مخيم بلاطة - نابلس
استنكر أحمد خضر من مُخيّم بلاطة بنابلس، نجل القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية حسام خضر المُعتقل منذ أيام لدى أجهزة السلطة الفلسطينية، ما جرى من اعتقالٍ بحق والده "الشخصيّة المناضلة التي اعتقلت عشرات المرات في سجون الاحتلال، وأصيبت أيضًا عدّة مرات خلال مواجهة الاحتلال".
نجل النائب السابق في المجلس التشريعي الفلسطيني، أوضح خلال اتصالٍ هاتفي أجراه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ والده "كان ضد أداء السلطة، وانتقد المسؤولين فيها وخطابات رئيسها في أكثر من مرة"، مُبينًا أنّ الانتقاد الأخير "وهو السبب في اعتقاله بتهمة التحريض على السلطة، هو عند انتقاده لخطاب الرئيس الذي تهجّم فيه على الأطباء وإضراب النقابة الذي وصفه عبَّاس بالحقير".
وبيّن خضر الإبن، أنّ "تهمة التحريض على السلطة تأتي في ظل تعطيل المجلس التشريعي، وفي ظل إصدار عباس في وقتٍ سابق قانون الجرائم الإلكترونية الذي يُعاقب بموجبه أي شخص لمجرد تذمره من النظام أو من أداء السلطة تجاه قضيةٍ ما، فيتم اعتقاله بدون أي سبب أو تهمة تذكر".
وأشار أيضًا إلى أنّ "والده اعتقل يوم الجمعة، وغدًا الاثنين سيُعرض على المحكمة للتقرير في مصيره بناءً على التهمة المقدمة ضده وهي التحريض على السلطة بموجب قانون الجرائم الإلكترونية"، مُوضحًا أنّ "قوّة مدجّجة من أمن السلطة اقتحمت المنزل الواقع داخل مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين بعد ساعتين من إعلان حالة الطوارئ، وعندما رفض القيادي تسليم نفسه اعتقلوه بالقوّة".
مضرب عن كل شيء
وتابع أحمد: "والدي حتى اللحظة مضرب عن الطعام والماء والكلام مع عناصر أمن السلطة، حتى أنّه يرفض تبديل ملابسه التي اعتقل فيها، وهذا يعرّضه للخطر، وكل هذا يأتي تعبيراً عنرفضه الاعتقال غير القانوني وبعيد عن الشرعية، كون والدي عبَّر عن رأيه فقط"، مُشيرًا أنّ هناك "هيئة من عدّة محامين وحقوقيين بادروا لتمثيله أمام المحاكم".
أحمد خضر أكَّد خلال حديثه لموقعنا أنّه "صباح غد الاثين سيقف عدّة محامين أمام القضاء للدفاع عن والدي"، مُحملاً الحكومة في رام الله "مسؤولية كل ما قد يجري لوالده وأفراد أسرته من تبعات هذا الاعتقال والطريقة الهمجية التي اعتقلوا والده فيها، خصوصًا جدّتي المُسنّة التي صُدمت من طريقة الاعتقال وهي مريضة بالأساس".
وعبَّر أحمد خلال حديثه عن رفضه الكامل "لأي اعتقال تحت بند الاعتقال السياسي ولمجرد التعبير عن الرأي" قائلاً: "القانون يكفل لنا التحدّث بحريّة على عكس ما تعاملنا به أجهزة السلطة"، مُردفًا في ذات الوقت أنّ "هناك حالة أفضل من الماضي من ناحية التضامن الشعبي تجاه المعتقلين السياسيين، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال وقفات تضامنية في الشارع".
الحرية لا تتجزأ
كما أكَّد خضر المنحدر من مدينة يافا المُحتلة، أنّ "هناك أصحاب مصالح تتعارض مصالحهم مع الأصوات الوطنيّة العاليّة، لا يريدون للناس أن تتحدّث بصوتٍ عالٍ، يريدون مصالحهم وأموالهم فقط"، مُشددًا على أنّ "شعبنا الذي يناضل منذ 70 عامًا لا يستحق هذا القمع والقهر. نحن في البيت اعتدنا على أنّ تقوم قوات الاحتلال الصهيوني باعتقال والدي وليس الأمن الفلسطيني الذي كان والدي رفيقًا له في النضال من عشرات السنوات".
وتمنى أحمد في ختام حديثه مع موقعنا، أنّ يصبح "الفلسطيني قادرًا على التعبير عن رأيه بحريّة، ويقول لا في وجه كل هذه الأوضاع الصعبة، بعيدًا عن التنكيل والاعتقال، حسام خضر طوال حياته لم يُقصّر بحق أي أحد، أهكذا يعامل المناضلون؟"، مُشددًا أنّ "الحرية لا تتجزّأ، شعبنا ناضل ضد الاحتلال ولا يجوز بأي حالٍ من الأحوال قمعه، ومن غير المعقول أنّ نناضل ضد الاحتلال سنواتٍ طويلة ويأتي من يعتقلنا في سجون وطننا".
يُذكر أنّ مؤسسات مُخيّم بلاطة في نابلس عبَّرت عن شديد أسفها يوم أمس، لقيام قوات أمن السلطة باعتقال القيادي في حركة فتح والنائب في المجلس التشريعي حسام خضر من منزله اعتقالًا سياسيًا رغم تفعيل حالة الطوارئ في كافة المدن الفلسطينية لمواجهة فيروس "كورونا".
وطالبت المؤسسات رئيس السلطة محمود عباس "بالإفراج الفوري والعاجل عن المناضل حسام خضر احترامًا لتاریخ المناضلین الشرفاء الذین كانت لھم الید الطولى في مقارعة الاحتلال محافظین على الثوابت الوطنیة الفلسطینیة مضحین بالغالي والنفیس من أجل قضیتنا الفلسطینیة العادلة ودحر الاحتلال وأعوانه".