واشنطن
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنّ "الأموال التي لديها لا تكفي إلا للعمل حتى نهاية مايو/ أيار الحالي بسبب الأزمة المالية الخانقة".
وأكَّدت مديرة "أونروا" في واشنطن إليزابيث كامبل في مؤتمر عبر تطبيق "زووم"، إنّ "قطع المساعدات الأمريكية عن الوكالة الأممية كان له التأثير كبير على قدرتنا بمساعدة الأشخاص الذين يحتاجونها، ونحن في الأساس نعمل على نحو شهري".
وأوضحت أنّ "الأموال التي بحوزتنا الآن تكفي لدفع رواتب العاملين في مجال الصحة لدينا وعددهم 30 ألفًا حتى نهاية هذا الشهر"، لافتةً إلى أنّ "أونروا لم تحصل إلا على ثلث ميزانيتها السنوية التي تبلغ 1.2 مليار دولار، تواجه أسوأ أزمة مالية منذ بدء عملياتها قبل 70 عامًا تقريبًا".
كما أشارت إلى أنّ "أونروا" تسعى "إلى حد ما لسد العجز البالغ 800 مليون دولار من خلال توجيه مناشدات لدول أوروبية وخليجية لتقديم تبرعات طارئة"، موضحةً "أنّ التبرعات التي قدمها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا والسويد وكندا واليابان ساهمت في سد الفجوة في ميزانية أونروا لعام 2020 فيما قدمت السعودية أيضًا تمويلا لمشروعات بعينها".
وتعليقاً على هذا التصريح من الوكالة الدولية، قالت الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين إن هذه أزمة مالية غير مسبوقة بوتيرة أعلى، لكن ندرك تماما بأن أزمة "الأونروا" بجوهرها هي أزمة سياسية وبامتياز، وبأن هناك ضغطاً أمريكياً وصهيونياً للتأثير على الدول المانحة مالياً والداعمة معنوياً لم يتوقف لحظة على الرغم من أزمة كورونا المتفشية في العالم، بهدف إضعاف الوكالة تدريجياً كمقدمة لإلغائها بكل ما تعنيه من أهمية للاجئين الفلسطينيين، كخطوة أولى لشطب قضيتهم وحقهم في العودة.
وأضافت الهيئة على لسان مديرها علي هويدي أنه على الرغم من تصويت 167 دولة في الجمعية العامة لتمديد تفويض عمل "أونروا" لثلاث سنوات جديدة أي حتى حزيران/يونيو 2023، فإن لم ترجح موازين القوى على المستوى الدولي لصالح القضية الفلسطينية عموماً، سيستمر مسلسل التأثير على الدول المانحة،وستستمر عملية إضعاف الوكالة، والتداعيات لا شك ستكون إنسانية وسياسية وقانونية تتعلق بأكثر من 6 مليون لاجئ فلسطيني مسجل فيها.
وفي السياق، أكَّد الاتحاد الأوروبي "دعمه السیاسي والمالي المتواصل لوكالة الغوث الدولية"، وجاء ذلك في اتصال ھاتفي بین الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجیة والسیاسیة والأمنیة جوسیب بوریل مع المفوض العام الجدید لوكالة "أونروا" فیلیب لازاریني.
وذكر مكتب بوریل في بیانٍ له، أنّ "الجانبین تبادلا وجھات النظر حول الوضع الحالي في الشرق الأوسط والتحدیات المقبلة لا سیما في ضوء جائحة فیروس كورونا، وجرى التأكید على أھمیة دور (أونروا) بصفتھا مقدما لخدمات الرعایة الصحیة الأمامیة خاصة في قطاع غزة".
وأشار بوریل إلى "مساھمة الاتحاد الأوروبي البالغة 82 ملیون یورو (89 ملیون دولار أمریكي) للوكالة لعام 2020"، مُؤكدًا "تصمیم الكتلة الأوروبیة على أن تظل داعمًا قویًا وموثوقًا ویمكن التنبؤ به لوكالة أونروا".