صابر حليمة – مخيم نهر البارد
يشهد مخيم نهر البارد، الواقع على مسافة 16 كم من طرابلس بالقرب من الطريق الساحلي، ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الإصابة بمرض السرطان خلال السنوات الأخيرة، أي فعلياً بعد الحرب التي دمرت المخيم عام 2007.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وفي سبيل الاستيضاح حول أسباب هذا الارتفاع والوقوف على أوضاع المصابين، زرات المخيم وأعدت تقريراً حول هذه المعاناة.
عضو اللجنة الشعبية، أبو طارق السيد، قال: إن "مرض السرطان مستشر بشكل كبير جداً في المخيم".
وأوضح السيد في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن الحال قبل الحرب عام 2007 لم تكن كذلك، فالمصابون بالسرطان كانوا معدودين على أصابع اليدين، لكنه، وبعد الحرب، بدأت حالات السرطان تظهر بشكل كبير ولأناس من أعمار مختلفة.
وكان المخيم دمّر بشكل كامل، وشهد نزوحاً جماعياً خلال الحرب التي نشبت بين الجيش اللبناني وعناصر "فتح الإسلام" عام 2007.
وتتفاقم أوضاع مرضى السرطان مع سوء الأحوال الاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان بشكل عام، ومع سياسات "أونروا" التقليصية التي شرعت في تنفيذها جراء أزمتها المالية.
وأشار أحد المصابين بالسرطان في المخيم إلى أن العلاج يكلف شهرياً نحو 4 آلاف دولار أمريكي، حيث تساعده "أونروا" بألفي دولار منها، فيما يدفع هو الباقي، إضافة إلى مئتي دولار يدفعها للمستشفى.
وحول تفاصيل العلاج، ذكر أنه يحتاج شهرياً لجرعة، ينام على إثرها يومين أو ثلاثة في المستشفى.
بدورها، ذكرت الطبيبة في أمراض الدم والتورم الخبيث، منى الأيوبي، والتي يرتاد عيادتها الكثير من المصابين بالسرطان في مخيم نهر البارد، أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الأساسية تتمثل في تأمين الأدوية المطلوبة.
وأوضحت أن تقليص المساعدات أجبر المرضى على دفع ثمن الأدوية من أموالهم الخاصة، لكن ارتفاع أسعار الأدوية، وخصوصاً الحديثة منها، جعل إمكانية دفعها مستحيلاً.
وأدى ذلك، بحسب الأيوبي، إلى عجز الكثير على إكمال العلاج، وآخرين يأخذون العلاج ناقصاً، أو يختارون علاجات ليست بالحديثة لعجزهم عن التكفل بالمصاريف.
وفي محاولة للتخفيف عن المصابين، يبرز دور الصندوق الخيري لمساعدة مرضى السرطان في مخيم نهر البارد.
وقال بشار نصار، أحد القائمين على هذا الصندوق، إن عدد المسجلين فيه يبلغون 98، يستفيد منهم بشكل دوري نحو 50 مريضاً، حيث يساعدهم الصندوق بما يستطيع لتأمين ثمن العلاج.
هذه المبادرة، التي نجحت في مخيم نهر البارد، نقلت إلى مخيم البداوي، ويسعى القيميون عليها إلى نقلها لمخيمات أخرى.
لكن هذه المبادرة تبقى متواضعة في ظل التزايد المتسارع في أعداد المصابين بالسرطان، إذ يحتاج المرضى في لبنان بشكل ملح إلى مستشفى يتكفل بعلاجهم.
ويأمل المرضى بتحقيق هذا المشروع، الذي سيساهم في علاج كثير من العاجزين عن دفع ثمن العلاج الباهظ وفي التخفيف من المعاناة التي يتكبدها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.