فلسطين المحتلة
أحيا اللاجئون في مُخيّمات قطاع غزّة والضفة المحتلة، ذكرى يوم الأرض، يوم أمس الاثنين 30 آذار/ مارس، عن طريق رفع العلم الفلسطيني فوق أسطح المنازل، وذلك بعد إلغاء الفعاليات المركزية السنويّة خشية من تفشي فيروس "كورونا".
وقالت اللجنة الشعبيّة في رفح أنّ "لجنتها الفرعيّة شاركت في حملة لرفع علم فلسطين فوق أسطح منازل اللاجئين داخل المُخيّمات في قطاع غزة وقامت بتوزيع مطويات خاصة بذكرى يوم الأرض".
وعبَّر اللاجئون – بحسب اللجنة- عن اعتزازهم وتخليدهم لذكرى يوم الأرض برفع علم فلسطين فوق أسطح وشرفات المنازل، مُشيرةً أنّ "ذلك "من أجل إيصال رسالتهم للعالم أجمع، أنه مهما ضاقت بنا سبل الحياة وطوقتنا الأوبئة وعصفت بنا الأزمات، تبقى فلسطين حاضرة في القلب والعقل والروح، وحتما سنعود".
وبهذه المناسبة، قامت عدّة لجان في المُخيّمات "بتعقيم المرافق والأحياء السكنية التي يقطنها اللاجئين"، مُؤكدين أنّ "ذكرى يوم الأرض الخالدة ستبقى محفورة في قلوب وعقول الأجيال جيلاً بعد جيل حتى نسترد الأرض وتحرير البشر والحجر".
في الضفة المحتلة، قال منسق مبادرة رفع العلم الفلسطيني عبد الكريم الكحلوت، في تصريحاتٍ صحفية، إنّ "مبادرة رفع العلم، هي مبادرة أطلقها مجموعة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وجرى إعداد تصاميم وإرسال دعوات من أجل احياء ذكرى يوم الأرض برفع العلم الفلسطيني على شرفات المنازل، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني".
وأكَّد الكحلوت أنّ "الحملة شملت رفع العلم الفلسطيني من شرفات المنازل إحياء ليوم الأرض الذي يحييه شعبنا كل عام".
وصادف أمس الإثنين 30 آذار/ مارس الذكرى الـ44 ليوم الأرض الخالد الذي جاء بعد هبة أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المُحتل عام 1948، ضد الاستيلاء على أراضيهم واقتلاعهم منها من قِبل الاحتلال الصهيوني.
قصة يوم الأرض
وفي عام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على نحو 21 ألف دونم من أراضي قرى فلسطينيّة في الجليل، ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه، أعلن الفلسطينيون الإضراب يوم الثلاثين من آذار، وفي ذلك اليوم أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضرابًا عامًا، وحاولت سلطات الاحتلال كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
جيش الاحتلال قابل هذا الإضراب كعادته بكل عنفٍ ووحشيّة، حيث استخدم الدبابات والمجنزرات وأعاد احتلال قرى فلسطينيّة، في حين طالب أبناء شعبنا بتشكيل لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل فلسطينيين عُزَّل، إلا أنّ الاحتلال رفض ذلك.
ولم تقتصر المسيرات والاحتجاجات على الداخل الفلسطيني، بل عمّت المظاهرات كافة المدن الفلسطينيّة في الضفة المحتلة وقطاع غزة، كما وصلت مُخيّمات اللجوء في البلدان العربيّة المجاورة.
ويُعدّ 30 مارس يوم النضال الأبرز بالنسبة لفلسطينيّي الداخل بشكلٍ خاص، إذ شكّل هذا اليوم تحوّل كبير في مسيرة كفاحهم من أجل البقاء والحفاظ على الهوية والتاريخ والأرض.