لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
رحلت المناضلة "ريما" بعد مرور أكثر من (32) عاماً على تنفيذها عملية اغتيال الدبلوماسي الصهيوني "يعقوب بار سيمان طوف"، إذ أطلقت عليه النار في نيسان من العام 1982 في العاصمة الفرنسية باريس.
وحسب صحف عبرية، فإن الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت "فرانسوا ميتران" أصدر الأوامر للقوات الأمنية والمخابرات بملاحقة المخططين والفاعلين، وحكمت المحكمة الفرنسية على "ريما" غيابياً بالسجن المؤبد، وعادت إلى لبنان إذ كانت تتنقّل بحذر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وبلدتها جبرايل عكار.
"ريما" كان الاسم الحركي للمناضلة اللبنانية جاكلين اسبر، التي ولدت عام 1959 في بلدة جبرايل عكار، ورحلت عن عمر يناهز (57) عاماً، ولم يتمكّن الكيان الصهيوني أو الفرنسيون النيل منها على الرغم من استمرار ملاحقتها، إلى أن تم العثور عليها مساء الأحد 27 تشرين الثاني من العام 2016، جثةً هامدة في منزلها الكائن بمسقط رأسها جبرايل عكار، بعد أن حاولت قريبة لها الاتصال بها ولم تلقَ ردتً طيلة 24 ساعة متواصلة رغم علمها أن "ريما" في المنزل، ما دعاها للذهاب إلى المنزل لتجدها متوفاة، وحسب الطبيب الشرعي فإن سبب الوفاة كان أزمة قلبية.
تم تشييع جثمان "ريما" إلى مثواه الأخير، الاثنين 28 تشرين الثاني بحضور أقاربها وقادة من الحزب السوري القومي الاجتماعي ومشاركة ممثلين وكوادر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
بحسب بعض المواد القليلة المتوافرة عنها، فقد انطلقت "ريما" من بلدتها لتنضم فيما بعد إلى صفوف الثوريين، واعتبرت قضية فلسطين قضية مركزية، ولا يمكن أن تتحرر إلا بالقوة، متبنيةً شعار "وراء العدو في كل مكان" الذي قاله الشهيد وديع حداد.
كانت"ريما" قد انطلقت إلى أوروبا في العشرينات من عمرها بحجّة الدراسة، إلا أن هدفها الحقيقي كان تنفيذ سلسلة من العمليات ضد أهداف صهيونية في أوروبا، وكانت جزءاً من مجموعة ثورية لبنانية انبثقت عن تنظيم وديع حداد، يقبع كل أفرادها الذين لم يرحلوا بعد، إما في الاعتقال أو أنهم ملاحقون، كما كانت حال "ريما" طوال السنوات الماضية متخفية.