فلسطين المحتلة
استنكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيانٍ له، الأربعاء 21 آب/أغسطس، تغاضي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن ممارسات الاحتلال، للشهر الثاني على التوالي بتعطيل إقامة مباراة إياب نهائي كأس فلسطين.
وجاء في البيان إنّ استمرار سلطات الاحتلال في منع (30) فرداً يُمثّلون بعثة فريق "خدمات رفح"، من السفر من قطاع غزة إلى الضفة المُحتلّة لخوض مباراة نهائي بطولة كأس فلسطين لكرة القدم أمام فريق مركز "شباب بلاطة" في نابلس، خرق واضح للقانون الدولي ولشعار "فيفا" الذي يؤكد "الحق في اللعب للجميع."
وأكد البيان أنّ تذرّع سلطات الاحتلال بالأسباب الأمنيّة، ما هو إلا "غطاء لسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها ضد سكان قطاع غزة."
وكان من المُقرر أن تجري مباراة إياب في الأوّل من تموز/يوليو الماضي، عقب التعادل الذي حققه الفريقين الفلسطينيين في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب رفح البلدي جنوبي قطاع غزة في نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي.
حيث تقام في كل عام سلسلة مباريات في بطولة كأس قطاع غزَّة والضفة الغربية، من أجل اختيار الفائز في كلتا المنطقتين، تمهيدًا لمباراة نهائية تجمع الفريقين الفائزين لتحديد هوية حامل بطولة كأس فلسطين المعترف بها من قبل "فيفا".
وأوضح البيان أنّ "القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على تنقل الرياضيين الفلسطينيين في ازدياد"، ووفق توثيق مراكز حقوقيّة محليّة اطّلع عليها الأورومتوسطي منع الاحتلال بعثة ألعاب القوى الفلسطينية من المشاركة ببطولات خارجية، وتكرر الأمر مع بعثة منتخب الكرة الطائرة أيضاً.
في سياق آخر، نشر معهد أبحاث الأمن القومي في "جامعة تل أبيب"، يوم الثلاثاء تقريراً عن رفض لاعبين من دول عربية وإسلامية منافسة لاعبين "إسرائيليين"، مُعتبراً أنّ ذلك يأتي في إطار "نزع الشرعيّة عن إسرائيل"، باعتبار أنه يتم التعبير عن صورة دولة في الحلبة الدولية من خلال المجال الرياضي أيضاً.
وأضاف التقرير أنّ "منظمات مثل BDS تحاول أن تعبر وتوجه انتقادات ضد سياسة إسرائيل بواسطة معارضة إشراك رياضيين من إسرائيل في مباريات، وتعكس ذلك محاولات لإلغاء أحداث رياضية يفترض أن تجري في إسرائيل."
ويُشير التقرير إلى أنّ "إسرائيل تُحاول محاربة هذه الظاهرة، وتنجح بذلك في غالب الأحيان، وحالياً من خلال التعاون مع دول ومنظمات رياضية في أنحاء العالم، وتعتبر هذا النشاط هام لأنّ رافعة الرياضة الدولية تتوجه إلى جماهير واسعة، ليس أقل وربما أكثر من الحلبة الدبلوماسية الدولية."
كما بيّن التقرير أنّ هناك استنتاجين مركزيين ينتجان عن أحداث كهذه "الأول، أنه على ما يبدو ما زلنا في عصر تُسيطر فيه على الساحة الرياضية جهات قوانين دولية ملتزمة بالمُثل الرياضية. لذلك ، فإنه في العالم الغربي وفي العالم العربي على حد سواء يتم تنفيذ القرارات التي تؤثر على الرياضيين الإسرائيليين وتعكس مكانة إسرائيل الدولية على ضوء حملات إعلامية سلبية وصاخبة، في نهاية الأمر بواسطة مسؤول معين أو مجمعة صغيرة من المسؤولين."
أما الاستنتاج الثاني، هو أنّ "حركة BDS تقوم بدور من وراء الكواليس، وجهودها تكاد لا تحقق نتائج فعلية في الحلبة الرياضية. ورغم ذلك، لا يعني ذلك أنّ الحملات لن تستمر أو لن تنجح في حصد ثمار في المستقبل."
واستنتج مُعدّو التقرير أنّ "على إسرائيل السعي من أجل تنمية علاقات عمل جيّدة مع المسؤولين الذين يتخذون القرارات في الحلبة الرياضية، وذلك لسببين: الأول هو أنّ اتحادات رياضيّة رسميّة وسلطات دول أثبتوا أنهم مخلصون للروح الرياضية، التي تسمح للرياضيين الإسرائيليين بالمنافسة تحت العلم القومي الإسرائيلي تماماً مثل زملائهم في المباريات، ومثلما ثبت في حالات الإمارات وإسبانيا وماليزيا."
وتابع التقرير أنّ السبب الثاني "الأفضليات التي تُرافق استضافة أحداثاً رياضية دولية، أي أنّ القرار في نهاية الأمر يُحسم وفق المقترحات المنافسة المُقدّمة إلى اتحادات الرياضة الدولية، مثل فوز إسرائيل بمقترح استضافة بطولة أوروبا في كرة القدم حتى سن 21 عاماً، في العام 2013، التي يميلون إلى ربطها بعلاقات العمل بين رئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي السابق، أفي لوزون، مع رئيس الفدرالية الأوروبية السابق، ميشيل بلاتيني."
كما أوصى التقرير بأنه من أجل التمكّن من استضافة مباريات دولية في المستقبل، ينبغي زيادة ميزانية وزارة الثقافة والرياضة لدى الاحتلال، والتي تُشكّل حالياّ (0.03) بالمائة من الموازنة العامة، وهذه نسبة مُتدنية للغاية قياساً بمنظمة دول التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
ودعا التقرير الكيان بمساعدة لاعبين غير دوليين، إلى زيادة الجهود الاستباقية التي يُمارسها الاحتلال بواسطة استخدام حقائق بسيطة من عالم الرياضة ومن شأنها أن تدل على أنه مجتمع ديمقراطي وتعددي، وهي ميزة تنفيها BDS بشكل استراتيجي ومنهجي في حملاتها.
وختم التقرير توصياته بأنّ على الكيان مواجهة حملات BDS سلبية بواسطة مجتمعات مدنيّة تُقدّم الدعم للكيان، وينبغي القيام بذلك كرد فعل على أنشطة نزع شرعيّة غايتها وصم الكيان، مثلما حدث في مباريات تورينتو وبوما في ألمانيا، في حزيران/يونيو الأخير، وبصورة وقائية، بواسطة بناء شرعية مستقلة لها هدف طويل الأمد بتجنيد أحداث رياضية من أجل بناء جسور، مثلما حدث في مباراة ركوب الدراجات، بمبادرة Torah Academy الذي جرى في تموز/يوليو الماضي، حسب التقرير.