الوليد يحيى – بيروت
نفّذت عشرات العائلات من اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيّمات لبنان و المهجّرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، اعتصاماً صباح الاثنين 2 آذار/ مارس، أمام المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" في العاصمة اللبنانية بيروت، بدعوة وتنظيم من لجان حقّ العودة، ولجان الفلسطينيين المهجّرين من سوريا.
وطالب المعتصمون، وكالة "أونروا" بوضع خطّة طوارئ استثنائيّة عاجلة للاجئين الفلسطينيين في لبنان واللاجئين المهجّرين من سوريا، تعتمد تقديم مساعدات عينية وماليّة، استجابة للأزمة الاقتصاديّة التي تعصف بلبنان، وانعكاساتها على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والمهجّرين من سوريا بأشكال مضاعفة، تمثّلت بارتفاع نسب البطالة والفقر في ظل ارتفاع أسعار السلع وصرف الدولار وتراجع القيمة الشرائية للعملة اللبنانية.
وتوجّه المعتصمون إلى رئاسة وكالة "أونروا" والعاملين فيها، بسلسلة مطالب على رأسها تأمين التغطية الصحيّة بنسبة 100% لعمليات الاستشفاء وتغطية أصحاب الأمراض المستعصيّة، والعمل على توفير الأموال المطلوبة لتأمين خطة طوارئ عاجلة ومستدامة للاجئين الفلسطينيين وتحسين خدمات الوكالة.
كما طالب المعتصمون، بزيادة عدد حالات الشؤون، حيث هناك المئات من العائلات على قائمة الانتظار في عموم المخيّمات، وزيادة قيمة المعونات ودفعها بالدولار بسبب تراجع القيمة الشرائية للعملة اللبنانية، إضافة إلى الإسراع في ترميم المنازل الآيلة للسقوط في عموم المخيّمات الإسراع في عمليات إعادة إعمار مخيّم نهر البارد.
وطالبوا بضرورة زيادة عدد عمّال الصحّة البيئيّة ومعالجة مشاكل مجاري الصرف الصحّي والكهرباء والبنى التحتية في المخيمات، وفتح باب التوظيف وملئ الشواغر في عموم المناطق وتثبيت المياومين.
وعلى صعيد اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، ألقى عضو لجنة المهجّرين في مخيّم شاتيلا " أبو شهاب" كلمة، لفت فيها إلى ظروف هذه الشريحة من اللاجئين وأوضاعها الصعبة نتيجة ما وصفه بـ" اللجوء المرّكب" والتي تزداد تعقيداً كل يوم في ظل الأزمة اللبنانية.
وأشار "أبو شهاب" إلى أنّ حدود الأزمة التي تعصف باللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، تتجاوز حدود الكرمة الإنسانية، حيث يعاني 90% منهم من الفقر الشديد، بينما يعيش 95 % بلا أمن غذائي، ويختزلون وجبات طعامهم اليومية في ظل الغلاء الفاحش، كما أمّ العديد من الأسر باتت عاجزة عن الإيفاء بإيجارات منازلها مما يهددها بالبقاء بلا مأوى.
ولخّص عضو لجنة المهجّرين المطالب، بضرورة شروع "أونروا" بتطبيق خطّة طوارئ عاجلة تؤمن بدل الإيواء والاستشفاء الكامل وبدل غذاء تُصرف قيمته بالدولار حفاظاً على قيمتها الشرائيّة والإفادة من قروض المشاريع الصغيرة.
كما دعا الوكالة الدوليّة، إلى معالجة الأوضاع القانونية المتعلّقة بالإقامة ممن لديهم إشكالات بهذا الشأن، كما طالب " أونروا" وكافة المرجعيات الفلسطينية بالعمل بكل ما يلزم لإعادة إعمال المخيّمات المدمّرة في سوريا، وفي المقدّمة منها مخيّم اليرموك من أجل ضمان العودة إليها لمواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة.
وحول هذا التحرّك وأهميّته، قال عضو لجان حقّ العودة سامح أبو علي لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ "الاعتصام يأتي استجابة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في لبنان والمهجرين الفلسطينيين من سوريا من جراء تداعيات صفقة ترامب- نتياهو، وأيضا من جراء تداعيات قرارات وزير العمل السابق، في ظل الحرمان المتواصل للاجئين الفلسطينيين في لبنان ومن جراء الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان".
وأضاف، أنّ الأزمة الاقتصادية في لبنان قد تضرر منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان و والمهجّرون من سوريا، بأشكال مضاعفة عن غيرهم، و أدّت الى ارتفاع البطالة والفقر، ما يحتّم ضرورة تقديم مساعدات عينية ومالية، والتحرك لدى الدول المانحة من اجل الإيفاء بالتزاماتها.
وحذّر أبو علي، من تخفيض الميزانية العامة للـ"أونروا" بقيمة 10 بالمئة، وفق ما أشارت معلومات متعددة، بذريعة الاستجابة للأزمة الماليّة، لافتاً إلى مطالبة لجان منظمة التحرير ودائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين بالتحرك من أجل حل مشكلات الوضع الراهن للوكالة الدولية، وباتجاه وضع خطة عمل لإغاثة الشعب الفلسطيني في لبنان.
وأكّد المعتصمون، على ورفض صفقة القرن والتمسك بحق العودة ورفض مشاريع التهجير والتوطين، متمنين أن يخرج لبنان من ازمته وأن تُدرج الحكومة اللبنانية الملف الفلسطيني على جدول اعمالها، باتجاه إقرار الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني ومواجهة خطة ترامب - نتياهو.