تركيا / الشمال السوري
غادرت عشرات العوائل الفلسطينية اللاجئة من سوريا إلى تركيا مدينة اسطنبول إلى ولايات أخرى أو إلى االشمال السوري.
ولم يتسن لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين التأكد من عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين رحلوا إلى الشمال السوي لعدم امتلاكهم بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك) نظراً لأن المنطقة تقع سيطرة المعارضة السورية المسلحة التي لا تفصح عن أعدادهم لا سيما وأنها تعتقل كل من يعود من تركيا، وتفرج عن بعضهم لاحقاً.
ولكن مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري أكد أن الأشهر الأخيرة شهدت ترحيل العشرات من الفلسطينيين إلى المنطقة على شكل مجموعات، رغم أن بعضهم يملك بطاقة الحماية المؤقتة، مضيفاً أن السلطات التركية أجبرتهم على التوقيع على أوراق يقرون فيها أنهم عادوا إلى سوريا طوعاً .
وتشهد منطقة الشمال السوري توتراً عسكرياً وأمنياً وقصفاُ يطال المدنيين ما يهدد فعلياً حياة آلاف اللاجئين الفلسطينيين- أي ما يعادل تقريباً ستمائة عائلة- الذين هجروا من مخيماتهم في دمشق وريفها ودرعا.
وكانت وزارة الداخلية التركية قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2019 ان ما يقارب 100 لاجئ سوري كانوا يقيمون قي اسطنبول ويحملون بطاقات حماية مؤقتة " الكمليك" من ولايات اخرى غادروها منذ يداية شهر تموز /يوليو 2019 بعد إعطائهم مهلة من قبل السلطات التركية للمغادرة إلى الأقاليم المسجلين فيها.
وقالت السلطات التركية في وقت سابق من الشهر الماضي تشرين الأول /أكتوبر انه يتعين على السوريين غير المسجلين في مدينة إسطنبول ولايحملون بطاقة الحماية المؤقتة "الكمليك" صادرة عن اسطنبول مغادرتها الى الاقاليم المسجلين فيها وإلا واجهو خطر الترحيل القسري بعد نهاية الشهر الماضي.
وشملت الحملة التي شنتها السلطات التركية مئات الفلسطينيين الفارين من الحرب بسوريا، والذين ناشدوا سفارة السلطة الفلسطينية في أنقرة لتسوية أوضاعهم القانونية، والطلب من الجانب التركي أن يراعي أوضاعهم كونهم لاجئين أساساً في سوريا، ولا تعتبر سوريا موطنهم الأصلي، لكن لم تجد مناشداتهم أي صدى رغم تحركات فعلية من قبل السفارة لم تثمر .
واجتمع سفير السلطة الفلسطينية في أنقرة فايد مصطفى اجتمع مع والي اسطنبول والسلطات التركية في آب/ أغسطس الماضي، وقال في حديث مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن السفارة طرحت مشكلة وجود اللاجئين الفلسطينيين في تركيا على المسؤولين في اللقاء، وبيّنت أسباب خروجهم من سوريا وقدومهم إلى تركيا، وأعدادهم التقريبية، والظروف العامة التي يعيشونها وخصوصية حالة اللجوء الفلسطيني، حيث تحاول السفارة قدر الامكان مخاطبتهم، من أجل استثناء اللاجئين الفلسطينيين من إجراءات السلطات التركية والتي تهدف إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية في إسطنبول، وترحيل المخالفين من اللاجئين إلى بلدانهم، خصوصاً، أن أعداد فلسطينيي سوريا ليست بالأعداد الكبيرة مقارنةً مع أعداد اللاجئين من جنسيات أخرى، حيث يسهل اتخاذ إجراءات خاصة بهم للمعالجة.
وأوضح مصطفى، أن حديثاً دار مع المسؤولين الأتراك حول مراعاة خصوصية وضع اللاجئين الذين لا يمتلكون بطاقة الحماية المؤقتة "كمليك"، والذين يمتلكون هذه البطاقات ولكنها صادرة عن ولايات أخرى غير إسطنبول، وتجنيبهم الضرر من هذه الإجراءات.
ولكن بعد مرور أشهر على ذلك اللقاء، لم توضح السفارة رد الجانب التركي على طلب السفير، ما استدعى لاجئين فلسطينيين في تركيا إلى توجيه رسالة للسفير مفادها: "بسبب غيابكم عن الساحة وعدم تصريحكم بخصوص نتائج الاجتماع، عدنا إلى دائرة الإحباط وانقطاع الامل والقلق المستمر، بعد أن كنا وجدنا بصيص أمل من خلال لقائكم الأخير، نظراً لاستمرار الحملة الأمنية وعدم استثناء الفلسطينيين منها، بل وتوقيفهم واختفاء بعضهم"
وتجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا يعيشون وضعاً قانونياً مضطرباً نظراً لصعوبة تسوية أوضاعهم القانونية، حيث تتعامل السلطات التركية مع "وثيقة السفر المؤقتة" كوثيقة سورية، لا تنظر لخصوصية وضعهم كلاجئين فلسطينيين في سوريا، الأمر الذي تسببّ بحالة ضبابية في التعامل مع ملف نزوحهم حتى عام 2015.
وأضاف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أنه مايقارب 100 ألف سوري – بينهم فلسطينيون- عادوا إلى الأقاليم التي جاءوا منها ، وأن 200 بالإجمال غادروا المدينة.
ونشرت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تقارير الشهر الماضي تفيد بأن تركيا ترسل اللاجئين السوريين قسراً إلى شمال سوريا. ووصفت وزارة الخارجية التركية المزاعم الواردة في التقارير بأنها "كاذبة".