نيويورك
قال جيسون غرينبلات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، إنّ قرارات الأمم المتحدة لن تحل ما أسماه بـ "النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل"، والقدس ستبقى عاصمة الكيان الصهيوني الأبديّة، وانتقد قرار (242) حول اللاجئين الفلسطينيين.
جاءت تصريحات غرينبلات، الثلاثاء 23 تموز/يوليو، أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، حيث قال إنّ "الصراع لن ينتهي على أساس الإجماع الدولي، لأنه لا يوجد أصلا توافق دولي بشأنه، أما الذين يُواصلون الدعوة إلى التوافق فلا يفعلون شيئاً لتشجيع الطرفين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتقديم التسويات الضروريّة للسلام."
وجدّد المبعوث الأمريكي قوله بشأن موعد الكشف عن الشق السياسي من خطة الإملاءات الأمريكيّة، لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، والتي عُرفت باسم "صفقة القرن"، إذ لم يُقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد موعد إصدار الخطة الأمريكية.
فيما شنّ غرينبلات هجوماً حاداً على حركة "حماس" في قطاع غزة، واصفاً إياها بأنها "مُنظمة إرهابيّة وحشيّة"، كذلك هاجم السلطة الفلسطينيّة مُستنكراً "كيف لا يُمكننا أن نجد إجماعاً دولياً على أنّ السلطة التي تُكافئ الإرهاب ومقتل الإسرائيليين باستخدام الأموال العامة، بعضها تبرعت به بلدان في هذه القاعة، هي أعمال بغيضة ويجب إيقافها"، في إشارة لمُخصصات أهالي الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال.
واعتبر أنّ "الإجماع الدولي ليس قانوناً دولياً، لذلك دعونا نتوقف عن المُزاح، لو كان هناك إجماع دولي قادر على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لكان تم ذلك منذ عقود"، لافتاً إلى أنّ "هذا النزاع لن يتم حله بالرجوع إلى القانون الدولي أو مئات قرارات الأمم المتحدة. إنّ الإشارة المُستمرة إلى هذه القرارات ليست أكثر من مجرد عباءة لتجنّب النقاش الجوهري حول الحقائق على أرض الواقع وتعقد الصراع."
ولم يكتفِ المسؤول الأمريكي بالمهاجمة والاستخفاف، بل انتقد أيضاً قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) الذي اعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وقضى بانسحاب الكيان من كافة الأراضي العربيّة التي احتلّها في حرب حزيران/يونيو 1967.
ويرى غرينبلات أنّ "القرار يُطالب بما يُسمى حق العودة وتعويض الفلسطينيين النازحين، في الوقت الذي يُغمض فيه العالم عينيه عن مصير العدد المُتساوي تقريباً من اليهود الذين تم طردهم أو إجبارهم على الفرار من ديارهم في الدول العربيّة."
واستمر في تصريحاته الوقحة التي لم يتوقّف عنها "الأمر نفسه ينطبق على وضع القدس، لا يوجد إجماع دولي حوله، وأي إجماع أو تفسير للقانون الدولي أن يقنع الولايات المتحدة أو إسرائيل بأنّ هذه المدينة التي عاش فيها اليهود وعبدوا فيها الله منذ ما يقرب من (3) آلاف عام وكانت عاصمة الدولة اليهودية منذ 70 عاماً، ليست كذلك."
وطالب المبعوث قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة بعدم رفض خطة سلام لم يروها حتى الآن، وإظهار استعدادهم للمُشاركة بحسن نيّة في حوار هادف من الاحتلال.