لبنان
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إنّ المصاعب والتوترات الاجتماعية والاقتصاديّة التي يشهدها لبنان، ساهمت في مفاقمة الأوضاع المعيشيّة المرتديّة أصلاً للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان.
وتوقعّت الوكالة في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها في كانون الثاني/ يناير 2020، أن يؤثر التدهور الاقتصادي الذي يشهده لبنان، على قدرة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، على الصمود والتحملّ.
كما توقعت الوكالة الدوليّة، أن يظل معدّل البطالة مرتفعاً في صفوف اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان، مع فرض الحكومة اللبنانية قيوداً إضافيّة على توظيف العمّال الأجانب.
ووصفت " أونروا" في تقريرها، اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، بالشريحة الأكثر تهميشاً في المنطقة، وأوردت في أرقامها أنّ 89% منهم يعيشون في فقر، في حين يحتاج يعتمد 80% منهم على المعونات المالية التي تقدّمها الوكالة بشكل شهري.
وحول أوضاعهم القانونية في البلاد، قالت الوكالة: إنّ 55% من فلسطينيي سوريا في لبنان، لا يمتلكون مستندات إقامة قانونية صالحة في البلاد، وتوقعت أن يواجه اللاجئون من سوريا، خطراً متزايداً بالترحيل أو الإعادة إلى الحدود، واستمرار الصعوبات في المحافظة على وضعهم القانوني او تصحيحه، ما سيزيد من تهميشهم استبعادهم من الخدمات، ويؤثر على حريتهم في التنقل.
كما سجّلت الوكالة حتّى نهاية العام 2019 الفائت، انخفاضاً في أعداد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان، بواقع 27700 لاجئ، مقابل 29145 لاجئاً عام 2019، وتوقعت أن يستمر هذا الاتجاه عام 2020 الجاري، عندما يعود بعض اللاجئين إلى سوريا أو يستمرون في حركة تنقلاتهم وفق ما ورد في التقرير.
وتوقّعت الوكالة، أن يزداد الضغط على اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان من أجل العودة إلى سوريا، مشيرةً إلى أنّها ستواصل مراقبة اتجاهات العودة، وضمان احترام حقوق اللاجئين من سوريا.
الجدير بالذكر، أنّ تقرير النداء الطارئ للعام 2020 الذي فصّل أوضاع هذه الشريحة من اللاجئين، ووصفها بالأكثر تهميشاً، لم يشر إلى إي خطّة جديدة لتحسين واقع تلك الشريحة، سوى الاستمرار في تقديماتها غير الكافيّة خصوصاً مع انهيار سعر صرف الليرة وفقدان المعونة لأكثر من 30% من قيمتها الشرائيّة.
في حين تتواصل المناشدات، بتفعيل خطّة طوارئ عاجلة، وزيادة المعونات المالية والإغاثيّة، لمواجهة الانهيار المعيشي الذي وصل حافّة الجوع، وتهديد العديد من العائلات بفقدان منازلها جرّاء عدم قدرتها على دفع الإيجار.
وكان الناشط حسن خليل موسى وهو لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا ويقيم في مدينة صور، قد وصف أوضاع اللاجئين الفلسطينيين السوريين في صور وسواها، بأنها دخلت مرحلة الجوع، مؤكّداً أنّ منازل العديد من اللاجئين المهجّرين قد بدأت تفرغ من الطعام، وصار اعتمادهم الأساسي على الخبز والزعتر الناشف، لعدم قدرتهم على شراء الزيت، بسب ارتفاع الأسعار وشحّ الموارد الماليّة، وعدم كفاية معونة "أونروا" الشهرية من حيث تلبية ابسط الاحتياجات.
وأكّد موسى في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق، أنّ عائلات عدّة باتت مهددة بفقدان منازلها، بسبب عدم قدرتها على دفع الإيجار بعد إصرار العديد من المالكين على دفع فرق سعر صرف الدولار، موضحاً أنّ انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار رفع بدوره قيمة إيجارات المنازل المسعّرة أساسا بالدولار الامريكي، فصار اللاجئ الذي كان يدفع 300 ألف ليرة لبنانية أي ما قيمته 200 دولار سابقاً، ملزماً بدفع 400 ألف ليرة.
وتصرف وكالة " أونروا" شهريّاً مبلغ 100 دولار أمريكي لكل عائلة فلسطينية مهجّرة من سوريا كبدل إيواء، إضافة إلى 27 دولاراً بدل طعام لكل فرد من أفراد الأسرة، يجري استلامها عبر الصرّاف الآلي بالعملة اللبنانيّة بقيمة سعر الصرف الرسمي المحدد بـ1500 ليرة لكل دولار، في حين يتراوح سعر الصرف في السوق التداول الحر بين 2000 إلى 2150 ليرة، ما انعكس ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائيّة وسواها في الأسواق اللبنانية.