فلسطين المحتلّة
استشهد الشاب الفلسطيني هاني أبو صلاح وأصيب ضابط وجنديين في جيش الاحتلال في اشتباك فجر اليوم الخميس، قرب الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الجيش في بيان إن "فلسطينياً من غزة وصل إلى الحدود وعبر السياج، وأطلق النار وأصاب ضابطاً برتبة قائد فصيل وجنديين".
وأضاف البيان "الشاب كان مسلحاً بسلاح كلاشنكوف وقنابل يدوية، وكان يلبس اللباس العسكري، واستخدم قنبلة واحدة على الأقل".
كما أشار البيان إلى أن "إصابة الضابط متوسطة فيما جراح الجنديين الآخرين طفيفة وتم نقلهم إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن المقاوم الفلسطيني استثمر السواتر الترابية التي وضعها الجيش على مقربة من الحدود لقمع مسيرات العودة، وتعرجات الأرض ليكمن لقوة "جولاني" ويهاجمها بالنيران.
من جانبه، قال المحلل العسكري لموقع "واللا" العبري إن الجيش أغلق الطرقات المؤدية إلى منطقة الحدث واستنفر الجنود في المستوطنات المحاذية للحدود.
وعقب العملية، قصفت مدفعية الاحتلال فجراً نقطة تابعة للمقاومة شرقي خانيونس، بينما أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس عدة قذائف مدفعية تجاه نقطة للمقاومة، إلى جانب إطلاق عشرات قنابل الإضاءة بالمنطقة.
انتقادات لنتنياهو عقب العملية وتحريض على غزة
في هذا الوقت، قال وزير جيش الاحتلال السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إن "قوة الردع الإسرائيلي تتآكل باستمرار ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدير سياسة الاستسلام لحركة حماس"، بحسب وصفه.
وأضاف ليبرمان في حديث لقناة "كان العبرية أن "ما يفعله رئيس الوزراء هو شراء تهدئة قصيرة المدى، وبالتالي التخلي عن أمن إسرائيل على المدى الطويل".
وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي قال مساء أمس الأربعاء: "لن نسمح للتهدئة الحالية أن تخدعنا وسنواصل الاستعدادات من منطلق احتمال نشوب المواجهة في أي لحظة"، زاعماً أن جيشه "مستعد بشكل كبير لأي معركة ممكنة في قطاع غزة".
الاحتلال يتحدث عن سيناريو اعتداء جديد
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال أمس الأربعاء انتهاء تدريب عسكري استمر أربعة أيام في عسقلان والمنطقة المحيطة بقطاع غزة، ضمن "خطة لتعزيز الجاهزية لمعركة محتملة ضد القطاع".
وذكر جيش الاحتلال أنه "أتم استعداداته العملاتية لحرب محتملة في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن التدريب الذي خضعت له "فرقة غزة" وأطلق عليه تسمية "الفصول الأربعة" يعد "أكبر عملية عسكرية" منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2014، حيث حاكى حرباً شاملة ضد فصائل المقاومة في غزة، تشمل عدة جبهات.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال في بيان رسمي إلى أن "الخطة تتركز في توسيع بنك الأهداف التي يمكن مهاجمتها، وتعزيز الاستخبارات، والعلاقة بين الوحدات الميدانية والاستخبارات وقت الحرب، وتنظيم شبكات الحماية، إضافة إلى تدريبات مكثفة وجهود لوجستية واسعة".
بدوره، شدد رئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي في جولة له خلال التدريب العسكري أن "حرباً في قطاع غزة قد تندلع في أية لحظة".
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن جيش الاحتلال جدد أنظمة القتال في حرب محتملة ضد قطاع غزة، في ختام التدريب الموسع، بحيث "تركز على حسم الحرب على نحو سريع وخاطف، ضمن جولة قصيرة من القتال تمتاز بالعنف".
وأضافت الصحيفة، أنه لتحقيق هذا الهدف، تم شراء أسلحة متخصصة، بما في ذلك الأسلحة المتخصصة للاستخدام في الأنفاق، وتم بناء خطط لإطلاق النار شملت إصابة وتدمير البنية التحتية المدنية في القطاع، كما شدد مصدر للصحيفة أنه "تم تحديث بنك الأهداف الإسرائيلي في غزة، وأضيف إليها كبار مسؤولي حماس وأهداف تابعة للجهاد الإسلامي".
وبحسب "هآرتس" شارك في التمرين العديد من قادة الألوية ومئات من أفراد الاحتياط وقوات الجوية وقوات البحرية.
ولفتت إلى أن المناورات التي أجراها جيش الاحتلال تتضمن استراتيجيات للتعامل مع الطائرات المُسيرة التي استخدمتها فصائل المقاومة في جولة التصعيد الأخيرة في أيار/مايو الماضي، وأثبتت فاعليتها"، كما صُمّم نظام القتال الجديد لضمان تحسين القدرة على إصابة منصات إطلاق صواريخ المقاومة في غزة، وسط تقديرات أن "مزيجاً من القدرات التكنولوجية والتقنية المتورطة وقدرات إطلاق النار المتقدمة سيؤدي إلى إنجازات غير مسبوقة"، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وحاكى التمرين، سيناريو تكون خلاله الحرب على قطاع غزة، جبهة ثانية في حرب واسعة تشمل "الجبهة الشمالية"، وبسبب الترسانة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله، لن تكون أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك منظومة "القبة الحديدية" متاحة كما هو الحال عند الحرب على جبهة واحدة ضد القطاع المحاصر.
كما جرى، وفق الصحيفة، إنشاء حوالي 120 موقعاً محصناً ضد إطلاق النار وذلك لتفادي الصواريخ المضادة للمدرعات التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في القطاع، بالإضافة إلى بناء تلال اصطناعية على طول المنطقة الحدودية، وإخفاء المناطق المكشوفة في المنطقة بمساعدة الأشجار لحصر مجال الرؤية.
وكجزء من الاستعدادات للحرب القادمة، تعامل جيش الاحتلال مع سيناريو إخلاء واسع النطاق للسكان الفلسطينيين في الأماكن التي سيقتحمها ويتوغل فيها بالقطاع، تاركاً "ممرات إنسانية مفتوحة"، وعزز كذلك، بحسب القناة "13"، من أسلحته في هذا السياق، بما في ذلك تم تزويد الجيش بأسلحة حديثة متخصصة للحرب في الأنفاق.
وارتفعت وتيرة التصعيدات العسكرية التي شهدها قطاع غزة مؤخراً بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال بسبب عدم التزام الجانب الإسرائيلي باتفاقات التهدئة واستمرارها في فرض الحصار على القطاع، وعمليات القمع بحق المتظاهرين الفلسطينيين قرب الحدود.
وشهد القطاع ثلاثة حروب عدوانية شنها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة في أعوام 2008 و2012 و2014، إضافة إلى تصعيدات عسكرية محدودة، أحدثها في 5 مايو/ أيار الماضي.