تقرير: صابر حليمة
 

يعتبر اللاجئون الفلسطينيون من الفئات الأشد تأثراً بالأزمة اللبنانية الراهنة، إذ تراكمت معاناتهم الاقتصادية على مرّ عقود، وتوّجت في الأشهر الأخيرة بقرار وزير العمل السابق، كميل أبو سليمان، وما تبعه من انهيار اقتصادي ومالي مستمر، كان له انعكاس شديد على أوضاع اللاجئين.

وضمن هذه الفئة، تبرز معاناة فئة، يمكن اعتبارها من الأكثر ضعفاً، وهم أصحاب الأمراض المزمنة.

يسلط هذا التقرير الضوء على معاناة مرضى غسيل الكلى في مخيم نهر البارد، ومدى انعكاس الأوضاع الراهنة على أحوالهم.
 

فئة مهمشة لا تلقى أي اهتمام

وفي هذا السياق، أكد عضو لجنة دعم مرضى غسيل الكلى في مخيم نهر البارد، حسام شعبان، أن مرضى الكلى يعانون تهميشاً وإهمالاً شديدين من كافة الجهات الفلسطينية المسؤولة.

وفي حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أوضح أن عدد مرضى غسيل الكلى، ممن يعانون فقراً مدقعاً يحول دون تأمين أي من التكاليف اللازمة في نهر البارد، يصل إلى  16، مشيراً إلى أن اللجنة تبذل قصارى جهدها لجمع التبرعات وإعانة هؤلاء المرضى.

لكن، وبحسب شعبان، فإن هذه المبالغ تبقى رمزية، لا تغطي تكاليف الأدوية الباهظة جداً.
 


 


وحول تأثير الأزمة اللبنانية الحالية، ذكر شعبان أن حجم التبرعات بات شحيحاً مقارنة بالأشهر الماضية، وذلك بسبب سوء الأحوال الاقتصادية والمالية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون.

 

معاناة متزايدة مع ارتفاع أسعار الأدوية وعدم مساعدة "أونروا"

إلى ذلك، قال علاء سويدان، وهو أحد المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل كلى 3 مرات في الأسبوع الواحد: إن أسعار الأدوية شهدت ارتفاعاً خيالياً مع اشتداد الأزمة اللبنانية.

وعلى سبيل المثال، أوضح سويدان أن سعر دواء "ريناجيل"، كان قبل الأزمة يصل إلى 315 ألف ليرة لبنانية، إلا أنه وصل اليوم إلى 500 ألف ليرة لبنانية.

وما يزيد من الأزمة، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لا تقدم أي دعم لهؤلاء المرضى، كما أن أغلب المرضى عاطلون عن العمل، حيث يحول مرضهم وقلة فرص العمل الشديدة دون كسب أي مردود مادي.

حتى إن غسيل الكلى، يجري مجاناً في مركز غسيل الكلى في البداوي، والتابع للهلال الأحمر الفلسطيني.
 

وتواصل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مع مدير قسم الصحة لدى "أونروا" في لبنان، الدكتور عبد الحكيم شناعة، والذي أكد بدوره عدم دعم الوكالة لمرضى الكلى، إذ إن "هذا المرض لا يقع ضمن التغطيات التي تقدمها الوكالة". بحسب قوله.

ويُعرف غسيل الكلى "Dialysis" بأنه إجراء طبي علاجي يجرى عادة للتخلص من فضلات الجسم والسوائل الزائدة من الدّم عندما تفقد الكليتان القدرة على أداء وظائفهما بشكل صحيح.

وفي حال فقدت الكلى القدرة على أداء وظائفها بنسبة 85-90%، فقد تتراكم المواد الضارة في الجسم وقد يرتفع ضغط الدم، كما قد يتأثر إنتاج كريات الدم الحمراء أيضاً، وعندها يحتاج الشخص المصاب إلى إجراء عملية زراعة الكلى أو الخضوع لغسيل الكلى للحفاظ على حياته.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد