فلسطين المحتلة - وكالات
تشهد مُدن وشوارع الضفة المُحتلّة انتشاراً واسعاً لقوات الاحتلال، منذ يوم الخميس، في أعقاب العثور على جثّة أحد جنود الاحتلال ظهرت عليه آثار طعن، حيث أعلن الاحتلال بعدها استنفار قوّاته في المنطقة.
وذكرت شرطة الاحتلال يوم الخميس أنها دفعت بتعزيزات إلى شوارع الضفة المُحتلّة، تحسباً من قيام المستوطنين بتنفيذ عمليّات انتقاميّة من الفلسطينيين.
وجاء في بيانها، "إنه بعد تقييم الموقف قررت الشرطة تكثيف نشاطها في جميع مناطق الضفة الغربيّة خوفاً من هجوم عصابات تدفيع الثمن."
فيما ذكرت مصادر أمنيّة فلسطينيّة، أنّ قوات الاحتلال شدّدت من إجراءاتها على الطرق ومداخل بلدات شمال وشرق الخليل، خاصة مدخلي مُخيّم العروب وقرية شيوخ العروب ووادي سعير وبيت عينون شرقي المدينة.
كذلك نصبت عدة حواجز عسكريّة على مدخل البلدات والقرى شمالي الخليل، وفتشت المركبات ودقّقت في هويّات المواطنين.
ويأتي ذلك في أعقاب العثور على جثة أحد جنود الاحتلال عليها آثار طعن، قُرب مستوطنة "مغدال عوز" في الكُتلة الاستيطانيّة "غوش عتصيون" جنوبي الضفة المحتلة، ومنذ ذلك الحين تجري عمليّات تمشيط وبحث واسعة بحثاً عن المُنفذين.
وحسب شهود عيان لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تشهد شوارع الضفة المُحتلّة انتشاراً مُكثفاً لجيش وشرطة الاحتلال منذ ساعات صباح الجمعة، 9 آب/أغسطس، فالقادم إلى الخليل من مدخل بلدة تقوع يلحظ انتشاراً واسعاً للجيش.
فيما تنتشر شرطة وجيش الاحتلال في طريق "افرات – عتصيون" وهي المنطقة التي تواجد فيها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالأمس.
وحسب شهود العيان، إنّ كل القادمين إلى القدس ورام الله من جهة حاجز الزعيّم، يتعرّضون للتفتيش الدقيق جميعهم.
ورغم ما أعلنت عنه شرطة الاحتلال بأنّ انتشار التعزيزات تحسباً لأعمال انتقاميّة قد تقوم بها جماعات من المستوطنين، إلا أنّ الضفة المحتلة شهدت، خلال ساعات الليل، اعتداءات وهجمات من قِبل المستوطنين على مركبات وطرق الفلسطينيين.
حيث أغلق المستوطنون، مساء الخميس، طرقاً جنوب وشمال الضفة واعتدوا على مركبات الفلسطينيين بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وحسب شهود عيان، قام عشرات المستوطنين بإغلاق الطريق القريب من مستوطنة "كريات أربع" قرب الخليل، ورشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عدد منها بأضرار.
وقال مصدر طبي فلسطيني، إنّ مدير صحة الخليل السابق، الدكتور نزيه عابد، أصيب بجراح إثر تعرض مركبة كان يستقلها قرب الخليل للرشق بالحجارة من قِبل المستوطنين، ونُقل للعلاج ولم يُعرف بعد طبيعة إصابته.
وفي مُحيط نابلس، أغلق مستوطنون شارع حوّارة ومنعوا المركبات الفلسطينية من المرور، ورشقوا عدداً منها بالحجارة دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، كما حاول مستوطنون اقتحام بلدة بيتين الواقعة شمال شرقي مدينة رام الله، وأغلقوا الدوّار قرب مستوطنة "يتسهار" جنوبي نابلس، كذلك أغلقت قوات الاحتلال الطريق القريبة من مستوطنة "عوفرا" شرقي رام الله.
كما تجمهر مستوطنون خلال ساعات الليل على دوّار مستوطنة "غوش عتصيون" جنوبي بيت لحم، وأعاقوا مرور المركبات الفلسطينيّة ورشقوها بالحجارة.
وأفاد مصدر أمني فلسطيني بأنّ أعداداً كبيرة من المستوطنين وتحت حماية جنود الاحتلال، تجمهروا على دوّار مجمع مستوطنة "غوش عتصيون" وأعاقوا مرور مركبات الأهالي ورشقوها بالحجارة.
فيما شهد الشارع الالتفافي رقم (60) منذ ساعات المساء أزمة خانقة بسبب إجراءات قوات الاحتلال التي انتشرت على امتداده.
على الصعيد السياسي، حمّل المندوب الصهيوني الدائم لدى الأمم المتحدة، داني دانون، السلطة الفلسطينيّة المسؤوليّة عن عمليّة قتل الجندي الصهيوني يوم الخميس، بسبب صرفها رواتب للأسرى وعائلاتهم.
وطالب الكيان الصهيوني مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عمليّة لمنع السلطة الفلسطينية من صرف الرواتب للأسرى، بحجّة أنها "تدعم الإرهاب"، رداً على عمليّة قتل الجندي.
وقال المندوب "نُطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة العمل الذي جرى في الخليل وأدى إلى مقتل جندي"، حسب إذاعة الاحتلال.
فيما اجتمع رئيس حكومة الاحتلال مع عددٍ من قادة الأمن في مقر وزارة الحرب لدى الاحتلال يوم الخميس، لبحث تداعيات مقتل الجندي الصهيوني.
وأكّد نتنياهو في تصريحات أعقبت انتشار خبر العثور على جثة جندي مقتولاً صبيحة الخميس، أنّ "قوات الأمن تُواصل عمليّاتها سعياً للقبض على المُنفذ وتصفية الحساب معه."
وفي أعقاب العمليّة قرر جيش الاحتلال تعزيز قواته الراجلة بقوّات أخرى إضافية في عدة مناطق بالضفة المحتلة، وسط مُواصلة عمليّات البحث والتمشيط والتحقيق في مكان العمليّة ومُحيطه، ومناطق أخرى يشتبه الاحتلال بانسحاب المنفذين إليها، وتشترك في العمليّات قوات الجيش والشرطة الصهيونية و"الشاباك."
ويأتي الحدث في ظل تصعيد واسع من قِبل الاحتلال على كافة الأصعدة، بالإعلان والعمل على بناء آلاف الوحدات الاستيطانيّة والسعي الحثيث إلى الاستمرار في التوسع الاستيطاني، بالإضافة إلى عمليّات الهدم بالجُملة التي تحدث في القدس المُحتلّة وتؤدي إلى تشريد مئات العائلات، وفي النقب المُحتل وغيرها من المناطق، كذلك الاقتحامات والاعتقالات والإبعاد اليومي، والاستهداف المباشر بالقتل والإصابة المُتعمّدة للفلسطينيين.