لبنان
بدأ منذ صباح اليوم الإثنين 18 أيّار/ مايو اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا إلى لبنان، بالتوافد إلى فروع شركة BOB لتحويل الأموال، لاستلام مستحقاتهم من المعونات الماليّة المقدّمة من قبل وكالة " أونروا" وذلك وفق المواعيد والآليات التي أعلنت عنها الوكالة منذ 8 من الشهر الجاري، ليتفاجأ الغالبيّة بعدم وجود أموال لدى معظم فروع الشركة في مناطق طرابلس، بيروت، صيدا والبقاع ، وفق شكاوى وردت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وكانت وكالة " أونروا" كانت قد خصصت أيّام 18، 19، 20، 21 من أيّار/ مايو الجاري، لعائلات شبكة الأمان الاجتماعي والفلسطينيين المهجّرين من سوريا لاستلام مستحقاتهم، عبر فروع شركة BOB المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية.
ووفق شكوى من اللاجئ "أبو طه" وهو فلسطيني مهجّر من سوريا ويقطن في صيدا، فإن موظفي شركة "BOB" في شارع المصارف وسط المدينة، أخبروه بعدم وجود أموال كافيّة في الفرع لتسليم المعونات، وأنّه يتوجّب عليهم الانتظار إلى حين توفّرها.
ووصف "أبو طه" ما حدث بـ"الإذلال الكبير" حيث تجمّع العشرات من اللاجئين منذ الصباح الباكر، لقبض مبالغهم التي وعدوا بها، بعد ضيق كبير عانوه لمدّة شهرين، ليخيب أملهم، فضلاً عن الطريقة التي لا "تليق بالبشر" ، محمّلاً وكالة " أونروا" المسؤوليّة عن هذا "الإذلال" وفق قوله.
و أكّد الناشط في ملتقى المهجّرين الفلسطينيين في مخيّم برج البراجنة إبراهيم المدني ورود شكاوى عديدة للملتقى من اللاجئين المهجّرين من سوريا والقاطنين في منطقة بيروت والضاحية الجنوبية، تفيد بعدم تمكّنهم من قبض أموالهم.
وأضاف المدني لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ غالبيّة مكاتب شركة BOB في المنطقة الممتدة من تقاطع الكولا في بيروت وطريق جديدة، وصولاً إلى الضاحية الجنوبيّة، لا توجد فيها أموال لتسليم المعونات، وهي الشركة التي اعتمدتها وكالة " أونروا" لصرف المبالغ.
وانتقد المدني، غياب التنسيق بين الوكالة والشركة حيث أنّ " أونروا" مسؤولة عن متابعة سير عمليّة تحويل الأموال مع الشركة المعنيّة والتأكّد من وجود الأموال قبل إخبار الناس بموعد التوجّه إليها حسبما قال، مضيفاً: " شركة BOB تعلم أنّ اليوم هو موعد تسليم المعونات فكيف تخلو مكاتبها من الأموال؟" وأشار إلى أنّ مكتباً أو اثنين في منطقة بيروت وضواحيها، يقومون بتسليم المعونة، وهذا ما أحدث ازدحاماً كبيراً، بشكل يتناقض مع نصائح الوكالة ذاتها، وإجراءات الدولة اللبنانية بتجنّب التجمعات، وذلك لدرء خطر تفشّي عدوى فايروس"كورونا".
من جانبه، قال مدير منطقة بيروت الوسطى لدى الوكالة محمد خالد: إنّ "أونروا" تتابع عن كثب هذا الموضوع، مُبرراً، " أنّ المؤسسات الماليّة غير معتادة على هذا الأمر، ومن الوارد أن تحدث هكذا إشكاليات في اليوم الأوّل" معزياً الأمر إلى التوافد الكثيف للناس من أجل استلام أموالها منذ أوّل يوم علماً أنّ فترة التسليم ستمتد إلى أربعة أيّام، متوقعاً ان تتحلحل الأمور خلال الأيام المقبلة، حسبما أضاف.
وأعربت "الهيئة 302" للدفاع عن حقوق اللاجئين عن "رفضها وعن قلقها الشديد من الطريقة غير المدروسة في عملية التوزيع، تدعو إدارة الوكالة في لبنان، وعلى جناح السرعة التوقف بموضوعية أمام ما حصل ويحصل الآن، وإعادة تقييم عملية التوزيع واللجوء إلى طرق تحفظ فيها كرامة اللاجئين وحقوقهم المشروعة."
بدورها، أطلقت "رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان" مناشدة عاجلة إلى إدارة وكالة " أونروا" في لبنان، بالتواصل الفوري وعلى وجه السرعة مع القائمين على شركة تحويل الأموال "BOB Finan" وذلك لحل المشاكل وتذليل العوائق التي تحول دون استلام المهجرين لمساعداتهم المالية عبر الشركة المذكورة.
وعرضت الرابطة، أبرز المشاكل التي اعترضت اللاجئين المهجّرين، ومنها "عدم توفر السيولة المالية بأغلب فروع الشركة، وبالتالي امتناع موظفيها عن تسليم المبالغ الخاصة بالمساعدة".
كما أكّدت الرابطة، عدم تجاوب موظفي الشركة المذكورة، مع اللاجئين الذين لم يتلقوا رقم الحوالة عبر رسالة هاتفيّة لعدم امتلاكهم رقم هاتف مسجّل لدى الوكالة مما حرمهم من استلام ارقامهم، علماً أنّ الوكالة كانت قد أوضحت في بياناتها الأخيرة، أنّ موظفي الشركة ملزمون بالاتصال بالـ"أونروا" لحل هذه المشكلة.
كما أشارت، إلى أنّ العديد من اللاجئين قد قوبلوا بمعاملة فظّة من قبل بعض أصحاب بعض الفروع، خصوصاً في منطقتي صيدا وطرابلس.
وحمّلت الرابطة وكالة " أونروا" المسؤولية قائلةً: "نحن في رابطة الفلسطينيين نقدر أن ما نمر به حاليا هو ظرف استثنائي غير مسبوق، لكن هذا لا يعني قبولنا بالاستخفاف بنا كمهجرين ولا يعني أيضا قبولنا بتقصير أي جهة كانت، لا سيما الأونروا، فهي المسؤولة عن إيصال المساعدة للمستفيدين بأيسر الطرق، لذى على المعنيين فيها التدخل والتحرك سريعا لحل تلك الإشكالات واليوم قبل غد".