الإعلام الاجتماعي – خاص
لم تنحصر فرحة نجاح العملية الديمقراطية في تونس و فوز المرشح المستقل، قيس سعيّد رئيساً، داخل تونس وحدها، بل كانت الفرحة العربية، والفلسطينية تحديداً، عارمة.
سعيّد، رجل القانون، ابن الطبقة الوسطى، والمتحدث الطليق باللغة العربية، أعلن مساء أمس الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019، فوزه برئاسة تونس في المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها مع رئيس حزب "قلب تونس"، نبيل القروي.
رفض قاطع للتطبيع
سعيّد، الذي عرفه التونسيون بتقشفه وتواضعه وصرامته، كما تحدثت كثير من وسائل الإعلام المحلية، اجتاحت مواقفه من القضية الفلسطينية، خلال المناظرة التلفزيونية بينه وبين القروي، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلن بشكل صريح رفضه القاطع للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً أنها جريمة وخيانة عظمى.
وشدد أن العرب يعيشون "حالة حرب مع كيان محتل وغاصب"، متعهداً بمنع حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخول تونس.
فلسطين حاضرة في خطاب الفوز
لم تقتصر مواقف سعيّد الداعمة لفلسطين على المناظرة فحسب، بل حرص الرئيس التونسي خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه فوزه على تجديد تعهداته بالعمل على دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
بل وعبّر عن أمنيته في أن يكون العلم الفلسطيني حاضراً جنباً إلى جنب مع العلم التونسي.
فرحة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي
ولم تكد أنباء فوز سعيّد بالانتخابات تتداول، حتى عمّت التغريدات والمنشورات الاحتفالية والمهنئة للتونسييين مواقع التواصل الاجتماعي.
النموذج التونسي الرائد
لا شك، أن المواطنين العرب، ومنهم الفلسطينيون، يتطلعون إلى النموذج التونسي باعتباره رائداً ومثالاً يحتذى في تجارب الحكم في المنطقة، الذي من أجله انطلقت الثورات في العالم العربي.
فالفلسطينيون، وخصوصاً اللاجئين منهم، محرومون من أي دور سياسي منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وخصوصاً عقب توقيع اتفاق أوسلو بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي.
فالمجلس الوطني، السلطة التشريعية العليا وأحد أبرز الأجهزة الإدارية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لا يستخدم الانتخاب المباشر كأداة للتمثيل فيه بحجة الصعوبات التقنية بشكل أساسي، علماً بأن المادة الخامسة تنص أن التمثيل يتم بالانتخاب المباشر، وبذلك استمر وجود المجلس الوطني بلا انتخابات وبالتعيين من قبل الأحزاب والفصائل والاتحادات لنحو عقدين.
وتأسس المجلس الوطني الفلسطيني عام 1948 بجهود قام بها الحاج أمين الحسيني، ومنذ ذلك التاريخ عقد 22 دورة فقط، على الرغم أن نظامه الأساسي ولائحته الداخلية تنصان على أن ينعقد مرة كل عام، ويمكن أن يعقد في العام الواحد أكثر من دورة لظروف استثنائية.