القرارة – خانيونس – قطاع غزة
تفترش الأرض مُلتحفةً بالسماء، هكذا تعيش عائلة أبو عمرة فوق ركام منزلها المُدمّر شرق القرارة بمُحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، إلى يومنا هذا بعد أن سوَّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم بالأرض خلال العدوان على قطاع غزّة عام 2014.
عائلتان مهجّرتان من بئر السبع المحتلة تعيشان اليوم على أنقاض منزلهما المدمّر، متحملة حر الصيف وبرد شتاء، فهذه هي الحياة بالنسبة للاجئين في قطاع غزة، ذاقوا مرارة أن تهدم شققهم أمام أعينهم، ولا يجدون من يعينهم على إعمارها، ليذوقوا مرارة اللجوء في كل حين.
صرنا لاجئين
"أنا لاجئ فلسطيني من بئر السبع، لجأنا إلى غزة إبان نكبة العام 1948، وحصلنا على اللجوء السياسي "كرت اللاجئين" من وكالة الغوث، وصرنا لاجئين"، بهذه الكلمات بدأ اللاجئ الفلسطيني حمودة أبو عمرة حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
الحاج حمودة تحدّث إلينا وهو جالس فوق ركام منزله المُدمّر، يُضيف "انقصف بيتنا في 2014 من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بعدها جاءت الوكالة المسؤولة عنَّا وهي وكالة "أونروا" وسجّلت حجم الأضرار في منزلنا وذهبت".
وخلال حديثه بدا الاستنكارُ واضحًا من خلال اختلاف نبرة صوتِه، إذ أكَّد أبو عمرة أنه "لغاية اليوم لم نستلم من وكالة الغوث المبالغ الخاصة بتعويضات 2014. نحن اليوم في عام 2020، بمعنى أنّنا نناشد منذ ست سنوات من أجل الحصول على التعويضات".
وأوضح أبو عمرة أنه ناشد وذهب هنا وهناك من أجل الحصول على التعويضات، لكن دون جدوى "كأنه ما في خبر، ولا كأنك لاجئ"، يتابع أبو عمرة بلهجته العفويّة.
لاجئون على الورق!
وقال أيضًا خلال حديثه مع "بوابة اللاجئين"، بعد أن "تضرّرنا في حرب عام 2014، جاءت علينا حرب 2019، حياتنا كلها كوابيس، لا نخرج من حربٍ إلا وندخل في أخرى", شارحًا أن بيته دُمّر بتاريخ 13/11/2019 ويتكوّن من خمسة شقق، وكان يؤوي 19 فردًا بقرابة خمسة أسر كاملة، وتم تدميره بالكامل.
وبيّن أنه ذهب إلى وكالة "أونروا" عقب تدمير المنزل بأسبوع وأخبرهم بما جرى، ليتفاجأ من رد الموظفة بأنه "لا يوجد لدينا برنامج لتسجيل المنازل المدمرة من بعد حرب 2014، بمعنى لقد أصبحنا لاجئين على الورق فقط"!.
وتقضي عائلة أبو عمرة حاجاتها المنزلية اليومية من طبخ الطعام وتحضير دروس المدرسة وغيره، في الهواء الطلق وأمام المارة، أو داخل خيمة مصنوعة من الصفيح والبلاستيك
ما يفقدهم خصوصيتهم وممارسة حياتهم بحرية.
لن نتخلى عن بيتنا
الطالبة اعتماد أبو عمرة، أوضحت أنها فقدت "كل الكتب المدرسية الخاصة بي وبأبناء إخوتي بعد أن قُصف المنزل، حتى أنني لم أذهب إلى المدرسة لأسبوعٍ كامل بعد القصف، لأنه لم يكن لديّ ملابس خاصة بالمدرسة".
وخاطبت الطالبة اعتماد خلال حديثها مع "بوابة اللاجئين" وكالة "أونروا" بضرورة توفير منزلٍ للعائلة ليقيها من هذا الألم، أو حتى توفير "أي شيء للعائلة، مأوى، ملابس شتوية، طحين وأرز، من أجل أن نكمل حياتنا على الأقل إلى حين توفير منزلٍ لنا".
الحاجة نعيمة أبو عمرة أيضًا طالبت الجميع بتوفير مسكنٍ بديل عن هذا المُدمّر، تقول "لا نريد شيئًا، لا طعام ولا حتى شراب، نريد مسكنًا صالح للعيش فقط".
"لو قصفونا مرّات أخرى أنا وكل من يعيش معي هنا، سنظل موجودين على تراب وركام بيتنا، ولن نتخلى عن هذا البيت"، مُتسائلاً في ختام حديثه حول رفض وكالة الغوث تسجيله على ملف الأضرار بعد قصف منزله عام 2019 "يا وكالة الغوث، أين الأموال التي نسمع في الإعلام أنكم استلمتموها؟".
شاهد الفيديو