بيروت – لبنان
أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بيروت، مساء الثلاثاء 4 شباط/ فبراير، نداءها التمويلي للعام 2020، والتمويل الخاص بالأزمة الإقليمية في سوريا بقيمة 270 مليون دولار.
وتطرّقت الوكالة في ندائها التمويلي إلى متطلباتها الاستثنائية "لتمويل خطة إغاثة للاجئين الفلسطينيين في لبنان في ضوء الوضع الاقتصادي والمالي المتدهور الذي يشهده لبنان"، في حين أكَّد مدير شؤون "أونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، أن "اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعتمدون على الأونروا لتقديم المساعدات الحيوية، والأزمة المالية في لبنان تؤثر على الجميع، الأمر الذي يجعل اعتماد هؤلاء اللاجئين علينا أكبر".
وشدد كوردوني على أن "دعم أونروا لا يعتبر بديلاً عن الحل السياسي الذي لا بد من التوصل إليه سريعًا، لكن بانتظار هذا الحل من الضروري الحفاظ على حياة كريمة لمجتمع لاجئي فلسطين"، مُشيرًا إلى أن "الأموال المطلوبة لتغطية نداء سوريا ستوفّر مساعدة حيوية لحوالي 438 ألف لاجئ فلسطيني متضررين من النزاع داخل سوريا، ونحو 28 ألف شخص نزحوا إلى لبنان و17 ألف متواجدون حاليًا في الأردن وما زالوا يواجهون احتياجات إنسانية واحتياجات كبيرة للحماية".
أمَّا مدير شؤون "أونروا" في سوريا أمانيا مايكل ابي، فقد قال "لقد أثر النزاع في سوريا على الجميع، لكن وضع اللاجئين الفلسطينيين يبقى وضعًا صعبًا للغاية، حيث أن 40% منهم ما زالوا يعانون من النزوح الطويل الأمد"، مُضيفًا "كثيرًا ما نسمع أن الشيء الوحيد الذي يعطي شيئًا من الشعور بالحياة الطبيعية للاجئين الفلسطينيين داخل سوريا، واللاجئين الفلسطينيين من سوريا الذين لجأوا إلى الأردن وإلى لبنان منذ اندلاع النزاع، هو حصولهم على خدمات الأونروا، مثل المدارس والرعاية الصحية وغيرها من المساعدة".
وأشارت الوكالة، إلى أنّ العام 2019 الفائت كان مليئاً بالتحديات على الصعيدين المالي والسياسي لها، حيث انتهى العام مع عجز حوالى 50 مليون دولار تم ترحيله إلى العام 2020، على الرغم من زيادة الدعم من مجتمع المانحين خلال شهري تشرين ثاني وكانون أول" وفي قولها.
ويأتي طرح أولويات "أونروا" ومتطلباتها المالية لعام 2020 وفق الوكالة، في أعقاب التمديد الأخير لولايتها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة ثلاث سنوات أخرى حتى حزيران 2023، وهو ما اعتبرته الوكالة "تأكيداً على الثقة التي يوليها المجتمع الدولي للوكالة ولدورها في حماية ومساعدة الملايين من لاجئي فلسطين في المنطقة".
تجدر الإشارة، إلى أنّ 91% من أسر اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يكابدون الفقر المطلق ( أقل من دولارين في اليوم)، في حين تم تحديد 126 ألف لاجئ كضعفاء للغاية، وفق تقرير النداء الطارئ للعام 2020 الصادر عن "أونروا".
كما يعاني عموم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا سواء من هم داخل المخيّمات أم خارجها، أوضاعاً معيشيّة شبه معدمّة، جرّاء انتشار البطالة وضعف الموارد الماليّة، حيث بلغت نسب البطالة عتبة 75% في مخيّم درعا، وفق تقديرات محليّة حصل عليها " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فيما تتجاوز عتبة الـ60% في معظم المخيّمات، ما دفع إلى استمرار مطالبة اللاجئين للوكالة، بإعادة توزيع الإغاثة العينية، وزيادة الدعم المالي لمواجهة الانهيار الاقتصادي والمعيشي.