فلسطين المحتلة
شهدت أراضي مُخيّمات العودة المُقامة قبالة السياج الأمني العازل الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 1948 شرقي القطاع، اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمُتظاهرين الذين شاركوا في مسيرات العودة الكُبرى وكسر الحصار.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينيّة في قطاع غزة، مساء الجمعة 16 آب/أغسطس، أنّ طواقمها الطبيّة تعاملت مع (38) إصابة بجراح مُختلفة، جراء قمع قوات الاحتلال لمُتظاهري مسيرات العودة في جمعة "الشباب الفلسطيني"، ومن الإصابات (17) طفل و(3) إناث، بينهم (20) بالرصاص الحي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتصاعد الأحداث في الضفة الغربية والقدس المُحتلّتين، حيث استشهد قبل ساعات فلسطيني أطلقت عليه قوات الاحتلال النار في مركبته جنوبي بيت لحم المحتلة، عقب تنفيذ عملية دهس أدت إلى إصابة اثنين من المستوطنين بجروح خطرة.
وفي يوم الخميس استشهد طفل في القدس المحتلة وأصيب آخر بجروح حرجة جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما في منطقة باب السلسلة بالبلدة القديمة، عقب محاولتهما تنفيذ عمليّة طعن وإصابة أحد عناصر شرطة الاحتلال.
وانطلقت مسيرات العودة الكُبرى في 31 آذار/مارس 2018 بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض الخالد واستمرت بشكلٍ أسبوعي بالإضافة إلى إحياء كافة المناسبات والأحداث الوطنيّة، ورفع العناوين المتداولة على الساحة الفلسطينيّة وما يتعلّق بالقضيّة، خاصة ثوابتها الوطنيّة المُتمثلة باللاجئين والقدس والعودة.
واستشهد في المسيرات أكثر من (300) فلسطيني فيما أصيب عشرات الآلاف، وفي تقرير صدر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بعد مرور عام على انطلاق مسيرات العودة، ذكرت أنّ قمع قوات الاحتلال لمسيرة العودة تسبّب بوقوع أكبر عدد من الإصابات في صفوف الأفراد منذ الأعمال العدائيّة في غزة صيف عام 2014، وأدت إلى قرب انهيار النظام الصحي.
وحسب التقرير، إنه في حين أنّ "الأونروا" لم تكن قادرة على تسجيل عدد لاجئي فلسطين الذي استشهدوا وأصيبوا بجراح خلال التظاهرات، إلا أنها قامت بتوثيق استشهاد (13) طالباً من مدارسها، ومُعالجة (2729) مريضاً من إصابات مرتبطة بمسيرة العودة الكُبرى، في مرافق "الأونروا" للرعاية الصحيّة الأوليّة البالغ عددها (22) مرفقاً.
ومن الجدير بالذكر أنّ عدد من مُخيّمات العودة مُقامة بالقرب من مُخيّمات للاجئين الفلسطينيين في القطاع، حيث يوجد نقطة للمسيرات شرقي مُخيّم البريج وسط القطاع الذي يقع على التماس مع السياج الأمني العازل شرقي القطاع، ونقطة أخرى شرقي مُخيّم جباليا شمالي القطاع.