برلين – ألمانيا
أكد مدير مركز أجيال للتوثيق والدراسات، أحمد الباش، أن تقليص الأعمال والخدمات والمساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للاجئين الفلسطينيين في سوريا من شأنه أن يقود إلى مجاعة.
وفي ورقته خلال ندوة أقامها مؤتمر: (فلسطينيو أوروبا والأونروا الماضي والحاضر والمستقبل) المنعقد في برلين، تحدث الباحث الفلسطيني المقيم في السويد عن إدارة أزمة "أونروا" في مخيمات سوريا ولبنان، قائلاً: إن المساس بوجود "أونروا" قد يعرض السلم الأهلي في الشرق الأوسط للخطر، موضحاً أن مساعدات "أونروا" إذا ما قطعت عن خمسة ملايين ونصف مليون لاجئ فإن إنفجاراً سيولد.
وتطرق الباش في ورقته إلى ما وصفه بتقصير "أونروا" في تقديم الحماية الجسدية والقانونية للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان.
وذكر في هذا الصدد أن 4 آلاف فلسطيني سقطوا ضحايا خلال الحرب في سوريا، ودمرت ثلاث مخيمات لفلسطيني سوريا بنسبة 90 % هم مخيم اليرموك بدمشق ومخيم درعا ومخيم حندرات بحلب، وفي لبنان دمر ثلاثة مخيمات، ولم يعاد بناؤها رغم أن مدة عقد استئجار "أونروا" لأراضي مخيمات النبطية وتل الزعتر وجسر الباشا مع المالكين الحقيقين لم تنته بعد.
280 ألف فلسطيني في سوريا يعتمدون على مساعدات "أونروا" الضئيلة
وقدم الباش إحصائيات تتعلق بفلسطينيي سوريا في معرض الحديث عن مخاطر توقف مساعدات "أونروا" التي يعتبرها اللاجئون أنفسهم غير كافية مع تفاقم سوء الوضع الاقتصادي، وانهيار العملة السورية وغلاء الأسعار.
فوفق إحصائيات الباش، وجدت وكالة "أونروا" نفسها عام 2011 أمام 400 ألف لاجئ فلسطيني نازحين من بيوتهم بسبب القصف والحرب، ففي مخيم اليرموك وحده كان هنالك 154 ألف لاجئ مسجلين لدى الوكالة، وهؤلاء النازحين يبحثون عن مأوى ومساعدات غذائية وبدل إيجارات منازل لأنهم لجؤوا إلى استئجار منازل في مناطق مستقرة أمنياً.
لذا وبحسب الباحث الفلسطيني، فإن "أونروا" أطلقت نداء طوارئ لإغاثة الشعب الفلسطيني في سوريا، و"قدمت المأوى لحوالي 12 ألف لاجئ فلسطيني في 9 ملاجئ، انخفض عددهم اليوم إلى 2600، وكذلك قدمت مساعدات غذائية لحوالي 95 بالمائة من الفلسطينيين في سوريا حينها".
وأوضح الباش أن المساعدة النقدية التي تقدمها "أونروا" للعائلات الفلسطينية في سوريا كل ثلاثة أشهر، تشكل مصدر دخل رئيسي لمعظم العائلات في ظل ارتفاع معدلات الفقر في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، وتراجع فرص العمل أمامهم جراء الحرب.
وتقدم الوكالة كل ثلاثة أشهر مبلغ 24 ألف ليرة سورية (34 دولاراً أمريكياً) لكل لاجئ تصنفه بأنه "الأشد عوزاً" فيما تقدم 16 ألف ليرة سورية (23 دورلاً أمريكياً) لكل لاجئ فلسطيني لا يقع ضمن هذا التصنيف.
وأضاف الباش أن "أونروا" تقدم اليوم المساعدات لـ 280ألف فلسطيني في سوريا، ومن هذا المنطلق أكد على خطر قطع المساعدات عنهم.
الفلسطينيون في شمالي سوريا وتركيا خارج حسابات "أونروا"
إلا أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين المهجرين قسرياً إلى الشمال السوري ويبلغ عددهم نحو 282 عائلة لا يتلقون أي مساعدة من قبل الوكالة الدولية، رغم أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية القاسية جداً.
وفي هذا الإطار، طالب الباحث الفلسطيني، ماهر حجازي، وكالة "أونروا" وكالة بتحمل مسؤولياتها تجاه فلسطينيي سورية الموجودين في الشمال السوري والأراضي التركية، وتقديم كافة أشكال الدعم لهم بالتنسيق مع الحكومة التركية.
أهمية تكثيف الجهود السياسية الفلسطينية في أوروبا
وفي توصياته خلال ورقة عمل قدمها للمؤتمر بعنوان: "البعد العربي لأونروا" أكد حجازي على وجوب التنسيق والتواصل مع البعثات العربية الدبلوماسية في القارة الأوروبية لمواصلة الضغط في المحافل الدولية من أجل إيجاد حل للأزمة المالية التي تعاني منها الوكالة، والعمل على الحفاظ عليها واستمرار عملها الى حين تحقيق العودة إلى فلسطين.
وأكد أيضاً على وجوب تواصل الحراك الشعبي الميداني في أوروبا بهدف رفع وتيرة الموقف الأوروبي الرسمي والشعبي الداعم لـ "أونروا" واستثمار موقف الاتحاد الأوروبي الإيجابي تجاه الوكالة، موضحاً أهمة الضغط على هيئة الأمم المتحدة، من خلال القنوات الدبلوماسية ومن خلال المؤسسات العاملة لفلسطين في أوروبا، والتي تشارك في لقاءات الأمم المتحدة، كي تتحمل المؤسسة الدولية الأكبر في العالم المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية في سد العجز المالي لـ "أونروا" وإعادة كافة الخدمات للاجئين الفلسطينيين، حتى انتهاء لجوئهم بالعودة.