمل عن قراراته، ويعمل على تعديل القوانين التي لا تنصف حق اللاجئين الفلسطينيين بالعمل دون شروط كإذن العمل، وليس أن يتهم الفصائل الفلسطينية باستغلال الحراك الشعبي العفوي الذي جاء كرد فعل طبيعي على قرار ظالم بحق اللاجئين الفلسطينيين".

وأوضح بركة أن" المشكلة هي بقانون العمل الذي يحرم اللاجئ الفلسطيني من العمل بأكثر من ثلاثين مهنة، ويطالبه باستحصال إجازة عمل، وليست بالحراك الاحتجاجي الذي هو رد فعل طبيعي".

وأضاف بركة: "وزير العمل قرر تطبيق قوانين مجحفة بحق اللاجئين الفلسطينيين بما يتعارض مع العلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية التي تصر عليها حركة حماس وباقي الفصائل، لذا نحن اليوم نطالب الحكومة اللبنانية بمقاربة عادلة للملف الفلسطيني يستند إلى دعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ومنع التوطين، وإقرار الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين وعلى رأسها حقي العمل والتملك".

تصريحات تدل على عدم إدراك الحقيقة والواقع على الأرض 

 

من جهته اعتبر ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا هذه التصريحات بأنها  تدل على عدم إدراك الحقيقة والواقع على الأرض، وعدم فهم ما يحصل، مضيفاً أن ما يحصل هو حراك عفوي يعبر عن صرخة ألم شديدية يعيشها اللاجئ الفلسطيني في لبنان جراء ما يعانيه من بؤس الحياة ، وهو اليوم بحاجة إلى مساندة ودعم لتعزيز صموده.

 وعبر عطايا عن إدرارك الفلسطينيين لحجم البطالة الذي يعانيه لبنان،مؤكداً أنه لا يمكن أن يعامل الفلسطيني على أنه وافد أجنبي جاء للعمل بلبنان، بل إن وجوده هنا قسري جراء مجازر صهيونية حصلت للفلسطينيين عام 48 وتأمر دولي حينها لتهجير الفلسطينيين من أرضهم،مشدداً أن اللاجئ الفلسطيني موجود، ليس ليعاد توطينه أو يتم تذويبه لا في لبنان ولا في أي من أماكن اللجوء الفلسطيني.

وقال عطايا:" لا ننكر خشيتنا من استثمار سلبي لهذا الحراك، وتدخل أطراف ما لشق الصف الفلسطيني اللبناني والعلاقة الأخوية القائمة على التعاون بين الطرفين منذ سنين" منوهاً بقرار اللواء عباس ابراهيم بمعاملة الفلسطيني كاللبناني في المطارات، ومعتبراً إياه موقفاً معبراً تجاه الفلسطينيين، وهو موقف إيجابي جداً، نأمل من كافة الأطراف في لبنان أن تحذو حذوه.

تصريحات تسعى إلى تحويل الحراك إلى خلافات فلسطينية داخلية 

 

 أكد عضو المكتب السياسي  لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف أن تصريحات جعجع تسعى إلى "تحويل الحراك الاحتجاجي المطلبي العادل إلى خلافات فلسطينية - فلسطينية وتحويل القضية إلى سياسية"، مضيفاً أن "هذا دليل على أن ممارسات وزير العمل التي لاقت هذه الاحتجاجات هي بالأصل قرارات حزبية تدعمها القوات اللبنانية، والجميع يعرف ما خلفيات القوات اللبنانية بكل أجنحتها ومؤسساتها".

وطالب اليوسف في حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقف مع مطالبنا العادلة بإيجاد حل معيشي يليق بكرامة اللاجئ الفلسطيني، يستند إلى إقرار المراسيم التطبيقية لتعديلات قانون العمل الصادرة عام 2010، والتي تعطي بعض الحقوق للاجئين الفلسطينيين، ونشكرهما على موقفهما خلال جلسة مجلس النواب".
وحيا اليوسف جميع القوى اللبنانية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً أن الموقف الفلسطيني الدبلوماسي والسياسي والفصائلي موحد بخصوص حقوق اللاجئين الفلسطينيين المعيشية وضرورة ضمان كرامتهم إلى حين العودة إلى فلسطين.
 

جعجع يتهم فصائل وينكر وجود احتجاج شعبي!

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قال في بيان "إن التحركات التي تجري في بعض المخيمات الفلسطينية خلفيتها سياسية بحتة، إذ إن بعض القوى الفلسطينية كحماس وأخرى لبنانية كحزب الله يقومون بتصوير قرار وزير العمل للشارع الفلسطيني على غير حقيقته، وكله بهدف استقطاب هذا الشارع في الصراع القائم بين حماس وحلفائها اللبنانيين من جهة، والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى".وأضاف جعجع "لا علاقة للتحركات في المخيمات بقرار وزير العمل كميل أبو سليمان تنظيم العمالة في لبنان بشكل عام، ومن ضمنها العمالة الفلسطينية، سيما ان وزير العمل قد أخذ في الاعتبار بما يتعلق بالعمال وأرباب العمل الفلسطينيين القوانين الخاصة بهم في لبنان، وأعطاهم كل التسهيلات الممكنة التي يسمح بها القانون".
 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد