دعاء عبد الحليم – بيروت
ينتظر الطلاب الفلسطينيون في لبنان قرار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "أكرم شهيب" بفتح المدارس في البلاد لمتابعة العام الدراسي، بعد إغلاقها مدة أسبوعين بسبب الحراك الاحتجاجي الذي أدى إلى قطع الطرقات وتوقيف الحياة العامة، وهو القرار الذي التزمت به مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، حفاظاً على سلامة وأمن الطلاب والكادر التعليمي.
و قال رئيس برنامج التربية والتعليم في الوكالة بلبنان، سالم ديب، إن "أونروا" فتحت مدارسها فقط داخل المخيمات ليس للتعليم وفق المنهاج، ولكن لنشاطات ترفيهية للطلبة في مرحلة التعليم الأساسي، حيث أن المخيمات تفتقر إلى مساحات للأطفال لممارسة الألعاب الرياضية والترفيهية، وكون الطلاب الصغار لم يتمكنوا خلال الفترة الماضية من الخروج من المخيم. وأضاف ديب لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين أنه بالتساوق مع النشاطات الترفيهية يتم تقديم دعم دراسي لطلاب الصف شهادة التعليم الأساسي "البريفيه"، مؤكدا أن هناك خطة ستكون جاهزة لتعويض كل أيام العطل لكل الطلاب في جميع مراحل الدراسة حين تعود الأمور إلى طبيعتها.
من جهته، رأى رئيس الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، علي هويدي، أن التعويض يجب أن يسير على خطين متوازيين هما التعويض النفسي والتعويض التعليمي.
وبحسب هويدي، فإن الدعم النفسي للطلاب، لا سيما الصغار منهم، مهم جداً للتخفيف من حدة التوتر الذي عاشوه خلال الفترة الماضية، التي لم يستطيعوا خلالها الخروج من منازلهم ومخيماتهم، وللتخفيف من أثر المشاهد التي رؤوها على شاشات التلفاز، وأهمها يوم الثلاثاء 29 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حين تم الاعتداء على المتظاهرين في جسر الرينغ وساحة الشهداء.
ويضيف هويدي أن التعويض التعليم بحاجة إلى تقدير موقف من إدارة التعليم، ويمكن اللجوء إلى استدعاء الطلاب خلال أيام العطل أو زيادة الحصص اليومية بشكل عام، وخصوصاً لطلاب الشهادة الثانوية، كما يمكن استثمار عطلة الشتاء المقبلة في عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية لتعويض ما تأخر عنه الطلاب في المنهاج الدراسي.
وعلى ما يبدو فإن ما يخفف آثار إغلاق مدارس "أونروا" هو اعتماد الغالبية العظمى من الطلاب على المعاهد الخاصة في متابعة دراستهم، وهي ظاهرة باتت منتشرة بكثرة في أوساط الطلاب، ويعزوها الأهالي إلى قصور في الأداء التعليمي لمدرسي الوكالة.
الطالبة في الثالث ثانوي، آلاء عسيلي، قالت إن غيابها وزملاءها عن المدرسة إلى الآن لم يؤثر سلباً على مسيرتهم التعليمية لأنهم يتابعون الدراسة في المعهد وفق خطة دراسية ممنهجة، لكنّها أشارت إلى أنه في حال طال الغياب فإن هذا بالتأكيد يؤثر عليهم.
ولذلك طالَب طالب علوم الحياة، عمر، إدارة مدرسته عند عودة الدوام بتكثيف الدروس خصوصا الأساسية منها من خلال حصص إضافية في أيام العطل المقبلة.
دعوة وجهتها أيضا طالبة صف التاسع، ماريا، إلى إدارة مدرستها متمنية أن يكون هناك خطة دراسية في الأيام المقبلة تعوّض ما فاتهم بسبب الغياب، مشيرة إلى أنهم في مركز بيسان التعليمي يواصلون دروسهم.
لكن رغم وجود هذه المعاهد وسعيها الحثيث لتعويض الطلاب وتقويتهم في الدروس إلا أن المدرسة بحسب مدير معهد تقوية راني السعيد هي الأساس ودورهم فقط مكمّل لما يقدّمه الأستاذ في المدرسة.
وأشار السعيد إلى أنهم في المعهد يحاولون قدر المستطاع تمكين الطالب دراسياً ومساعدته لا سيما في هذه الأوقات، لكنه أوضح أن الطالب الذي يعتمد على نفسه فقط، ولا يستطيع التسجيل في معاهد خاصة،لا شك أنه سيتضرر من هذا الغياب.
وهو ما أكدته طالبة الثالث ثانوي، أسماء هنداوي، التي قالت إنها مهما حاولت دراسة المنهاج وتتبعه عبر الانترنت إلا أن ذلك غير كافي وتحتاج بالتأكيد إلى شرح الأستاذ.