الخليل – خاص
نظّمت فعاليات مُخيّم الفوّار للاجئين جنوبي الخليل بالضفة المًحتلّة وقفة احتجاجيّة، أمام مكتب التربية والتعليم في مدينة الخليل، احتجاجاً على ما وصفوها بسياسة المُماطلة والإهمال لمطالبها المتمثلة ببناء مدرسة ذكور لطلاب المُخيّم.
فطلاب مدرسة ذكور شهداء الفوار التابعة لوزارة التربية والتعليم في حكومة السلطة الفلسطينية يستقبلون عامهم الجديد بنفس الألم الذي عاشوه خلال الـ 13 سنة الماضية.
لذا شارك العشرات منهم في الوقفة، إلى جانب فعاليات المُخيّم وجمعيّة شؤون التعليم في المُخيّم، حيث طالب المُعتصمون وزير التربية والتعليم بإنصاف أبناء المُخيّم وبناء مدرسة تليق بالطلاب، وكُتب على لافتات: "ألا يكفي 13 عاماً من الإهمال لأبناء المُخيّم وهم يدرسون تحت جامع المُخيّم؟".
ويصف رئيس جمعية شؤون التعليم الخيرية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "مبنى مستأجر تحت المسجد، غرفٌ ضيقة، وأكثر من ذلك، لا ملاعب للطلاب الذين يبلغ عددهم حوالي 300 طالب".
وينقل الطالب، محمد أبو ربيع، ما يشعر به الطلاب في الصفوف قائلاً: "لا يوجد تهوية ولا حتى أدنى مقومات التعليم الصحيح.. كيف سيكون شعورك إذا وضعت بين أربع جدران؟، ستختنق وتفقد عقلك"، ويضيف: "هذه المدرسة كالقبر ونحن مدفونون فيها".
كما تحدّث بعض الطلاب عن ظروف المدرسة غير الصحيّة وعدم توافر الإمكانيّات العلميّة والمُختبرات، نظراً لصغر حجم المدرسة والصفوف وعدم وجود ساحة مُتنفس للطلبة، وكذلك عدم توافر ملعب لمُمارسة الرياضة، ووجود مصنع مُلاصق لسور مدرسة الجامع، ما يُسبب إزعاجاً للطلبة والتأثير على تركيزهم.
من جانبه، أكّد مدير التربية والتعليم في جنوب الخليل، خالد أبو شرار، أنه أرسل خطابات عاجلة إلى وزير التربية والتعليم، مُطالباً بسرعة العمل على توفير داعمين لبناء مدرسة لطلبة المُخيّم، وأنّ التربية والتعليم تسعى بشكلٍ دائم ومتواصل لإنجاز مشروع بناء مدرسة ذكور شهداء الفوّار الثانويّة، وأنّ سبب التأخير هو الأزمة الموجودة حالياً وعدم وجود داعمين في الوقت الحالي.
وفي هذا السياق، طالبت فعاليات ومؤسسات المُخيّم مدير التربية بزيارة المدرسة، للاطّلاع على حجم المأساة التي يعيشها الطلبة داخل غرفهم الصفيّة.
هذا وأشار أمجد النجار، مدير نادي الأسير الفلسطيني، وهو من سكان المُخيّم، إلى أنّ الحكومات الفلسطينية المُتعاقبة تتحمّل المسؤولية الكاملة عن عدم بناء مدرسة لأبناء مُخيّم الفوّار، حيث على مدار (13) عاماً وهم يسمعون الوعود التي لم تُنفذ، حيث زار المُخيّم رئيس الوزراء الأسبق، رامي الحمدلله، ووعد أن يكون بناء المدرسة أولويّة وخلال فترة قريبة دون أن يكون هناك نتائج.
وأوضح أنّ بيئة المدرسة غير صحيّة بتقريرٍ رسمي جاء من لجنة من وزارة الصحة والتربية والتعليم، حيث أنّ التهوية في الغُرف الصفيّة ضعيفة وغير صحيّة، بالإضافة لعدم توافر ساحة ترفيه للطلاب أو أي مرافق أخرى.
وطالب النجار رئيس الوزراء، محمد اشتيّة، بتلبية مطالب أبناء المُخيّم وإعطاء قرار للبدء بتنفيذ بناء مدرسة ذكور شهداء الفوّار الثانويّة، علماً بأنّ الأرض موجودة وتبرّع بها المرحوم الحاج، محمد أبو تركي، أبو حمد، وقد أصبحت المدرسة في ملكيّة وزارة التربية والتعليم.