مخيم اليرموك – خاص
يعمل ابن مخيّم اليرموك الفنان، سعيد غنيم، في أحد المحال المدمرة بمخيّم اليرموك جنوبي دمشق، ليجسّد بذلك عنوان مشروعه الفنّي "أمل من تحت الركّام"، وهو عبارة عن لوحات ومجسّمات فنيّة تحاكي منازل الفلسطينيين في عهد الاحتلال الإنجليزي، وتراثهم الخالد.
لوحات ومجّسمات، صنعها غنيم من مخلّفات الدمار الذي حلّ على المخيّم، أعاد تدويرها وخلق منها مشهد يعاكس بشاعة الخراب، في محاولة وكأنها إعادة تدوير للأمل، "حيث كان المخيّم معبر الأمل لفلسطين الحبيبة"، كما عبّر سعيد غنيم في حديث مع " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
يلملم غنيم ما تيسّر من أخشاب وأحجار و مخلّفات من تحت الركام، لتوظيفها في أعمال فنيّة مبهرة تجسّد التراث الفلسطيني، استطاع من خلالها قول ما يريد أن يقوله: "نحن متمسكون بتاريخنا وحقّنا بالعودة إلى فلسطين، بعد أن تآمر علينا الكون لإسقاط حقّ العودة"، حسبما قال غنيم لـ"بوابة اللاجئين".
ويحاول غنيم عبر فكرته ومشروعه، إثبات أنّ الشعب الفلسطيني دائم القدرة على العطاء، وأنّه شعب قادر على بناء ما تهدّم في الحرب، لذلك عمد على أن تكون كافة مواده من مخلّفاتها، التي حوّل قسوتها إلى لوحات تعيد للأمل لمعانه في أعين الناظرين.
ويستعد غنيم لافتتاح معرضه الأوّل داخل مخيّم اليرموك، فور الحصول على موافقة أمنية بذلك، وفق ما قال لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، معبّراً عن أمله بعودة الأهالي في القريب العاجل إلى مخيّمهم، الذي طالما كان عاصمة للشتات الفلسطيني ومواهبه وابداعاته وطاقاته الخلّاقة.
يذكر أنّ الفنان سعيد غنيم من مواليد 1976، يعمل اختصاصي تصميم أزياء ومنسّق مناظر في الدراما التلفزيونية والسينما السوريّة، فضلاً عن خوضه تجارب تمثيل في العديد من الأعمال السوريّة، وكسواه من فنانين ومبدعين في الشتات الفلسطيني في سوريا، يواصل اجتراح الأمل في البناء والعودة، معبّراً عن ذلك بما لديه من أدوات وأفكار وحسّ ابداعي.