قطاع غزة
على وقع الهتافات الغاضبة، صدح اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة من خلال تظاهرات عدّة خرجت تنديدًا بصفقة القرن الأمريكية، مُطالبين بحقهم في العودة إلى بلادهم التي شُردوا منها عام 1948.
"بوابة اللاجئين"، تجوّلت بين أزقّة بعض مُخيّمات اللاجئين في قطاع غزة ورصدت بعض المطالبات والتصريحات بشأن الصفقة الأمريكية التي أجمعوا بالقول عنها "صفقة مُدمّرة بكل معنى الكلمة".
عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية، محمود خلف أكَّد رفضه "للصفقة جملةً وتفصيلاً"، مُشيرًا إلى أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل بها، ولن يجعل هذه الصفقة تمر".
وأوضح خلف "سنعمل بكل ما أوتينا من قوة لمجابهة وإنهاء وإحباط هذه الصفقة، التي تهدف لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين"، مضيفًا أن هناك "6 مليون لاجئ فلسطيني حول العالم لهم حق أصيل في العودة إلى ديارهم بفعل قرار 194، مع حفظ حق التعويض".
وفي ذات السياق، قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، خالد البطش، إن هذه الصفقة "تستدعي خروج شعبنا بكافة أطيافه وفي كافة أمكان تواجده من أجل التعبير عن رفضه لصفقة القرن".
وشدّد البطش خلال حديثه على ضرورة "استعادة الوحدة الوطنيّة وإنهاء الانقسام، وسحب الاعتراف بإسرائيل والخروج من اتفاق أوسلو".
وبدوره، قال الناطق باسم لجان المقاومة في غزة، محمد البريم، إن "صفقة القرن التي تفرّغ القضية الفلسطينية من مضمونها ومن أحقيتنا في العودة إلى أرضنا التي سُلبت منّا، يريد المجرم ترامب اليوم أن يُملي على شعبنا أن يعيش في دول غير الدولة التي ولد فيها".
وأكَّد البريم على أن "قضية اللاجئين لا تسقط بالتقادم، وهي حق لكل انسان فلسطيني أن يعود إلى أرضه التي أخذت منه غصبًا".
في حين، أوضح محمد ياسين، مدير منتدى الاعلاميين الفلسطينيين، أن "الانقسام الفلسطيني يضعف موقفنا كشعبٍ فلسطيني في مواجهة المؤامرات والمخططات وكل المحاولات الهادفة لتصفية القضية الفلسطنيية".
وشدّد على أن "أولى خطوات مواجهة صفقة القرن هي توحيد الصف الفلسطيني، من أجل بلورة موقف فلسطيني موحّد لمواجهة هذه الصفقة"، مُردفًا "إذا لم توحّدنا هذه المخاطر الداهمة على حقوق شعبنا فماذا سيوحدنا؟".
وتابع خلال حديثه "الشعب الفلسطيني موحّد على رفض هذه الصفقة، وهذه فرصة ينبغي على القيادات والفصائل أن تلتقطها وتكون أرضية للانطلاق تجاه توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن".
اللاجئ في مُخيّم جباليا، جهاد نطّط، عبّر أيضًا عن رفضه للصفقة الأمريكية، يقول "كل شعبنا يرفضها تمامًا، لأن كل بنودها أمريكية إسرائيلية، وتستهدف قضية اللاجئين التي استثنوها من جميع قراراتهم".
وأكَّد نطط أن "قضية اللاجئين هي القضية المركزية لكل الشعب الفلسطيني، وبدون هذه القضية لا حلول في قضية الشعب الفلسطيني".
"هذه الصفقة جاءت لذر الرماد في العيون، ولن تمر إلا على أجساد أبناء شعبنا ومناضلينا"، يقول مسعود أبو شعر، وهو لاجئ فلسطيني من قرية سمسم المهجّرة.
لاجئٌ آخر، وهو أحمد كسكين فضّل الموت على أن تمر الصفقة الأمريكية، يُضيف "نموت كلنا أفضل من التفريط في شبر من أرضنا"، مُطالبًا بحقه "في العودة إلى بلده حمامة التي تتميّز بكروم العنب والتين".
أمًّا اللاجئة الفلسطينية مريم نطّط، فقالت بلهجتها العفوية "إحنا بدنا بلادنا أحسن من كل البلاد، أرضنا كان فيها الخير والعز"، مُضيفةً "عمري 87 سنة وحضرت كل الحروب من أيام الانجليز"، وتختم بالقول أنها لم تشاهد مثل هذه الأيام الصعبة التي يمر بها اللاجئون اليوم، والتي تتطلّب التصرّف "بعقلانية".
وختمت اللاجئة نطّط حديثها بالتأكيد على أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوّة والحرب "كل كلامهم فاضي، وإحنا مش راضيين لا بترامب ولا بزفت مغلي"، على حد وصفها.
وشهدت مدن وبلدت قطاع غزة والضفّة الغربيّة والقدس المحتلتين منذ الاعلان عن "صفقة القرن" حالة من الرفض الواسع، وتظاهرات غضب وتنديد، سرعان ما تحوّلت إلى مواجهات مع قوّات الاحتلال الصهيوني، أسفرت عن عشرات الإصابات، كما سُجّلت العديد من الاعتقالات.