فلسطين المحتلّة
نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، يوم أمس الأحد 17 أيّار/ مايو، رواية الأسير المُحرّر المقعد عدنان حمارشة، والذي تحدّث فيها عمّا ارتكب بحقه وحق عائلته الجمعة الماضية، حين اقتحم جنود الاحتلال منزله واعتدوا عليه وعلى عائلته بشكلٍ وحشي همجي.
وقال الأسير حمارشة في روايته: "في صباح الجمعة الموافق ١٥_٥_٢٠٢٠، اقتحم جنود الاحتلال البيت بعد أن فجروا ثلاثة أبواب للوصول إلى غرفنا، وبدأوا بضرب والدتي وزوجتي بدون أي سبب. اعترضت كثيرًا، ولم يولوا كلامي أيّة أهمية، وهناك فرقة مكوّنة من خمس جنود أخذوا ابني أنس على زاوية الصالة وبدأوا بضربه، ثم أخذوا عمر لزاوية أخرى وبدأت فرقة أخرى بضربه، ومن ثم بدأوا بضرب أخي علاء، وكل ذلك وأنا أحاول أن أثنيهم بالكلام عمّا يفعلون من فعل إجرامي".
وتابع حمارشة رواية ما شاهده من وحشيّةٍ صهيونيّة: "عقب ذلك بدأوا بخنق ابني عمر وقد غرغر غرغرة الموت، فسحبت الضابط والجندي القريبين مني عنه، فسحلوني في الصالة وثبتوني على الأرض وبدأوا بضربي بعقب البندقية على مؤخرة رأسي أكثر من ثلاثين ضربة، وبدأت الدماء تسيل كالنهر من رأسي، ولم أعد أقوى على الحركة وتنفسي قارب على التوقف. راقبوني ربع ساعة وأنا أنزف بغزارة، بعدها قال أحدهم يبدو أنه مات دعونا نخرج، بعد خروجهم جاء الإسعاف ونقلوا العائلة جميعها إلى مستشفى جنين الحكومي، حيث شخصت حالتي بإصابتي بكدمات في كل أنحاء الجسد ناتجة عن الضرب والسحل، كما أصبت بكسر في الجمجمة وتهتك في العظم وجرح طوله ٣٥ غرزة".
وبيّن أنّ ابنه "الأكبر عمر أصيب بكدمات في كل الجسد آثار ضرب عنيف على القفص الصدري بفوهة البندقية، ضرب على الجمجمة وثلاث غرز في الرأس، فيما عانى الابن الأصغر أنس من كدمات في أنحاء الجسد وآثارها واضحة جراء الضرب على منطقة الكلى"، موضحًا أنّ "شقيقه علاء، تعرّض للضرب بأعقاب البنادق، وهناك كدمات في كل أنحاء الجسد".
وشدّد حمارشة على أنّ "ما حصل يؤكّد همجية الاحتلال وتطرفه العنصري بجريمة ارتكبت بحقنا في ذكرى مرور ٧٢ عامًا على النكبة، وبذلك فهو دليل واضح أنهم على نفس النهج من التهجير والظلم والعدوان، وما جرى محاولة تصفية لي أنا شخصيًا وكل ما حصل يؤكّد على ذلك".
كما أكَّد أنّ "الاعتقال والتكسير والضرب والمصادرة لن تثنينا عن متابعة الطريق والوصول إلى الحرية، وهذه الهجمة على بيت الأسرى المحررين مقصودة لإيصال رسالة واضحة للجميع بأن من يتدخّل بالمقاومة أو يحاول الحديث أو العمل على توحيد الجهود والتحرير، فهذا مصيره".