بيروت - بوابة اللاجئين
وتقدر الإحصاءات أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 42 ألف لاجئ
يصنف اللاجئ الفلسطيني القادم من سوريا إلى لبنان منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011، على أنه "سائح"، من حيث عدم منحه قانون اللجوء وتوفير الحماية اللازمة له باعتباره شخص جاء لبنان طالبًا الحماية والآمان. وتقدر الإحصاءات أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 42 ألف لاجئ.
بعد موجات اللجوء هذه التي أوصلت آلاف اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، جعل الأمن العام اللبناني يتتخذ سلسلة من القرارات بحق أولئك اللاجئين، بدأت بالتجديد لكل من يقيم على الأراضي اللبنانية مع دفع غرامة مالية تبلغ 200 دولارعن كل عام، ثم مُنع دخول الفلسطينيين من سوريا برا وجوا إلى لبنان منذ الشهر الخامس عام 2014 باستثناء من يملك إقامة أوروبية مؤقتة أو دائمة ولم يختم على جوازه منع الدخول.
بعد ذلك أُصدِرت تسويات يتم من خلالها التجديد المجاني كل ثلاثة أشهر لمن يملك أوراقه الثبوتية وكان قد دخل لبنان قبل بداية العام 2014، إذ يمُنع التجديد عن كل من دخل لبنان بعد الشهر الخامس عام 2014 من اللاجئين الفلسطينيين.
سياسة الدولة اللبنانية للحد من تدفق اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص واللاجئين السوريين بشكل عام، أدت إلى فرض المزيد من المعاناة، والشعور بعدم الاستقرار تجاه اللاجئين الفارين من سوريا، إذ أدت هذه القرارات إلى تشتيت بعض العائلات الفلسطينية التي تركت بعض أفرادها في سوريا، ولم يعد باستطاعتهم الدخول إلى لبنان، أو إلى توقف تعليم الطلاب الفلسطينيين في الجامعات السورية، لعدم قدرتهم على تقديم الامتحانات النهائية في سوريا، عدا عن المشكلات المتعلقة بصعوبة دفن الموتى في مقابر لبنان أو نقلهم لسورية.
استقرت أغلب العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا في منازل داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، كمخيم عين الحلوة ، والمية ومية، وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا، ومخيم البداوي. بالإضافة إلى تجمع وادي الزينة في إقليم الخروب_جبل لبنان ومخيمات وتجمعات أخرى بنسب أقل.
ونتيجة للأوضاع المعيشية، وغلاء ايجار المنازل اضطرت أكثر من عائلة للسكن في منزل مشترك، إضافة لانتشار السكن المشترك بين الشباب الفلسطيني السوري لعدم القدرة على دفع إيجار غرفة واحدة في الشهر، حيث تعد مسألة تأمين إيجار مسكن للعائلة من أبرز المشكلات التي يواجهها اللاجئون.
إذ تتراوح أجرة المنزل للشهر الواحد وسطيًا بين 300 إلى 500 دولار أمريكي، بيد أن أغلب اللاجئين لا يمكنهم توفير مثل هذه المبالغ، لعدم وجود دخل كافي، ولاقتصار مساعدات "الأنروا" على تقديم (100$) أمريكي كبدل إيجار نقدي لكل عائلة.
الوضع القانوني غير المستقر، وعدم القدرة على تجديد الإقامة، إلى جانب ندرة فرص العمل، كلها عوامل تضاف لما يعاني منه اللاجئ الفلسطيني القادم من سوريا
"خليل حسين"، لاجئ فلسطيني من سوريا مقيم في صبرا روى لبوابة اللاجئين صعوبة الأوضاع المعيشية التي تجتاح اللاجئ الفلسطيني القادم من سوريا إذا يقول: "أن الأنروا تقدم خدماتها التعليمية للطلاب الفلسطينيين السوريين في مدارسها، و مساعداتها النقدية حتى الآن تقتصر على تقديم دعم بدل طعام لكل فرد بالأسرة الواحدة بقيمة 40 ألف ليرة لبناني مع مئة دولار بدل إيجار لكل عائلة" وعند سؤاله عن مدى قيمة هذا البدل، أجاب: "إنها لا تكفي حتى لإطعام فرد لثلاثة أيام في ظل الغلاء الفاحش في لبنان". ورغم ضعف هذه المساعدة النقدية، وعدم كفايتها كما عبر اللاجئ "خليل"، إلا أنها مهددة بالتوقف أيضًا، حيث تقوم وكالة الأونروا بتمديدها لفترة معينة، ما يعني أنها في طريقها للتوقف عن الدفع بعد هذا التاريخ، فقد أُبلِغ "خليل" من خلال رسالة الوكالة التي وصلته مؤخرا، بأنه "تم تمديد المساعدة النقدية لكل عائلة مستحقة لغاية شهر اوكتوبر/تشرين الأول 2016".
الوضع القانوني غير المستقر، وعدم القدرة على تجديد الإقامة، إلى جانب ندرة فرص العمل، كلها عوامل تضاف لما يعاني منه اللاجئ الفلسطيني القادم من سوريا. كما أن عدم القدرة على السفر لأي بلد عربي أو أجنبي بسبب رفض تلك الدول منح تأشيرتها للاجئين الفلسطينيين السوريين، دفع بعضهم للهجرة غير الشرعية، أو شراء بطاقة سفر مزورة، ووصل سوء الحال إلى وجود لاجئين قرروا العودة لسوريا على البقاء في لبنان، ومن ثم السفر عبر طرق غير آمنة داخل سوريا إلى أوروبا، وهو ما يؤكده للبوابة الطالب "محمد. و" أحد المهجرين من مخيم اليرموك إلى لبنان.
إذ يقول محمد أن سبب ذلك: "هو استحالة توفير فرص عمل، وغلاء المعيشة، وعدم القدرة على دفع تكاليف الدراسة في الجامعات اللبنانية، كل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة دفعت بالكثير إلى الهجرة غير الشرعية، إما عن طريق مطار بيروت ومن ثم إلى القامشلي ثم تركيا وهي مكلفة بدرجة كبيرة، أو عبر طريق مطار بيروت إلى السودان والأخير لم يعد متوفرًا، مع عدم قدرة الحصول على تأشيرة إلى تركيا.
ما تحتاجه عائلة متوسطة مكونة من خمسة أفراد حوالي 1200 دولار أمريكي شهريا
وعن متوسط الدخل الذي تحتاجه عائلة واحدة في لبنان، تقول السيدة "وصال"، التي تسكن مع عائلة شقيقتها "أن ما تحتاجه عائلة متوسطة مكونة من خمسة أفراد حوالي 1200 دولار أمريكي شهريا للقدرة على توفير أجرة المنزل، وفواتير الكهرباء والماء والدواء، ثم مستلزمات الحياة اليومية".
تقليص دور الأنروا، الصحي والتعليمي، إضافة لقلة المساعدة النقدية، وتراجع دعم بعض المؤسسات التابعة لجمعيات أهلية بخدماتها اتجاه الفلسطينيين القادمين من سوريا، تضع مصير آلاف العائلات الفلسطينية بالمجهول، دون توفير أدنى مستويات الرعاية لهم لحين عودتهم إلى مخيماتهم في سوريا.