مخيم عايدة – بيت لحم
مع شفاء 17 مصاباً بفايروس كورونا في بيت لحم، إلا أن هناك إصابات أخرى ما تزال تسجل، لذا يواصل أهالي مخيّم عايدة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم بالضفّة المحتلّة، ولجنته الشعبيّة، حملة حثيثة لمنع انتشار فايروس " كورونا" في المخيّم، الذي يعتبر من أقرب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لخطر "كورونا" في الضفة.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" واكب الحملة، التي استطاعت حتّى اليوم، منع تسلل الفايروس إلى المخيّم، وذلك عبر عدّة إجراءات ومنها إنشاء غرفة طوارئ من اللجنة الشعبيّة ومدير المخيّم وبقيّة المؤسسات الوطنيّة، حسبما أفاد رئيس اللجنة الشعبيّة في المخيّم سعيد العزّة لموقعنا مضيفاً : "غرفة الطوارئ تقوم بتلبية احتياجات المخيم قدر المستطاع، وضمن الإمكانيات المحدودة التي لدينا".
ويعتبر مخيّم عايدة، من أكثر التجمعات السكّانيّة اكتظاظاً في مدينة بيت لحم على مساحة 1.5 كيلومتر مربّع، ما دفع إلى تكثيف حملات التوعيّة، وسجّل التزاماً كاملاً من قبل سكّانه بقرارات وزارة الصحّة وفق ما أكّد الناشط في المقاومة الشعبيّة ببيت لحم إبراهيم مسلّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الذي أشار إلى إغلاق كامل للمؤسسات والمنتزهات العامّة في المخيّم.
دور بارز لنشطاء متطوعين
وفي خضم الحملة داخل مخيّم عايدة، يبرز دور الناشطين من الأهالي الذين جالوا مع الطواقم الطبيّة على كافة البيوت في المخيّم من دون استثناء، لنشر الوعي الوقائي، وضرورة استخدام المعقمات والأدوية والقفازات والكمامات، والتوعية حول حركة الأطفال كمان داخل المخيم، عدم لمس ابواب الدكاكين وأبواب المصاعد، بحسب ماقال الناشط من أبناء المخيّم مروان فرج لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف فرج :" نحنا طبعاً جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، وخدمة الناس وخدمة الشعب سواء أنا كنت ابن تنظيم أو ابن مؤسسة أو ابن سلطة، فهذا واجب على كل بني آدم في منطقته عايش في فلسطين وهذا يلي تربينا عليه من احنا صغار".
بدوره الناشط أنس نصر الله، تحدث عن بعض الخطوات التي يقوم بها النشطاء، "كتقديم الدعم المعنوي للناس، بالإضافة إلى الإجراءات التي نأخذها من وزارة الصحة للوقاية، وتحضير المعقمات وتوزيعها وتقصي حاجيات الناس ومساعدتهم لتلبيتها".
استياء من عدم وجود دور لـ "أونروا" خلال هذه المحنة
ولوحظ في خضم الحملة، الاستياء الواسع من قبل الأهالي جراء غياب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن القيام بدورها، وهو ما يعكس تخلّي الوكالة شيئاً فشيئاً عن تقديم خدماتها داخل مخيّم عايدة، سواء الصحيّة والطبيّة وحتّى على مستوى تقديم مواد التنظيف والتعقيم والعلاج، حسبما قال الناشط في المقاومة الشعبية ببيت لحم إبراهيم مسلّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
بدوره رئيس اللجنة الشعبية في مخيم عايدة سعيد العزّة أكّد تقاس وكالة "أونروا" عن دورها في تقديم الخدمات للاجئين، بصفة عامة للمخيمات في الوطن، وخاصة في مخيمات بيت لحم التي تخضع لحالة الطوارئ.
وقال العزّة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ وضع المخيم ينقصه الاحتياجات الأساسية" مشيراً إلى مسؤوليّة الوكالة التامّة عن المخيّمات كما عبّر عن اسفه الشديد عن تنصّل الوكالة من مسؤولياتها.
ولفت إلى أنّ اللجنة قامت بمخاطبة " أونروا" إلّا أنّ ردّها كان سلبيّاً جدّاً، "ليس عندهم أي اشي ليقدموه للمخيم، لا دعم نفسي ولا أدوات وقاية ولا من تعقيمات ولا مساعدات غذائية للناس الموجودة في المخيم" حسبما أضاف.
لجنة الطوارئ توفّر الغذاء للأهالي في فترة الحجر
وتجاوز دور لجنة الطوارئ في مخيّم عايدة، العمل لوقائي والتوعوي ليتصدّى إلى متطلبات الأمن الغذائي للأهالي أثناء وجودهم في الحجر .
وحول هذا الأمر، قال عضو اللجنة الشعبيّة في مخيّم عايدة منذر عميرة لـ" بوابة اللاجئين لفلسطينيين" إنّ اللجنة بدأت بالعمل على بعد مهم وهو توفير الأمن الغذائي للسكّان، وذلك عبر توزيع مجموعة من الطرود الغذائيّة، إضافة إلى الخضار والفواكه".
وأشار إلى حاجة العديد من العائلات للمساعدة، مؤكّداً أنّ اللجنة تتابع هذا الأمر بشكل جدّي وتتعامل مع المناشدات التي تصلها في هذا السياق.
كما لفت عميرة، إلى أبعاد أخرى سيجري العمل عليها، ومنها حملة للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال للقول لهم " أهلكم بخير وأنهم ليسوا وحيدين هنا في ظل هذه الأزمة".
تجدر الإشارة، إلى أنّ المخيّمات الفلسطينية في الضفّة الغربيّة المحتلة كانت قد دخلت في حالة طوارئ شاملة منذ السادس من آذار/ مارس الجاري، بعد تسجيل إصابات في مدينة بيت لحم، حيث يبدو الحال في معظم المخيّمات متشابهاً من جهة العمل المحلّي وبإمكانيات متواضعة، لحماية اللاجئين من هذا الوباء العالمي التي عجزت دول حول العالم عن وقف انتشاره داخلها.
شاهد التقرير