السودان
رفضت النيابة العامة في السودان، طلباً قدمه محامون لفتح دعوى جنائية ضد رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، لمخالفته قانون "مقاطعة إسرائيل"، ولقائه برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وقال وكيل نيابة الخرطوم، أحمد النور، في رد على الدعوى: إن الوثيقة الدستورية نظمت مسألة الحصانة لأعضاء مجلس السيادة والوزراء.
وأضاف: "تنص مواد الوثيقة على أنه لا يجوز اتخاذ إجراءات جنائية ضد أي من أعضاء مجلس السيادة أو مجلس الوزراء أو المجلس التشريعي الانتقالي، أو ولاة الولايات، حكام الأقاليم، دون أخذ الإذن اللازم من المجلس التشريعي".
وتابع: "لا اجتهاد مع النص، مما يتعين معه عدم الاستجابة لهذا الطلب، وعليه أقرر: رفض فتح الدعوى الجنائية".
مقدمو طلب الدعوى: النيابة لم تتعرض إلى مخالفة قانون مقاطعة "إسرائيل"
وقال المحامي عمرو الطيب الشيخ، أحد الموقعين على طلب فتح الدعوى، نيابة عن "مجموعة الاعتصام للمحاماة والاستشارات"، في حديث مع وكالة "الأناضول" التركية، إن "المجموعة استلمت قرار وكيل النيابة، وستعمل على استئنافه".
وأوضح أن "قرار وكيل النيابة، لم يتعرض للأسباب الموضوعية التي قدمناها وهي مخالفة قانون مقاطعة إسرائيل، وتطرق لمسألة الحصانة الإجرائية فقط".
وأشار إلى أن "المجلس التشريعي الانتقالي لم يشكل بعد، والمحكمة الدستورية هي المختصة برفع الحصانة، والإجراء الصحيح أن يقيد وكيل النيابة إجراءات أولية، ويخاطب المحكمة الدستورية لرفع الحصانة".
ومؤخراً، قدم محامون سودانيون عريضة لفتح دعوى جنائية في مواجهة البرهان، ركزت على أن "المتهم اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، على فتح الأجواء السودانية، أمام طيران تل أبيب مقابل شطب اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
وأشارت إلى أن "البرهان خالف نص المادة (2) من قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1958، التي تحظر على أي شخص أن يعقد بالذات أو بالوساطة اتفاقات من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل".
كيف جرى الترتيب لهذا اللقاء؟
وكشفت "القناة 13" العبرية أن محامياً إسرائيلياً يدعى نيك كوفمان، ويعمل في الدفاع عن متهمين لدى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، كان المبادر لنسج اتصالات أولية مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونقل رسالة له من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وذلك على الرغم من أن "الموساد" الإسرائيلي، و"هيئة الأمن القومي" في ديوان نتنياهو، يجريان اتصالات دائمة مع السودان.
وبحسب تقرير بثته القناة مساء أمس الثلاثاء، بدأت الاتصالات بشأن لقاء نتنياهو بالبرهان، في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، خلال لقاء ضم مستشار ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي"، مئير بن شات، وموفد نتنياهو السري للعلاقات مع الدول العربية، المسمى "معوز"، حيث عرض كوفمان على موفد نتنياهو السري فكرة نقل رسالة إلى البرهان، مستنداً لعلاقاته مع قيادات في السودان بفعل عمله في المحكمة الدولية.
وأشار التقرير إلى أن ديوان نتنياهو وافق على اقتراح كوفمان، حيث تم إرسال رسالة منه إلى البرهان اقترح فيها نتنياهو اللقاء والبحث في تطبيع العلاقات بين الطرفين.
وفي مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، وصل كوفمان إلى السودان حاملاً رسالة نتنياهو والتقى البرهان الذي حمّله ردوداً "إيجابية" على الاقتراح، لينتقل الموضوع إلى قناة اتصال جديدة من خلال، نجوى قدح الدم، المستشارة السياسية للرئيس الأوغندي.
وتولّت المستشارة الأوغندية مواصلة عملية الاتصالات بين بن شبات ورئيس "الموساد" يوسي كوهين و"معوز"، لتنسيق عقد اللقاء.
يذكر أن وسائل إعلام عبرية أشارت، عقب لقاء نتنياهو بالبرهان، إلى أن رئيس حكومة الاحتلال أجرى عشية اللقاء اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، امتدح خلاله ما اعتبره "توجهاً إيجابياً" من قبل البرهان في قيادة السودان.
وكانت تقارير ذكرت، بعد زيارة نتنياهو إلى تشاد في كانون الثاني/يناير 2019، إلى بدء اتصالات مع السودان لإقامة علاقات بينها وبين كيان الاحتلال، وأن الاتصالات تناولت أيضاً، مسألة السماح للرحلات الجوية الإسرائيلية المتجهة إلى أمريكا اللاتينية، بالمرور عبر الأجواء السودانية.