فلسطين المحتلة
زار وفد رسمي من الكيان الصهيوني دبي، لحضور اجتماع المُشاركين الدوليين في معرض "إكسبو 2020"، تمهيداً لانطلاق المعرض الذي سيُشارك فيه الكيان من خلال جناحه الخاص، وهو أول جناح للكيان في دولة عربيّة.
وكشف حساب "إسرائيل بالعربيّة" التابع لوزارة خارجيّة الاحتلال، عن زيارة الوفد الذي يُمثّل الكيان للإمارات العربيّة المُتحدة، فيما كان الكيان قد كشف الشهر الماضي عن تسجيلٍ مُصوّر حول الجناح الذي ينوي إقامته بعنوان "نحو الغد"، وعمد الاحتلال إلى تجنيد الإعلاميّة لوسي أيوب، والتي خدمت في جيش الاحتلال، لتُقدّم الجناح "الإسرائيلي" وتُمثّل الكيان بلُغتها العربيّة، والتي وردت في التسجيل المُصوّر.
هذا وأجرى مُهندس المشروع "الإسرائيلي"، ديفيد كنفو، سلسلة لقاءات في دبي، حيث أشار إلى أنه زار الإمارات في أيلول/سبتمبر الماضي، وعرض المشروع على إدارة المعرض، كما اجتمع مع شركة بناء لبناء الجناح.
وفي هذا السياق، أصدرت حركة مُقاطعة الاحتلال "BDS" بياناً يوم الأحد الأوّل من كانون أوّل/ديسمبر، جاء فيه "يستمر النظام الإماراتي في التماهي مع نظام الاستعمار الإسرائيلي في ضرب مصالح شعبنا الفلسطيني وأمّتنا العربيّة وتقويض القضيّة الفلسطينيّة، تبعاً لتنسيق على أعلى المستويات بين نظام الإمارات ودولة الاحتلال."
وحسب البيان، إنّ الإعلام الصهيوني أفاد بنيّة الإمارات تحقيق "الحلم الإسرائيلي" بفتح المجال أمام "الإسرائيليين" للدخول إلى الإمارات العربيّة المُتحدة بجوازات سفرهم "الإسرائيليّة" ودون مُعيقات، تزامناً مع معرض "إكسبو 2020" التكنولوجي المُزمع عقده في تشرين أوّل/أكتوبر من العام المُقبل، ويستمر لمُدّة ستة أشهر.
ووفق تصريحات أحد المسؤولين الإماراتيين لصحيفة "يديعوت أحرونوت" التابعة للاحتلال، ستُمثّل الشهور الستة فترةً تجريبيّة للتسهيلات المنوي تقديمها لحملة الجنسية "الإسرائيليّة" على أن تستمر بعد انعقاد المعرض.
وتابع البيان "في الوقت الذي يُقاطع فيه أصحاب الضمائر الحيّة المعارض التكنولوجيّة الإسرائيليّة في بُلدانهم، تلك المعارض التي تُسوّق التكنولوجيا العسكريّة والرقابيّة المُجرّبة، والتي دفع الفلسطينيّون على مدار عقود فاتورة "جدارتها" من دمائهم، تستضيف الإمارات إسرائيل في المعرض التكنولوجي مُوفّرةً لها فُرصةً ذهبيّة لعرض ابتكاراتها التكنولوجيّة على أرضٍ عربيّة."
ولفتت حركة المُقاطعة إلى أنّ هذا ما احتفت به وزارة خارجيّة الاحتلال أثناء عرضها لتصوّر الجناح "الإسرائيلي" في المعرض، والذي سيحمل ثيمة "لا جُدران"، بينما يستمر الاحتلال في مُحاصرة الفلسطينيين وتضييق الخناق على حياتهم اليوميّة في الجُدران الواقعيّة التي شيّدها في الأراضي المُحتلّة، حسب البيان.
وأكّدت حركة المقاطعة أنّ "هذا التواطؤ المُشين للنظام الإماراتي مع إسرائيل هو بمثابة خيانة لتاريخ العلاقات المتينة والطويلة التي لطالما ربطت الشعب الإماراتي الشقيق بشعب فلسطين وقضيّته، وهو تقويض لحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها التحرر الوطني وعودة اللاجئين إلى الديار وتقرير المصير."
في سياق مُتصل، أوضحت المقاطعة في بيانها أنّ تطور علاقات التطبيع بشكلٍ علني يندرج في ضوء مُشاركة الإمارات في مؤتمر البحرين بحزيران/يونيو الماضي، ضمن تحالف بعض الأنظمة الاستبداديّة الخليجيّة المعزولة جماهيريّاً، مع الإدارة الأمريكيّة الحاليّة لمُناقشة مُبادرات اقتصاديّة تُمهّد لـ "صفقة القرن"، والتي تهدف بشكلٍ أساسي لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني.
وكانت الإمارات قد رفعت علم الكيان الصهيوني في بطولة "الجوجوتسو" العالميّة على وقع عزف نشيد "هتيكفا"، في السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر المُنصرم، وذلك في تتويج لاعب من الكيان حصل على الميداليّة الذهبيّة عن فئة الناشئين.
وسبق ذلك بالفعل خلال الفترة الماضية العديد من الأنشطة والأحداث التطبيعيّة في المجالات الرياضيّة والطبيّة وغيرها والتي شهدت حضور ومُشاركة الكيان على أرضٍ عربيّة، عدا عن العلاقات السياسيّة التي تربط بالفعل بين حكومة الاحتلال وقياداته وأنظمة عربيّة، والعديد منها ليست خفيّة حيث ظهرت من خلال تصريحات وصور نشرها الإعلام الرسمي الخاص بالكيان.
فيما تستمر الحسابات والصفحات التابعة لخارجيّة الاحتلال المُتحدّثة بالعربيّة، بتسويق علاقتها وهذه الأنظمة العربيّة، وترحيب الأخيرة بهذه العلاقات، حيث تستعرض الحسابات والصفحات استعدادات وأنباء حول إمكانيّة سفر "الإسرائيليين" إلى بعض الدول العربيّة التي بدأت استعداداتها لذلك إن كان على صعيد تسهيل آليّة السفر أو استعدادات شركات الطيران وغير ذلك.