فلسطين المحتلة
 

يصادف اليوم الإثنين 30 آذار/ مارس الذكرى الـ44 ليوم الأرض الخالد الذي جاء بعد هبة أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المُحتل عام 1948، ضد الاستيلاء على أراضيهم واقتلاعهم منها من قِبل الاحتلال الصهيوني.
 

"كورونا" يلغي مسيرات العودة

وفي وقت سابق، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة ومجابهة "صفقة القرن" إلغاء المسيرات الجماهيرية في الثلاثين من آذار/مارس الحالي، الموافق لذكرى "يوم الأرض" والذكرى السنوية الثالثة لانطلاق مسيرات العودة، منعاً لحدوث تجمعات لضمان عدم انتقال فايروس "كورونا".

كما طالبت الهيئة جميع الفلسطينيين بالالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية المعلنة من وزارة الصحة ومن جميع الهيئات الرسمية في سبيل مواجهة وباء "كورونا".

ودعت الهيئة إلى حرق علم الاحتلال لما يمثله من ظلم واضطهاد تاريخي للشعب الفلسطيني، إلى جانب توقف حركة السير والمواصلات العامة يوم 30 آذار/مارس لخمس دقائق، مع إطلاق صافرات الإنذار وصافرات سيارات الإسعاف والدفاع المدني وسيارات الشرطة تخليداً للذكرى.

وقالت الهيئة في مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين: "أمامنا أعباء ومهام معقدة تفرض علينا تعزيز وتوسيع الاشتباك الشعبي والوطني مع هذا الاحتلال وضد المؤامرات التي تستهدف قضيتنا وعلى رأسها صفقة المجرم ترامب"، داعيةً "لاستعادة  الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام استنادًا لثوابت شعبنا الفلسطيني فهذه المرحلة الحرجة التي تمر بها قضيتنا توجب علينا وحدة المرجعية والقرار وإعادة الاعتبار للمشروع  الوطني وتحرير أرضنا وتحقيق حقنا في العودة إلى الديار، ودعم صمود الشعب الفلسطيني بغزة".

ووجّهت الهيئة "تحية فخر واعتزاز للحركة الأسيرة التي تخوض معركة  تلو المعركة ضد سياسات وإرهاب مصلحة السجون، التي أقدمت في الأيام الأخيرة على سحب كل المواد الأساسية للوقاية من مرض كورونا، وحرمان الأسرى من إجراءات الوقاية الاحترازية، ما يشير إلى تعمدٍ صهيوني واضح لنقل الوباء إلى داخل السجون".

كما دعت الهيئة إلى "تضافر الجهود الوطنية لتعزيز صمود الجبهة الداخلية الفلسطينية لأبناء شعبنا في الداخل والشتات، وخصوصًا من الفئات المهمشة والمتضررة"، داعيةً "الجميع للالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن جهات الاختصاص".
 

إحياء الذكرى الكترونياً

من جهتها لجنة المتابعة العليا في الأراضي المحتلة عام 1948 ألغت أيضاً جميع الفعاليات التي تعتمد علة التجمعات، داعية أبناء الشعب الفلسطيني إلى إحياء ذكرى يوم الأرض الكترونياً.

وفي رسالة له قال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة:"في هذا السبيل، عقدنا اجتماعا في رام الله مع كل الفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية وتوافقنا على ذلك، على أن نقوم بإحياء ذكرى يوم الأرض بشكل موحد، في كل تجمعات الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والشتات والجاليات والداخل، إلا أن الأوضاع التي فرضها انتشار جائحة الكورونا على البشرية، وعلينا ضمنها، يحول بيننا وبين تنظيم أي نشاطات جماهيرية واسعة. لذلك أطلقنا حملة رقمية على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي تشمل: حدث على الفيس بوك وتغيير لصورة البروفايل في قالب موحد والبث المباشر على الصفحات الشخصية لما نقوم به في كل بيت فلسطيني بالإضافة إلى رفع أعلام فلسطين على الأسطح أو النوافذ وإطلاق نشيد موطني أو "سنرجع يوما" (حيث أمكن). عليه ندعوكم إلى الدخول إلى صفحتننا: لجنة المتابعة العليا، والتفاعل مع كل المنشورات المتعلقة بيوم الأرض".
 

بيان للمجلس الوطني

بدوره، قال المجلس الوطني الفلسطيني: إنّ "سياسة التطهير العرقي الإسرائيلي المستمرة منذ حوالي مئة عام فشلت في اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه التي عاش فيها جيلاً بعد جيل مذ آلاف السنين"، مُؤكدًا أنّ "سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الاستيلاء على الأرض وبناء المستعمرات والتطهير العرقي وهدم البيوت وتطبيق القوانين العنصرية وتهويد القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية، وغيرها من أدوات القمع والقتل والاعتقال، كلها لم تنجح في ثني أبناء شعبنا من التمسك بأرضهم، والمقدر عددهم بحوالي 13 مليون، منهم حوالي 6.600 مليون فلسطيني يعيشون على أرض الآباء والأجداد، إضافة لحوالي 6.727 مليون فلسطيني ينتظرون العودة إلى أرضهم التي هجروا منها بفعل المجازر والإرهاب الصهيوني".

وأضاف إنّ "مناسبة يوم الأرض لهذا العام تأتي والفلسطيني يتعرض لهجومين متزامنين: وباء كورنا، والثاني الاحتلال الذي يسابق الزمن لتنفيذ ما ورد في ما يسمى "صفقة القرن" الأمريكية لاقتلاعه من أرضه وزيادة وتيرة الاستعمار في انتهاك واعتداء صارخين على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2334) لعام 2016، واتفاقية لاهاي لسنة 1907، ومعاهدة جنيف الرابعة لسنة 1949".

وأكَّد أنّ "إسرائيل وقادتها ومن يحميهم وفي مقدمتهم إدارة ترامب لم يدركوا سر العلاقة الأبدية بين الفلسطيني وأرضه واستعداده للتضحية لأجلها، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البشرية جمعاء بسبب وباء كورنا، الذي أكد على بشاعة الفكر والسلوك الصهيوني الاستعماري العنصري، الذي يستغل الظرف الصحي لأبناء شعبنا، حيث يواصل هذا الاحتلال والمستعمرون اقتحام القرى والمدن والمخيمات، والاعتقال والقتل، والاعتداء على الفلسطينيين وهدم منازلهم ومنشآتهم، وبناء المستعمرات في أرضهم".

وأصدرت الفصائئل الفلسطينية كافة بيانات في ذكرى يوم الأرض تجدد التأكيد على تمسك الفلسطينيين بأرضهم وتدين جرائم الاحتلال المستمرة منذ ما قبل النكبة بحق الشعب الفلسطيني، وتدعو الشعب الفلسطيني إلى الانتباه والحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة من فايروس "كورونا".
 

قصة يوم الأرض

وفي عام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على نحو 21 ألف دونم من أراضي قرى فلسطينيّة في الجليل، ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه، أعلن الفلسطينيون الإضراب يوم الثلاثين من آذار، وفي ذلك اليوم أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضرابًا عامًا، وحاولت سلطات الاحتلال كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

جيش الاحتلال قابل هذا الإضراب كعادته بكل عنفٍ ووحشيّة، حيث استخدم الدبابات والمجنزرات وأعاد احتلال قرى فلسطينيّة، في حين طالب أبناء شعبنا بتشكيل لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل فلسطينيين عُزَّل، إلا أنّ الاحتلال رفض ذلك.

ولم تقتصر المسيرات والاحتجاجات على الداخل الفلسطيني، بل عمّت المظاهرات كافة المدن الفلسطينيّة في الضفة المحتلة وقطاع غزة، كما وصلت مُخيّمات اللجوء في البلدان العربيّة المجاورة.

ويُعدّ 30 مارس يوم النضال الأبرز بالنسبة لفلسطينيّي الداخل بشكلٍ خاص، إذ شكّل هذا اليوم تحوّل كبير في مسيرة كفاحهم من أجل البقاء والحفاظ على الهوية والتاريخ والأرض.

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد