فلسطين المحتلة
أطلق رئيس حكومة السلطة الفلسطينيّة محمد اشتيّة ومُنسق الأمم المتحدة الإنساني للأرض الفلسطينيّة المُحتلّة جيمي ماكغولدريك، الأربعاء 11 كانون أوّل/ديسمبر، خطة الاستجابة الإنسانيّة في الأرض المُحتلّة للعام 2020.
وذكر بيان صحفي مُشترك أنّ الخطة تسعى إلى تأمين (348) مليون دولار أمريكي لتقديم الخدمات الأساسيّة من الغذاء والحماية والرعاية الصحيّة والمأوى والمياه والصرف الصحي لـ (1.5) مليون فلسطيني في قطاع غزة والضفة المُحتلّة بما فيها القدس الشرقيّة.
بدوره، قال رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية إنّ الخطة الإنسانيّة التي أطلقت مُهمّة وتتقاطع مع الأولويّات الوطنيّة وخطط الحكومة، مُشيراً إلى أهميّة الربط بين المُساعدات الإنسانيّة وعمليّات التنمية، التي تنعكس آثارها إيجاباً على حياة الناس على المدى البعيد.
ويُشير موقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانيّة في الأرض الفلسطينيّة المُحتلّة، إلى أنّ حوالي (76) بالمائة من التمويل المطلوب يستهدف قطاع غزة، حيث يُعاني السكان من وضع هش للغاية، لما في ذلك ارتفاع مُعدلات البطالة، والفقر المُدقع الذي يطال نصف سكان القطاع، وانعدام الأمن الغذائي لـ (62) بالمائة من الأسر، وخدمات أساسيّة رديئة بما فيها الرعاية الصحيّة وإمدادات المياه.
أما الضفة المُحتلّة بما فيها شرقي القدس، فهُناك عوامل كثير تُعرقل وصول الفلسطينيين إلى الخدمات الأساسيّة وسُبل العيش، بما فيها الأنشطة الاستيطانيّة والعُنف المُرتبط بها، ومُصادرة الأراضي وتدمير المُمتلكات، بالإضافة إلى القيود المفروضة على التنقّل، ويُسهم ذلك في خلق بيئة قسرية تفرز الضغوط على الكثير من الفلسطينيين ليرحلوا عن تجمّعاتهم السُكانيّة.
من جانبه، قال ماكغولدريك إنّ "أعواماً من الاحتلال بما يشمله من استمرار الحصار المفروض على غزة، والانقسام الداخلي والانتهاكات التي تمس القانون الدولي، قد تركت واحداً من كُل فلسطينييْن في الأرض الفلسطينيّة المُحتلّة بحاجة إلى المُساعدات الإنسانيّة والحماية."
ويُشير المسؤول الأممي إلى أنّ الخطة التي أطلقت تُولي الأولويّة لتقديم المُساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها، غير أنه أكّد على أهميّة أن يدعم المجتمع الدولي هذه الخطة بقوّة، في ذات الوقت الذي يعمل فيه على إيجاد حلول سياسيّة لتقليص الاحتياجات الإنسانيّة في الأرض الفلسطينيّة المُحتلّة على المدى الطويل.
وفي حوارٍ خاص أجراه المُنسق الإنساني مع "أخبار الأمم المتحدة"، حول الوضع في الميدان وما وثّقته "أوتشا"، ولدى سؤاله عمّا إذا كان الوضع قد تحسّن، قال: "لا أعتقد أنّ الوضع أفضل، ولا أعتقد أنّ الإحصاءات تحكي القصة، ما يحكي القصة هو البُعد الإنساني للأشياء، وإذا نظرت إليها من وجهة نظر خارجيّة، فإنّ التمويل الذي بحوزتنا أقل ممّا كان عليه في العام الماضي."
وتابع "كما تعلمين، حصلنا على حوالي 57 بالمائة من خطة الاستجابة الإنسانيّة التي وضعناها والتي تبلغ حوالي 200 مليون دولار، ويعني ذلك أنّ 40 بالمائة من الناس الذين يجب أن نخدمهم -لأننا حددناهم على أنهم أشخاص يحتاجون إلى مساعدة- لن نُموّلهم ولن ندعمهم، فما هو الضرر الذي سيلحق بهم؟ سيصبحون أكثر ضعفاً وأكثر فقراً العام المُقبل."