الكيان الصهيوني – وكالات
أظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في انتخابات الكنيست تعادل حزب "ليكود" اليميني برئاسة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ومنافسه حزب "أزرق أبيض" (كاحول لافان) برئاسة رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، بيني غانتس.
وقالت لجنة الانتخابات إنه بعد فرز 92% من الأصوات حصل كل من "ليكود" و"كاحول لافان" على 32 مقعداً.
وحلت القائمة المشتركة، المؤلفة من تحالف يضم أربعة أحزاب عربية، ثالثاً بحصولها على 12 مقعداً، فيما حصل حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة، أفيغدور ليبرمان، على تسعة مقاعد، كما حصل حزب "شاس" اليميني على تسعة مقاعد أيضاً.
وحصل حزب "يهدوت هتوراة" اليميني على 8 مقاعد، وتحالف "يميناه" 7 مقاعد، حزب "العمل" اليساري على 6 مقاعد، و"المعسكر الديموقراطي" 5 مقاعد، فيما لم يتجاوز حزب "عوتسماة يهوديت" اليميني المتطرف نسبة الحسم، وخسر الانتخابات.
وبذلك، لن يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة من دون حزب "إسرائيل بيتنا"، إذ حصل تكتل "اليمين" على 56 مقعداً، وتكتل "اليسار" على 55 مقعداً، وبالتالي يبقى حزب ليبرمان "بيضة القبان" التي ترجح كفة تكتل على آخر.
نتنياهو.. لتشكيل حكومة صهيونية
وألقى نتنياهو، أطول رؤساء وزراء الاحتلال بقاء في السلطة، كلمة ارتشف خلالها الماء مراراً، ولم يعلن فوزه كما لم يقر بالهزيمة، قائلاً، بصوت مبحوح، إنه سينتظر فرز الأصوات، وذلك على عكس الانتخابات السابقة، التي سارع فيها إلى إعلان فوزه بالانتخابات قبل ظهور النتائج الرسمية.
وأضاف نتنياهو أمام حشد من أنصاره في تل أبيب أن أمام كيانه تحديات وفرصاً عديدة، أبرزها "الخطة الأمريكية للسلام والخطر الوجودي الذي تشكله إيران"، مشيراً إلى أن هذا يتطلب "تشكيل حكومة صهيونية قوية ومستقرة وملتزمة تجاه الدولة اليهودية".
وأردف: " لن تكون هناك ولا يمكن أن تكون هناك حكومة تعتمد على أحزاب عربية معادية للصهيونية".
غانتس: نتنياهو فشل في مهمته
غانتس، الذي بدا أكثر تفاؤلاً من نتنياهو، قال إن تحالفه أنجز المهمة وإن نتنياهو قد فشل في مهمته، مشيراً إلى أنه بدأ الاتصالات مع الأحزاب من أجل تشكيل حكومة وحدة، موضحاً أنه سينتظر إعلان النتائج الرسمية النهائية.
واستبعد غانتس الدخول في حكومة مع نتنياهو إذا ما أثبتت اتهامات بالفساد ضد الأخير.
ليبرمان يجدد دعوته لتشكيل حكومة وحدة
كرر ليبرمان، اليوم الأربعاء، دعوته لتشكيل "حكومة وحدة".
وحث زعيمي "ليكود" و"أزرق أبيض" على الاجتماع، يوم الجمعة المقبل، لتشكيل حكومة وحدة مشتركة بينهما.
وقال ليبرمان للصحفيين، "هناك خيار واحد فقط، وهو حكومة وحدة وطنية، حكومة ليبرالية موسعة ولن ننضم إلى أي حكومة غيرها".
وأضاف، "على جميع الأصعدة سواء الاقتصادية والأمنية نحن في حالة طوارئ.. ولهذا فالدولة في حاجة لحكومة موسعة لا حكومة تصارع من أجل نجاتها أسبوعاً بعد أسبوع ومن سحب ثقة إلى آخر".
القائمة المشتركة: انتهى عهد نتنياهو
إلى ذلك، قال رئيس "القائمة المشتركة"، أيمن عودة، "إن الجماهير العربية التي حرض ضدها نتنياهو هي التي أطاحت به وبحكمه وأصبحت القوة الثالثة في البرلمان".
وتابع: "أكدنا منذ البداية، أن ردنا على التحريض الموجه والعنصرية التي أظهرها نتنياهو ستكون في الصناديق، وهذا ما حصل".
وأضاف: "نحن بأصواتنا نمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة وأنهينا حقبته وانتصرنا على صفقة القرن".
إلى ذلك، اعتبر رئيس قائمة التجمع الوطني الديمقراطي والمرشح الثاني في القائمة المشتركة، النائب إمطانس شحادة، أن هذه النتائج التي أظهرت تراجعاً لقوة اليمين وفشل حزب "عوتسما يهوديت" الكاهاني في تجاوز نسبة الحسم، ما يبشر بنهاية عهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
و توقع شحادة أن "تكون المرحلة المقبلة، مرحلة جديدة من العمل السياسي الجماعي للأقلية العربية الفلسطينية في الداخل".
إلا أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انتقدت بعض الأحزاب العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وقالت: "إن نتائج انتخابات الاحتلال بغض النظر عن تقدم هذا الحزب أو ذاك لن تُغَيِر من واقع الاحتلال شيئاً على الأرض، فالأحزاب الصهيونية وبرامجها على عداء مطلق مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية".
وأضافت الجبهة، في بيان لها "أنه لا اختلاف في برنامج المجرم نتنياهو عن القادة المجرمين والملطخة أيديهم بدماء شعبنا مثل غانتس أو باراك أو ليبرمان وحتى حزب ميرتس الذي يتقاطع مع اليمين الصهيوني بخصوص تهويد القدس والاعتراف بيهودية الدولة وإنهاء قضية اللاجئين، فهناك إجماع داخل هذه الأحزاب على تصفية حقوق شعبنا".
وأعربت الجبهة عن أسفها "لعدم استخلاص الأحزاب العربية في الداخل، العبر من التجارب المريرة الماضية والتي لم تجنِ من ورائها أي حقوق، ولم تستطع أن تغير من الواقع المعيشي لجماهير شعبنا في الداخل المحتل والذي انتشرت فيه معدلات الجريمة والفقر، وذلك نتيجة تصاعد السياسات والإجراءات العنصرية بحق الجماهير العربية، وفي مقدمتها إقرار قانون القومية العنصري".
وحذرت الجبهة "من النتائج الوخيمة في حال انضمام القائمة العربية المشتركة إلى قوائم صهيونية، حيث يعتبر ذلك سابقة خطيرة في نضالنا الوطني".
كما دعت الجبهة "قيادة السلطة إلى عدم إشاعة الأوهام من حدوث أي تغيير في التركيبة السياسية داخل الكيان، أو إمكانية وجود طرف إسرائيلي جاهز للمفاوضات والتسوية، فلا فرق بين الليكود وأزرق أبيض وحزب العمل، فمسيرة ربع قرن من السير في اتفاقية أوسلو الكارثية أثبتت أن الأحزاب الصهيونية استغلت التسوية من أجل فرض سياساتها العدوانية على الأرض".
الانتخابات الإسرائيلية.. تنافس على معاداة الفلسطينيين لكسب أصوات الناخبين
وأجمعت الأحزاب اليهودية على أسس أربعة: "القدس الموحدة عاصمة إسرائيل"، عدم العودة إلى حدود 1967، الرفض القاطع لعودة للاجئين الفلسطينيين، وتتجه أغلبها إلى وجوب ضم الكتل الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
وخاض حزب "ليكود" الانتخابات على أساس برنامج يميني متشدد تتصدره وعود نتنياهو بضم الأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت (تبلغ مساحتها 30% من مساحة الضفة)، ومناطق حيوية أخرى في الضفة الغربية.
كما أنه، وفي زيارة إلى مدينة الخليل مطلع الشهر الحالي، قال نتنياهو إن المدينة "ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد".
وتعهد في مقابلة إذاعية بـ "ضم البلدة القديمة من مدينة الخليل ومستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي المدينة في حال إعادة انتخابه"، مشيراً إلى أنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ورفضه حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وإصراره على أن تكون القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة للكيان الإسرائيلي.
وسبق لنتنياهو أن أكد رفضه قيام دولة فلسطينية، واقترح، بدلاً عنها، أن يكون للفلسطينيين كيان "أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي".
أما البرنامج السياسي لحزب "أزرق أبيض"، فنص على التمسك بـ "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل" واستمرار السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن وضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، مع الاستعداد للدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين على أن يتم عرض أي اتفاق يتم التوصل إليه على استفتاء عام.
وأكد قياديو الحزب في أكثر من مناسبة رفضهم حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
يتطابق ذلك مع برنامج حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان، الذي نص على التمسك بـ "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل"، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين أو العودة إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.
ودعا ليبرمان إلى حل يستند إلى "التبادل السكاني"، بحيث يتم "ضم مدن المثلث إلى الكيان الفلسطيني، على أن يتم ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل"، مقترحاً أن يكون تطبيع الدول العربية علاقاتها مع الاحتلال، مدخلاً لـ "سلام" محتمل مع الفلسطينيين.
حزبا "إلى اليمين" و"عوتسما يهوديت" اشتركا في "وجوب ضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية إلى إسرائيل"، بل زادا على ذلك بالدعوة إلى "طرد الفلسطينيين باعتبار الضفة الغربية جزءاً من أرض إسرائيل".
كما توافق حزبا "شاس" و"يهودوت هتوراه" المتطرفيْن على اعتبار "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل" ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض العودة إلى حدود 1967 مع دعم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
واعتبرت حركة "شاس" الكيان الإسرائيلي "دولة للشعب اليهودي وتتطلع إلى جمع اليهود من جميع أنحاء العالم في إسرائيل"، فيما يركز حزب "يهودوت هتوراه" في برنامجه على القضايا التي تهم المتطرفين اليهود، فيدافع عن رفض مشروع قانون التجنيد.