الكيان الصهيوني
حيَّت لجنة المقاطعة في الداخل الفلسطيني المُحتل (BDS48) والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية للكيان الصهيوني، مساء أمس الاثنين 4 أيار/ مايو، الرد المبدئي والغاضب "لمجتمعنا الفلسطيني ضد الأغنية الجديدة بعنوان "البلد بخير" التي بثتها قناة "مكان" الرسمية الإسرائيلية الناطقة بالعربية".
وأكَّدت اللجنة في بيانٍ لها وصل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ "البلد ليست بخير طالما شعبنا الفلسطيني الأصلاني يئن تحت اضطهاد نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، ولكننا بخير طالما ظل شعبنا مصرًا على حقوقه ومقاومته للظلم. فعدا عن محاولة التغطية على الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا من خلال الترويج لكون "البلد" (المقصود إسرائيل بالطبع) بخير، فإنّ الأغنية، التي تدّعي أنها "ساخرة"، هاجمت صراحة، من على منبرٍ حكوميّ إسرائيلي، حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، أحد أهم أشكال نضال شعبنا من أجل تحرره الوطني وتقرير مصيره وعودة لاجئيه، وأهم أشكال التضامن العالمي مع نضال شعبنا من أجل هذه الحقوق".
وأدانت الحملة "كل من شارك/ت في هذا الإنتاج الهابط، الذي أنتجته شركة "الأرز" في الداخل، لأنّ المشاركة في الحرب الإسرائيلية على حركة المقاطعة (BDS) تتجاوز التطبيع لتصل إلى خدمة المشروع الصهيوني ضدّ شعبنا، وندعوهم/ن للتراجع عن هذا الانخراط والاعتذار لشعبنا"، مُؤكدةً اللجنة على أنّها "تلتزم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبميثاق الحقوق المدنية والسياسية للأمم المتحدة، والوثيقتان ترسّخان احترام التعددية الفكرية وحرية التعبير في سياق "الواجبات والمسؤوليات" تجاه عدم التعدّي على حريات الآخرين وحقوقهم وتجاه حماية المصلحة الوطنية، والذي يترجم في وضعنا إلى حماية نضالنا الوطني التحرري، فكوننا شعبًا يخضع لنظام احتلال واستعمار-استيطاني وفصل عنصري (أبارتهايد)، لا بدّ بداهة من مواءمة هذه المبادئ العامة مع خصوصية وضعنا دون المساس بجوهرها، لذا، نؤمن بحرية التعبير، ولكنّنا بالتأكيد لا نقبل بحرية التطبيع".
وقالت اللجنة في بيانها: "نأمل من كل شركات الإنتاج العربية وكل المخرجين/ات العرب، وبالذات الفلسطينيين/ات، عدم التعامل مع شركة "الأرز" وعدم توظيف أي فنان/ة شارك/ت في هذا الهجوم الإسرائيلي الممنهج على نضالنا حتى يـ/تتراجع عن هذا التطبيع وعن الانخراط في مخططات إسرائيل ضد شعبنا ويـ/تعتذر لشعبنا"، مُناشدةً "مجتمعنا الفلسطيني والعربي عمومًا بمقاطعة قناة "مكان" الحكومية الإسرائيلية التي تعمل على "أسرلة" جزء من شعبنا وعلى طمس هويتنا الفلسطينية الثقافية والسياسية واستغلال البعض منا لنشر الدعاية الصهيونية".
كما أكَّدت أنّه "ليس من المفاجئ أن بعض المشاركين/ات في هذا "العمل" هم من ممثلي/ات مسلسل "فوضى" الإسرائيلي، الذي يخدم نظام الاستعمار الصهيوني من خلال ترويجه لجرائم الحرب التي تقترفها «فرق الموت» ("المستعربين") في جيش الاحتلال وتلميعه لوجه نظام إسرائيل الاستعماري، ويبرّر البعض مشاركته في مسلسلٍ كهذا، أو قناةٍ كهذه، بالاضطرار للعمل بحجة عدم وجود فرص أخرى للفنانين/ات، بالأخص في أراضي 1948، وإن كان ذلك صحيحًا في الجوانب الحياتية الحيوية والاضطرارية (كالصحة والتعليم والعمل في الوزارات المدنية، أي باستثناء المؤسسة الأمنية-العسكرية ووزارة الخارجية وما يماثلها من أدوات النظام) وفي الحصول على خدماتٍ من نظام الأبارتهايد الإسرائيلي، كمواطنين محكومين بعلاقةٍ قسرية مع هذا النظام، ألم تعُد هناك خطوط حمراء ومبادئ لدى البعض؟ ألا يُعتبر الانخراط في حرب البروباغاندا الإسرائيلية ضد شعبنا خطًا أحمرًا، وطنيًا وأخلاقيًا؟ هل تبرّر الحاجة المادية والمصلحة الشخصية التماهي مع المشروع الصهيوني المعادي لشعبنا وحقوقنا؟ نكرّر دعوتنا لمقاطعة مسلسل فوضى".
ولفتت إلى أنّ "الخطورة الأكبر لهذه الإنتاجات التطبيعية والتحريضية تكمن في توقيتها وأهدافها، إذ لا يمكن فصلها أبدًا عن هجوم الإعلام الإسرائيلي والحملة التي تشنها حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي على حركة المقاطعة (BDS)، بموارد ماليةٍ واستخباراتية وقانونية ودبلوماسية ضخمة، لما تحققه الحركة من إنجازات عالمية في فضح جرائم الاحتلال والأبارتهايد وعزل هذا النظام المجرم على طريق الحرية والعدالة والمساواة".
وتابعت: "كما يأتي هذا الهجوم الإعلامي الإسرائيلي الأخير على (BDS)، بوجهٍ فلسطيني هذه المرّة للأسف، ضمن سياق المحاولات اليائسة لتمرير "صفقة القرن" الأمريكية-الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وما يرافقها من تطبيع بعض الأنظمة الاستبدادية العربية، بالذات أنظمة السعودية والإمارات وعُمان والبحرين وقطر، والتي لا تمثل شعوبها الشقيقة والمؤيدة لنضال شعبنا".
وشدّدت على أنّ "هذا التطبيع الثقافي الخطير هو استكمالٌ للعلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية التطبيعية، وهو يتماهى مع الإنتاجات السعودية التطبيعية الأخيرة المسيئة للقضية الفلسطينية، والتي تجاوزت التطبيع إلى حدّ الخيانة لقضية العرب المركزية"، خاتمةً بيانها بمُناشدة "مجتمعنا بإدانة هذا العمل، دون تخوين أحد، والضغط الشعبي السلمي على كلّ من شارك فيه للتراجع والعودة إلى حضن شعبنا في الوطن والشتات، المناضل والرافض للعبودية للمستعمِر، والمُصرّ على التحرر والعودة وتقرير المصير والحياة الكريمة في وطنه".