الوليد يحيى – بيروت
يعيش مئات اللاجئين الفلسطينيين في مبنى "مستشفى غزّة" الواقع في منطقة صبرا بالعاصمة اللبنانية بيروت، تحت
مخاطر تهدد حياتهم بسبب تهتّك البناء، وسقوط أجزاء من سقوف وحداته السكنيّة بفعل الرطوبة، فضلاً عن عشوائيّة التمديدات الكهربائية وتداخلها مع شبكات المياه.
بناء آيل للسقوط، وفق تقديرات سكّانه، المبنية على تحليل لواقع أساساته أجري في العام 2008 من قبل شركة هندسيّة انتدبها المجلس النرويجي لخدمة اللاجئين، والتي أخذت عيّنات من أساسات وجدران المبنى، وخلصت بعد تحليلها إلى إمكانيّة صمود البناء لمدّة 25 عاماً من تاريخ إجراء التحليل.
إلّا أنّ واقع المبنى وما يشهده من تهتّكات وتصدّعات متسارعة بفعل الرطوبة والمياه المالحة، يشي بمدّة أقرب لحلول الكارثة، وفق ما أفاد اللاجئ علاء العلي أحد سكّان المبنى لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأشار العلي إلى أنّ جدران المبنى، تشهد بشكل ملحوظ تقشّرات وتشققات في بنيتها الاسمنتية وتآكلاً لقضبان الحديد بسبب تسرّب المياه المالحة، بفعل تهتّك شبكات المياه التي تسبب فيضانات في سطح البناء، و بدت آثارها واضحة على سقف المبنى بشكل أخص، و تتطلّب معالجات عاجلة قبل حدوث انهيارات.
وتأسس البناء سنة 1976 كمستشفى مملوك لمنظمة التحرير الفلسطينية، قبل أن يتحّول إلى مأوى للمهجّرين إثر حرب المخيّمات في ثمانيات القرن الفائت، ليعاني سكّانه من إهمال وتهميش من قبل المنظمة بحكم ملكيّتها ومسؤوليتها التمثيليّة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، ما بات يجر مآسٍ على السكّان، وتهديد مباشر و متواصل لحياتهم.
أم عصام، إحدى سكّان المبنى، وضحيّة إحدى واقعاته المأساوية، تسببت عشوائيّة التمديدات الكهربائيّة وتداخلها مع شبكات المياه بفقدانها لابنها الذي قضى بصعقة كهربائيّة داخل منزل في البناءه قبل عام، وأوضحت في تقرير مصوّر أجراه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ ابنها قد تعرّض للصعقة فور دخوله إلى منزله بسبب تكهرب الجدران والأبواب بفعل الرطوبة.
وتشير أم عصام إلى أنّ مشكلة الكهرباء، تحيط السكّان بمخاطرها بشكل يومي، وتتوقّع كسواها من سكّان المبنى، مأساة جماعيّة قد تحل بالساكنين في حال استمرّ الحال على ما هو عليه، بفعل المشاكل المرّكبة والمتكاملة مع بعضها البعض، من كهرباء إلى مياه وما تحدثها من تهتّكات قد تطيح بسقف المبنى فوق رؤوس ساكنيه.
شكاوى عديدة، تليت على مسامع فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الذي زار المبنى، تنصبّ حول التهميش الذي يؤلم السكّان، من قبل منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية وكافة المعنيين بأحوال اللاجئين، وخلص إلى تقرير يضيء على واقع الحال.
شاهد التقرير