الخرطوم
التقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين 3 شباط/ فبراير، رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، في أوغندا، واتفقا على "بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين".
وجرى اللقاء بين نتنياهو والبرهان في مدينة عنتيبي، بدعوة من الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني.
لكن الحكومة السودانية أكدت أنه لم يتم إخطارها أو التشاور معها في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء.
وبحسب الناطق باسم الحكومة السودانية فيصل صالح، فإن مجلس الوزراء ينتظر عودة الفريق البرهان لتقديم توضيحات بشأن اللقاء المشار إليه.
وكانت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله ذكرت أيضا أنها تلقت الخبر من وسائل الإعلام، كما يتلقاه كل مشاهد ولا تعلم شيئا عنه.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول عسكري سوداني كبير قوله: إن الإمارات نسقت لقاء البرهان ونتنياهو.
كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول عسكري سوداني، قوله: إن "لقاء البرهان مع نتنياهو بأوغندا رتبت له الإمارات بعلم السعودية ومصر".
ومن المقرر، أن يعقد مجلس الوزراء السوداني، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً برئاسة رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك، و رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان لمناقشة اللقاء الذي جمع البرهان برئيس وراء الكيان الإسرائيلي.
ونقل الحساب الرسمي لمكتب نتنياهو على "تويتر" أن الأخير "يعتقد أن السودان يمضي في اتجاه جديد وإيجابي، وقد عبّر نتنياهو عن رأيه هذا لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو".
وأضاف: "يريد البرهان مساعدة بلاده في القيام بعملية تحديث من خلال إخراجها من العزلة ووضعها على خارطة العالم".
وتوجه نتنياهو بالشكر للرئيس الأوغندي موسفيني على "مساعدة إسرائيل في جهودها لتكثيف التعاون مع دول إفريقيا.. هذا أمر ذو قيمة كبيرة لإسرائيل ونقدره بعمق".
بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، أن "لقاء نتنياهو والبرهان يمكن أن يقود لمرور الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق السودان".
وقالت الصحيفة، إن نتنياهو كان قد صرح بعد استئناف العلاقات مع تشاد في كانون ثاني / يناير من العام الماضي، بأنه "يسعى لإقناع السودان وتشاد بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق عبر إفريقيا إلى البرازيل"، وهو المسار الذي سيقلص مدة الرحلات الجوية بنحو 3 ساعات.
إلى ماذا يسعى البرهان؟
بحسب ما تداولت وسائل إعلام عبرية، فإن الاتصالات "بدأت منذ مدة مع السودان الذي يسعى إلى وساطة إسرائيل لفتح أبواب إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمام الخرطوم، بما في ذلك إقناع الولايات المتحدة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، وهو ما نقلته أسوشيتد برس عن مسؤول عسكري في السودان.
وكشفت أن "نتنياهو طرح هذه المسألة أمام بومبيو خلال لقائهما في واشنطن في الأسبوع الماضي، الأمر الذي حرّك المياه الراكدة في هذا المستنقع، حيث دعا بومبيو بالأمس البرهان، لزيارة واشنطن".
ترحيب أمريكي
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير، مايك بومبيو، شكر البرهان على "قيادته في سعيه إلى تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل".
وأشارت في بيان إلى أن بومبيو والبرهان أكدا، خلال مكالمة هاتفية، رغبتهما المشتركة في تحسين المشاركة الفعالة للسودان في المنطقة والمجتمع الدولي، والتزامهما بالعمل نحو علاقات صحية أقوى بين الولايات المتحدة والسودان.
كما دعا بومبيو رئيس مجلس السيادة السوداني إلى زيارة واشنطن للقائه في وقت لاحق من العام، بحسب بيان الخارجية الأمريكية.
وقد شطبت الولايات المتحدة في كانون أول/ديسمبر الماضي اسم السودان من القائمة السوداء لانتهاك الحريات الدينية، لكنها ما زالت تصنفه "دولة راعية للإرهاب".
استنكار فلسطيني
بالمقابل، أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، لقاء البرهان ونتنياهو، واصفاً إياه بأنه "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني".
كما اعتبر عريقات اللقاء يشكل "خروجاً صارخاً عن مبادرة السلام العربية، في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونتنياهو تصفية القضية الفلسطينية".
وشدد "القضية الفلسطينية عربية بامتياز، ولا يمكن لأحد أن يقايض مصالحه على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".
وفي السياق، أكدت حركة حماس أن "هذه اللقاءات التطبيعية تشجع إسرائيل على مواصلة جرائمها وعدوانها بحق شعبنا الفلسطيني، وانتهاك حرمة مقدسات الأمة العربية والإسلامية".
وشددت: "الاحتلال هو الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي، ويمارس عدوانه على حقوق أمتنا التاريخية"، داعية إلى ضرورة وقف مسلسل التطبيع.
بدورها، أشارت حركة الجهاد إلى أن هذا الاجتماع لا يعبر أبداً عن الموقف الأصيل والمعروف للشعب السوداني الذي هو من أكثر الشعوب مساندة وتأييداً للقضية الفلسطينية والمقاومة".
وأضافت أن "اللقاء الآثم يشكل ردة عن الموقف السوداني، ولاءات الخرطوم الثلاث (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض)، التي شكلت ولا زالت أحد أهم ثوابت الشعوب العربية وصوتها في رفض التطبيع وتجريم أي علاقة مع العدو".
ومجلس السيادة السوداني هيئة انتقالية من المسؤولين العسكريين والمدنيين برئاسة الفريق أول البرهان، وهو مكلف الإشراف على انتقال البلاد إلى حكم مدني.
ويرأس البرهان مجلس السيادة، بعد تشكيله رسميًا في 20 آب/أغسطس الماضي، أي بعد أكثر من 4 أشهر على إطاحة انتفاضة شعبية بالرئيس السابق عمر البشير.