فلسطين المحتلة - وكالات
شهدت الخليل المُحتلّة اقتحام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الصهيوني رؤوفين ريفلين للحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة، الأربعاء 4 أيلول/سبتمبر، برفقة عدد من وزراء الاحتلال وانتشار واسع لقوات الاحتلال.
واندلعت مواجهات عنيفة في مناطق بالخليل المُحتلّة بالتزامن مع اقتحامات قادة الكيان الصهيوني للحرم الإبراهيمي، في ذكرى ثورة البراق، حيث يأتي الاقتحام في مُحاولة نتنياهو لكسب أصوات المستوطنين في الانتخابات المُقبلة خلال الشهر الجاري.
وخلال الاقتحام، قال نتنياهو على مدخل الحرم الإبراهيمي "لن تكون هذه المدينة نظيفة من اليهود، وسنبقى في الخليل إلى الأبد"، وتابع "جئنا إلى الخليل من أجل التوحّد مع الذاكرة، لقد جئنا للتعبير عن النصر"، وفي إشارة إلى الثوّار الفلسطينيين خلال أحداث ثورة البراق، قال "كانوا على يقين أنهم اقتلعونا من هذا المكان، مرة واحدة وإلى الأبد، لقد ارتبكوا خطأً مريراً."
واقتحم الرئيس الصهيوني ريفلين الحرم الإبراهيمي وسط إجراءات أمنيّة مُشددة، قبيل اقتحام نتنياهو بساعات، وقال خلال الاقتحام إنّ "الخليل ليس عائقاً أمام السلام، الأمر متروك لنا ومُعلّق برغبتنا، الأمن من نصيبنا واليهود عادوا إلى أرض آبائهم، وعلى إسرائيل بناء أحياء استيطانيّة جديدة في المنطقة."
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت المحال التجاريّة في البلدة القديمة من مدينة الخليل وقامت بإخلاء كافة المدارس فيها، وسط تشديد إجراءاتها القمعيّة بحق المواطنين على الحواجز المُنتشرة وسط البلدة، تمهيداً لاقتحام نتنياهو.
وفي تصريح الرئاسة الفلسطينية، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إنّ اقتحام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس الكيان رؤوفين ريفلين، لمدينة الخليل، يُشكّل تصعيداً خطيراً واستفزازاً لمشاعر المُسلمين، ويأتي في سياق استمرار الاعتداءات على المُقدسات الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس المُحتلة أو مدينة الخليل.
وأضاف أبو ردينة، في بيانٍ صحفي، الأربعاء، "نحذر من التداعيات الخطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتنياهو، لكسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي، وضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف."
وتابع: "نُحمّل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها"، مؤكداً ضرورة تدخل المجتمع الدولي، خاصة منظمة "اليونسكو"، لوضع حد للانتهاكات "الإسرائيلية" ضد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها، باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي.
من جانبه، قال مدير أوقاف الخليل، حفظي أبو سنينة، إنّ قوات الاحتلال أغلقت "اليوسفية التحتا" التي تضم مقام النبي يوسف، وعززت من إجراءاتها العسكرية، منذ ساعات الصباح الباكر، وأخضعت المواطنين والمصلين لعمليات تفتيش دقيقة عبر البوابات والحواجز المؤدية للحرم، لمنعهم من الوصول إليه.
وطالبت أوقاف الخليل المواطنين بشد الرحال إلى المسجد الإبراهيمي والتواجد داخله، للتصدي لاقتحامه من جانب نتنياهو، فيما قام المواطنون بالاحتشاد والرباط في الحرم الإبراهيمي، حيث أدوا صلاتي الظهر والعصر فيه.
وقام جيش الاحتلال باستنفار قواته ونصب خيام في تل الرميدة ومحيط المسجد الإبراهيمي، وتشديد الإجراءات العسكرية، تمهيداً لزيارة نتنياهو خلال ساعات اليوم الأربعاء.
واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أنّ مشاركة نتنياهو في اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، جزء من المخطط التهويدي الذي يستهدفه أولاً، واستكمالاً لعملية سلخه عن عروبته ثانياً، وشاهداً حياً على عنصرية الاحتلال وتطرفه أخيراً.
كما أكدت أنّ عمليات الاقتحامات للحرم الإبراهيمي بشكلٍ عام، ومشاركة نتنياهو اليوم بشكلٍ خاص، هو إصرار "إسرائيلي" على السياسة الاستفزازية التي تنتهجها حكومة الاحتلال، مُشيرةً إلى "أنّ هذا التدنيس والانتهاك لحرمة المقدسات ليس الانتهاك الأول، بل هو خطوة من خطوات تهويده.
فيما أصدر "تجمّع المدافعين عن حقوق الإنسان" بياناً طالب من خلاله أهالي الخليل بالتعبير عن رفضهم وغضبهم لزيارة نتنياهو إلى الخليل، باعتبار الزيارة داعمة للمستوطنين، ورسالة تستهدف التّأكيد على يهودية المدينة.
ودعا البيان سكان البلدة القديمة وشارع الشهداء وتل الرميدة وواد الحصين ومنطقة حارة جابرة والسلايمة وواد الغروس برفع الأعلام الفلسطينية على أسطح البيوت.